لقي 17 شخصا مصرعهم وجرح ثمانية آخرون في فيضانات تلت امطارا غزيرة في في الساعات ال48 الماضية في مناطق جنوب ووسط شرق تونس وخصوصا في مدينة الرديف. وافادت وكالة تونس افريقيا للانباء (حكومية) ان هذه الفيضانات التي نجمت عن هطول الامطار “بصورة متواصلة” طوال ليل الثلاثاء الاربعاء على الرديف، ادت الى “وفاة 17 شخصا وثمانية جرحى وفق حصيلة أولية”. واضافت ان “البحث يتواصل عن عدد من المفقودين”، بدون ان تذكر عددهم. وتقع مدينة الرديف في ولاية قفصةجنوب غرب تونس على بعد نحو 350 كلم عن العاصمة ويقطنها نحو 60 الف نسمة ومناخها صحراوي جاف. واوضحت الوكالة ان الامطار التي هطلت “فاقت كمياتها 150 مليمترا في زمن قياسي” وادت الى فيضان الاودية وقطع الطرقات. واضافت ان “فرق النجدة والجهات المعنية تدخلت لتنظيم عمليات الانقاذ والاغاثة لفائدة المتساكنين المنكوبين الذين اجتاحت المياه مساكنهم”. واظهرت صور للتلفزيون التونسي مشاهد لفيضان الاودية في مناطق عدة من تونس وخصوصا في الرديف، وللاضرار التي طالت العديد من المنازل والمتاجر ولسيارات جرفتها السيول. من جهتها نشرت الصحف المحلية الخميس صورا للاضرار التي لحقت بالطرقات والمنشات والمؤسسات العمومية والخاصة نتيجة الامطار التي وصفتها ب”الطوفانية”. وكتبت صحيفة “الشروق” ان بين ضحايا الرديف “زوجين توفيا على سريرهما الذي طاف بجثتيهما فوق الماء فيما نجا ابنيهما” وامراة “تجاوزت الستين لقيت حتفها اثر سقوط جدار الغرفة عليها”. كما جرفت المياه “طالبة تبلغ 22 عاما كانت غادرت منزلها لامتطاء الحافلة في اتجاه صفاقس للالتحاق بمؤسستها الجامعية فلقيت حتفها”. واضافت ان “منسوب المياه ارتفع في الرديف ليتجاوز المترين في بعض الاماكن” وطالت الاضرار العديد من السيارات ومحتويات وسلع محلات تجارية. من جهتها كتبت صحيفة “الصباح” ان “تهاطل اربك الامطار حركة المرور في عديد من المدن والجهات، وقطع العديد من الطرقات في جهات الشمال والجنوب والوسط وبعض الجهات الساحلية”. وقالت وكالة الانباء التونسية ان الرئيس التونسي زين العابدين بن على امر صباح الخميس “بارسال طائرة اخرى محملة بالمساعدات لفائدة ضحايا هذه الفيضانات والمتمثلة في اغطية وافرشة ومواد اساسية”. وكان اعضاء الحكومة وصلوا مساء الاربعاء الى الرديف “لمعاينة الاضرار ومواساة العائلات المنكوبة وتقديم المساعدات الاولية للمتضررين”. من جهة اخرى شكل الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) “غرفة” لمتابعة “تطور الاوضاع عن كثب”. ودعا الاتحاد في بيان، هياكله الى التجند لمساعدة “اهالي المناطق المنكوبة وتوفير كل الدعم والحماية للجهات المتضررة”. كما اعلن الغاء حفل معايدة بمناسبة عيد الفطر. وعلاوة على الرديف شهدت العديد من المناطق التونسية الاخرى في جنوب البلاد ووسطها وشمالها تساقط كميات كبيرة من الامطار مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية تجاوزت سرعتها احيانا 100 كلم في الساعة. وشملت هذه الاحوال الجوية السيئة مدن توزر (جنوب غرب) وقابس (جنوب شرق) وصفاقس (جنوب) والمهدية (وسط شرق) والقيروان (وسط) و بنزرت (شمال غرب) وتراوحت كميات الامطار التي هطلت فيها بين 130 و200 مم في غضون ساعات قليلة. وغمرت المياه الطوفانية بعض المحلات والمساكن وتسببت في تعطيل حركة المرور في عدد من الطرقات ومحاصرة العديد من الاشخاص داخل منازلهم ومكاتبهم. كما اقتلعت الرياح القوية اعمدة كهرباء وعشرات الاشجار. واكتفت هدى (42 عاما) التي تعذر عليها الخروج من مكتبها في احد المعاهد وسط مدينة صفاقس (ثاني اكبر مدن تونس) بالتقاط صور للسيارات التي غمرتها المياه وللاشجار التي عصفت بها الرياح والقت بها في ساحة المعهد الثانوي الذي تعمل فيه في انتظار “الفرج”، كما قالت لوكالة فرانس برس. وتستخدم اجهزة الحماية المدينة والمصالح المعنية منذ الاربعاء المضخات وشافطات عملاقة لضخ المياه في مختلف الجهات المتضررة في اتجاه البحر او مناطق خلاء وذلك من اجل اعادة فتح الطرقات امام حركة المرور وفك الحصار عن المساكن والمباني. كما شملت الإجراءات مراقبة ارتفاع منسوب المياه بالسدود وفتح مجارى المياه ومسالك الأودية القريبة من التجمعات السكنية توقيا من فيضانها وتوفير كميات من اكياس الرمل لمنع تسرب المياه الى الاحياء والتجمعات السكنية والمناطق الصناعية. واشارت ادارات الرصد الجوي الى تواصل الطقس الغائم الخميس باغلب المناطق التونسية مع “امطار متفرقة بالشمال والوسط الغربي حيث تكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة” مع هبوب رياح قوية. ودعت “المواطنين الى ملازمة الحذر واليقظة المستمرة ومتابعة البلاغات والنشرات الجوية الموجهة إلى العموم بصفة دورية”.