نظم المجلس الجماعي لمراكش أمس الجمعة بالمسرح الملكي بالمدينة الحمراء ندوة فكرية حول “مسرح العبث.. خلفياته المعرفية”،وذلك تكريما للفنان المسرحي عبد الله العمراني. وتضمنت هذه الندوة،الرامية إلى تنمية القدرات الإبداعية في المجال الدرامي،إلقاء محاضرتين همتا محوري “هل هناك فعلا مسرح للعبث” من تنشيط المندوب الجهوي للثقافة بجهة سوس ماسة درعة عز الدين بونيت وأخرى حول “ظلال مسرح اللامعقول في نماذج مغربية” لمحمد زهير من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. وحسب المتدخلين،فإن مسرح العبث هو نتاج ظروف سياسية وعالمية،والعبثيون مجموعة من الأدباء الشباب الذين تأثروا بنتائج الحروب العالمية وخلقت لديهم هاجس انعدام الثقة في الآخرين فكان انعزال الإنسان الأوروبي وفرديته،مذكرين ببروز هذه المجموعة في فرنسا في ثلاثينات القرن العشرين وتقديمها نمطاً جديداً من الدراما المتمردة على الواقع وتجديدهم في شكل المسرحية ومضمونها. وأشاروا الى أن مسرح العبث برز بشكل جلي في أوائل الخمسينات من القرن العشرين من خلال مسرحية “في انتظار غودو”،مضيفين أن صاموئيل بيكيت ترك خلفه ظاهرة أدبية وفنية مهمة ومؤثرة ومثيرة للجدل إسمها العبث أواللامعقول. إن أهم ما في مسرح العبث ،يضيف المتدخلون،هو الحوار لكنه غالبا ما يكون غامضاً ومبهماً تعوزه الموضوعية بحيث تتحدث كل شخوص المسرحية دون أن يتمكن أحد منهم من فهم الآخر كما أن من أهم مميزات “مسرح العبث” قلة عدد شخوص المسرحية التي غالباً ما تدور أحداثها في مكان ضيق أو محدود جداً كغرفة مثلاً والتي تكون عادة مظلمة وموحشة. ويتضمن برنامج الحفل التكريمي تنظيم حفل موسيقي بمسرح الهواء الطلق من أداء فرقة “لاميك ” للموسيقى العربية والتراث الغنائي مع الفنان فؤاد الزبادي وعرض لمسرحية “مول الحانوت” لفرقة مسرح الحال. مراكش بريس 2010