تستيقظ كل صباح وقد بلغت الشمس مبلغها في منتصف السماء..تظل تتثاءب باستمرار عيناها المنتفختان شعرها المنفوش أوتار صوتها متعبة لا تكاد تفقه من قولها شيئا ..ظلت طوال الليل مثبتة عيناها نحو شاشة الحاسوب..فتحت أكثر من صفحة تعنى بالدردشة و اللقاءات العاطفية التي أصبحت تحتل حصة الأسد في كل المساحات العنكبوتية ..تتفنن في اختيار أحسن المقدمات والأكثر إثارة ..تنتقي لنفسها ألطف الأسماء ..تتقمص أكثر من شخصية ؟؟ معلمة طالبة ممرضة...عل القدر يقذف في طريقها عريسا يجهل كل شيء عن مكر الإناث و خبث نياتهم .. لا يهمها كيف هو شكله.. سوى راتبه الشهري سيارته رصيده في البنك السكن بعيدا عن الأهل و الأحباب ... تنسج أكثر من علاقة وهمية .. تتظاهر أنها لاتبالي بأي دعوة تتوصل بها تتأخر في الإجابة و ترد بشكل مقتضب و كأنها أميرة يتنافس كل فرسان الدنيا بالظفر و لو بابتسامة خاطفة مرسومة على شفتيها.. تكثر الدعوات و تزداد الحظوظ و كأنك في سوق مالية قيمة أسهمها بلغت عنان السماء.. يسيل لعابها ..ربما تغمز الصنارة هذه الليلة يكتسحها غرور مجنون و كبرياء منقطع النظير.. سرعان ما ينخفض سعر هذه الأسهم لكي تبدو سوى سلع تم المغالاة في إشهار مميزاتها..لأن ما يملأ هذه الفضاءات بالمقابل مجموعة من المكبوتين و ذوي النفوس المريضة كلها عقد..ومن السذج الذين يراهنون كل يوم على هذه العلاقات الوهمية علهم يعثرون على دجاجة بكمونها كما يحلو للمغاربة أن يعبروا على ذلك أو بهمزة العمر.. عانس من أسرة ميسورة الحال..موظفة من الدرجة المتوسطة سيطرة عليها الفكرة التقليدية القائلة بأن الزواج ستر كيفما كانت شروطه .. تكون الملاذ الوحيد الذي يبنون على أساسه طموح مملكة أحلامهم المغفلة...لكن البناء الصحيح والتشييد الحقيقي لا يمكن أن يكون على أنقاض علاقات وهمية.. بقلم