تمهيد: يعتبر فؤاد أزروال رائد المسرح الأمازيغي بمنطقة الريف بالمغرب الأقصى بدون منازع ، ويعد كذلك المؤسس الحقيقي لهذا المسرح منذ بداية التسعينيات بمسرحيته " ءاذوزوغ ذي ثايوث/ أبحث في الضباب" التي عرضت بمدينة الناظور سنة 1991م. لذا تشكل هذه المسرحية البداية الفعلية للمسرح الأمازيغي الناضج. كما كان المسرحي الأول السباق إلى الجمع بين ثلاث لغات أمازيغية داخل عرض مسرحي واحد كما نلاحظ ذلك في مسرحيته التي ألفها وأخرجها محمد داسر" أورتي أوريلين / الحديقة الموهومة" التي جمع فيها بين تاريفت وتامازيغت وتاشلحيت، ويعد كذلك السباق إلى توظيف المسرح الفردي والالتجاء إلى الاقتباس والتمزيغ واستعمال الفكاهة والكوميديا الكاريكاتورية في المسرح الأمازيغي بمنطقة الريف. هذا، ولم يكتف فؤاد أزروال بكتابة النصوص المسرحية فقط، بل مارس الإخراج والتمثيل ونقد الشعر الأمازيغي وتحضير أطروحة جادة ومهمة حول أشكال تلقي الفرجة الدرامية في المغرب، وقد فاز كذلك بجائزة التمثيل والبحث الدراماتورجي في مهرجان أگادير بكل جدارة واستحقاق. إذا، ماهي القضايا الدلالية التي تناولها فؤاد أزروال في مسرحياته الأمازيغية؟ وماهي الأشكال والتقنيات الدرامية التي استعملها في أعماله المسرحية تأليفا وإخراجا وتشخيصا؟ 1- القضايا الدلالية: ألف فؤاد أزروال أول مسرحية في تاريخ الريبرتوار الأمازيغي بمنطقة الريف تحت عنوان: " ءازوغ ذي ثايوث/ أبحث في الضباب" كتابة وإخراجا، و عرضت هذه المسرحية في29 شتنبر1991م، ومثّل فيها الكاتب المسرحي أحمد زاهد، وأعد سينوغرافيتها كل من أحمد البصري وعبد الخالقي. وقد قدمت المسرحية باسم "جمعية إلماس الثقافية". ويعتبرها الأستاذ فؤاد أزروال وأحمد زاهد والكثير من الدارسين والنقاد أول نص مسرحي بالمفهوم الناضج في إقليمالناظور. وهي كذلك من المسرحيات التي ناقشت قضية الهوية الأمازيغية والكينونة الحضارية والثقافية للإنسان الريفي . وهي أيضا مسرحية فردية وجودية، تعالج موضوع رحلة شخص مظلوم قرر البحث عن الأم والهوية (الأرض) في فضاء مليء بالصراع (الضباب). وبعد ذلك، كتب فؤاد أزروال مسرحية سياسية اجتماعية تحت عنوان" بوسحاسح/ الكذاب"، وقد عرضت هذه المسرحية في قاعة سينما الريف يوم السبت 12 دجنبر سنة 1992م . والمسرحية من تأليف فؤاد أزروال وإخراج عبد الكريم بوتكيوت، أما التشخيص فقد قام به الفنان سعيد السعيدي الذي كان له حضور متميز في الكثير من الأعمال المسرحية الأمازيغية في إطار فردي أو جماعي... وقد قدمت المسرحية أكثر من خمس عشرة مرة في المنطقة الريفية. وقد ساهم كل من عبد الكريم بوتكيوت وأحمد المغنوجي في إثراء هذه المسرحية إخراجا وتأثيثا. هذا، وتحمل المسرحية انتقادا واقعيا للكثير من الظواهر التي تفشت في المجتمع الأمازيغي الريفي كتزوير الانتخابات وتقديم الرشاوى والتلاعب بضمائر المواطنين أثناء التصويت واستغلالهم استغلالا بشعا، كما تتناول المسرحية البيروقراطية والفساد الإداري مع رصد ظاهرة الاستجداء والتسول. وألف كاتبنا مسرحية أخرى تناقش قضية الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وهي مسرحية" علال ذ گ ليمان/ علال في ألمانيا "، وهذه المسرحية من إخراج أزروال نفسه سنة 1992م. وقد شخصها كل من سعيد السعيدي ومحمد كنفاوي وفاروق كنفاوي و محمد ملاحي... وقام كل من عبد الخالقي و سعيد كروم بإعداد الديكور، وقدمت المسرحية في مدينة الناظور. وتناقش المسرحية مجموعة من الفئات الاجتماعية الأمازيغية المضطهدة في بلاده، والتي تختار الهجرة حلا للتخلص من مشاكلها؛ ولكنها ستفاجأ بسياسة التمييز العرقي والعنصرية الحاقدة في البلدان المستقبلة. هذا، وقد عرضت مسرحية:" ءاغيور ءينو ءيعيزان/ حماري العزيز" في نسختها الأولى بسينما الريف بالناظور في 12 يناير 1996م، والمسرحية من تأليف توفيق الحكيم واقتباس فؤاد أزروال وإخراج أحمد المغنوجي. ومن أهم ممثليها: طارق الكنفاوي، وفؤاد أزروال... وقدمت هذه المسرحية في نسختها الثانية في إطار جمعية عبد الصمد الكنفاوي في سنة 1997م ، و قد تولى الأستاذ فؤاد أزروال إخراجها. ومن أهم ممثلي هذه المسرحية: سعيد السعيدي و محمد الماحي ومحمد كنفاوي وطارق كنفاوي وعبد القادر الشامي. و تنتقد المسرحية فساد النظام التعليمي بصفة عامة والمؤسسة التربوية بصفة خاصة، مع انتقاد الهيئات التمثيلية الحزبية والسياسية. ويقحم فؤاد أزروال في هذه المسرحية في قالب فكاهي حمارا ليتعلم في إحدى المؤسسات التعليمية، ويصبح في الأخير مسؤولا مهما في المجالس الانتخابية في المدينة. ويقدم فؤاد أزروال مسرحية أخرى تحت عنوان" ءامزروض ذي ربحار/ فقير في البحر" سنة 1997م ، وتصور المسرحية هروب شاب مكتئب من واقعه المزري الفظ متجها نحو شاطئ البحر لقضاء عطلته الصيفية، وهناك يجد كثيرا من الضغوطات والمضايقات من قبل سلطة المخزن وسلطة المجتمع. زد على ذلك، أن هذه المسرحية من تأليف وإخراج فؤاد أزروال، وقد تبنتها جمعية النهضة الثقافية بالناظور. ومن أهم ممثلي هذه المسرحية سعيد السعيدي و محمد كنفاوي وآخرين.... وألف فؤاد أزروال مسرحية أخرى في سنة 2000م تحت عنوان" أعباس أعساس/ عباس الحارس" ، وقد شخصها وأخرجها الفنان مصطفى الدريوش أيناو. و قد عرضت المسرحية في الناظور و هولندة. والمسرحية من النوع الاجتماعي، وينصب موضوعها على حارس عجوز سيتقاعد ليستبدل بكلب غيور. وسيثور هذا الكلب كمدا ونقمة ؛ لأنه لم يرض على سلوكات مشغليه الذين يتخذون الڤيلات المنعزلة البعيدة الصامتة أوكارا للإفساد والعبث بعد أن سكت عنهم لمدة طويلة . وعرض فؤاد أزروال مسرحية مقتبسة من العربية، وهي من أدائه وإخراجه، تناقش قضية الكتابة والإبداع والفن ألا وهي مسرحية" ءاغنيج ن ءيذورار/ أغنية الجبال"، وقد قدمت المسرحية بمناسبة مرور عام على اغتيال الفنان الأمازيغي (يونس معطوب). و يدور موضوع المسرحية حول فنان يحاول جاهدا مقاومة الواقع المحيط به (الفقر، والجهل، والإرهاب... ) من أجل إبداع أغنية واحدة قادرة على التعريف بما يحس به. أي إن هذه المسرحية تعالج الأزمة الاجتماعية والنفسية للفنان في مجتمعنا المنحط والمتردي في قيمه المعنوية والرمزية. وقدم فؤاد أزروال مسرحية أخرى تحت عنوان "المفتش ءيرحاگ/ المفتش قادم" ، وهي مقتبسة عن الفنان الروسي گوگول (المفتش العام)، وقد مثلتها كوكبة من الممثلين المقتدرين من أهمهم: فؤاد أزوال ، وتوفيق أزروال ، وعبد القادر الشامي، و طارق كنفاوي... وينصب موضوعها حول زيارة مفتش لإحدى المدن من أجل تشخيص أوضاعها الاجتماعية وتقويم الواقع عن قرب، بيد أنه سيصادف كثيرا من الأمراض المتفشية في هذه المدينة، ولاسيما البيروقراطية والفساد الإداري، و ميل المسؤولين عن الإدارات العمومية إلى الإفساد والعبث والارتشاء. وأخرج فؤاد أزروال مسرحية" سي ءاسنوس/ السيد الحمار" في إطار جمعية " ثانوكرا للثقافة والتنمية"، وقد اقتبسها أزروال من أعمال توفيق الحكيم، والمسرحية من تشخيص كل من فؤاد أزوال ، ومحمد الماحي، وطارق الكنفاوي، وعبد القادر الشامي. ويتمحور موضوعها حول شخص فقير ستضطره ظروف الحاجة والفاقة إلى الاشتغال حمارا عند أحد الأثرياء، بعد أن أقنعه بأنه صارا حمارا بمفعول عقوقه وعصيانه. وتشبه هذه المسرحية رواية" الجحش الذهبي" للكاتب والمسرحي الأمازيغي القديم أفولاي أو أپوليوس. وعرضت هذه المسرحية للأطفال في قالب فكاهي تربوي مادامت تناقش موضوع الغفلة والذكاء، وقد استمتع الأطفال الصغار بمشاهدها الدرامية الساخرة. وبذلك يكون فؤاد أزروال من السباقين إلى تشغيل مسرح الطفل الأمازيغي بمنطقة الريف. وقدم كذلك مسرحية " يما عيشة/ أمي عائشة" التي اقتبسها عن المسرح الإيراني، وهي من تأليفه وإخراجه. وتتحدث المسرحية عن بعض قضايا المقاومة الأمازيغية بمنطقة الريف، وفي سنة 2004م، ستعرض مسرحية" مان ذومان ذي لامان/ الماء والأمان " في المهرجان الثالث للمسرح الأمازيغي بأگادير، حيث عرضت تحت لواء فرقة" إزوران للمسرح الأمازيغي" بالرباط. وقد تكفل فؤاد أزروال بالإعداد الدراماتورجي لهذه المسرحية. وقد حصل العرض على جائزة أحسن ممثل( فؤاد أزروال)، وجائزة أحسن بحث درامي. ومن مسرحياته الاجتماعية " مسرحية أورتي ءوريلين/ الحديقة الموهومة" التي قدمتها جمعية أيزوران للمسرح الكائنة بالرباط بمدينة الناظور يوم9 أبريل 2006م مدعمة من قبل المعهد الملكي للغة الأمازيغية، وأهمية هذه المسرحية أنها تتناول قضية وطنية جادة وهي اختلاس المسؤولين للأموال العامة، ووالإيقاع بالمواطنين الأبرياء في شرك الاتهام والاعتقال. و قد كتب هذه المسرحية الدكتور فؤاد أزروال الذي التجأ إلى تنويع سجلاتها اللغوية، وأخرجها محمد داسر سينوغرافيا. بيد أن الجديد في هذا النص المسرحي هو توحيد اللغات الأمازيغية الثلاث( تاريفيت- تامازيغت- تاشلحيت) داخل نص مسرحي واحد، واختيار ممثلين من الأطلس وسوس لإنجازها وتمثيلها على الخشبة الركحية قصد خلق تمسرح مشترك لغوي، و بلورة دراما أمازيغية موحدة من حيث المضمون والخطاب اللسني. 2- المميزات الفنية والجمالية: تناول فؤاد أزروال في مسرحياته التي ألفها أو اقتبسها أو أخرجها أو شخص فيها مواضيع سياسية واجتماعية وتاريخية كما في مسرحية" بوسحاسح/ الكذاب"، ومسرحية" ءامزروض ذي ربحار / الفقير في البحر"، ومسرحية" رمفتش ءيرحاگد /المفتش قادم" ، و"ءاغيور ءينو ءيعيزان/حماري العزيز"، ومسرحية" سي ءاسنوس/ سيدي الجحش" ، و" الحديقة الموهومة"، إلى جانب استنطاق الذاكرة الأمازيغية والتشبث بالهوية الأمازيغية والتمسك بالأرض كما في مسرحية " ءازوغ ذي ثايوث/ ابحث في الضباب"، وتصوير معاناة الفنان الأمازيغي و تبيان قيمة الفن ورسالة الأدب بصفة عامة والغناء بصفة خاصة كما في مسرحية" ءاغنيج ءيذورار/ أغنية الجبال". وتطرق كذلك إلى قضية الهجرة في مسرحية" علال ذگ ليمان/ علال في ألمانيا"، واستقراء المقاومة الريفية في مسرحية" يمّا عيشا/ أمي عائشة". ويلاحظ أن المسرح عند فؤاد أزروال اتخذ عدة اتجاهات كالاتجاه الواقعي والاتجاه الاجتماعي والاتجاه السياسي والاتجاه التاريخي والاتجاه الوجودي في المسرحيات التي تدافع عن الهوية الأمازيغية والكينونة الريفية. وعلى الرغم من تعدد الاتجاهات الفنية في مسرح أزروال، فإنه يصيغ مسرحياته في القالب المسرحي الكلاسيكي المقيد بالوحدات الثلاث الأرسطية ( وحدة الحدث، ووحدة المكان، ووحدة الزمن)، واللجوء إلى محاكاة الواقع وتصوير القيم الإنسانية في أصالتها وانحطاطها داخل فضاءات منغلقة ( قاعات السينما، وقاعة دار الشباب، وقاعة نيابة التعليم، المركبات الثقافية...)، وفضاءات منفتحة ( الساحات التربوية والعمومية). وقد بدأ فؤاد أزروال مسرحه باعتماد قالب المسرح الفردي كما في مسرحية "ءاذازوغ ذي ثايوث/ أبحث في الضباب" في سنة 1991م ، لينتقل بعد ذلك إلى التأرجح بين المسرح الفردي والمسرح الحواري الجماعي. ويلاحظ أيضا أن فؤاد أزروال قد أغنى المسرح الأمازيغي كتابة وتشخيصا وإخراجا وتأثيثا وبحثا وتكوينا وتقييما بمشاركته في الكثير من لجان التحكيم المخصصة لانتقاء الفرق المسرحية الفائزة. ويتضح لنا أيضا أن فؤاد أزروال من السباقين إلى تقديم عروض مسرحية أمازيغية تندرج ضمن مسرح الطفل الأمازيغي. كما جمع بين الكتابة بالأمازيغية و تمزيغ النصوص الدرامية المقتبسة من المسرح العربي أو المسرح الغربي أو المسرح الإيراني الشرقي، وقد تأثر في اقتباساته بأفولاي صاحب " الجحش أو الحمار الذهبي" ، وبتوفيق الحكيم في نصه المشهور" حماري" و"حمار الحكيم"، كما تأثر بالكاتب الواقعي الاشتراكي الروسي گوگول. وتمتاز أعمال فؤاد أزروال بتوظيف الكوميديا ومزجها بالتراجيديا، والارتكان إلى الفكاهة والمواقف الساخرة في جل مسرحياته الاجتماعية الكاريكاتورية التي ينتقد فيها الواقع السياسي والاجتماعي. كما يتكئ على التراث الأمازيغي القديم والحديث وتوظيف الأغاني الأمازيغية المحلية(موذروس، وميمون الوليد، و فرقة أياون أثناء توظيف أزروال لأغنية "أظهار أبران"...)، كما يلتجئ إلى استقراء الذاكرة التاريخية واستحضار شخصيات المقاومة، وتطعيم النصوص والعروض المسرحية بالأمثال الشعبية وبكل الأشكال الفرجوية الفطرية والاحتفالية. وتتسم مسرحياته كذلك بالسخرية والباروديا والتهجين اللغوي والمحاكاة الساخرة واستعمال لغة قريبة من الجمهور الأمازيغي مع الابتعاد قدر الإمكان عن الألفاظ المعجمية المستغلقة الني لايفهمها الجمهور الحاضر، لذا، كان فؤاد أزروال من المسرحيين المقربين إلى الجمهور الأمازيغي بمنطقة الريف إلى جانب فاروق أزنابط وفخر الدين العمراني. هذا، وتميل كتاباته وعروضه الدرامية إلى بساطة البناء الفني واحترامها لقانون بناء المشاهد والفصول داخل المسرحية الكلاسيكية من خلال احترام عناصر الحبكة الدرامية التي تتمثل في تقديم الحدث الدرامي وإتباعه بالعقدة والأزمة لتنتهي المسرحية بالحل لهذه المشكلة المأزومة. ومن جهة أخرى، فقد استفاد فؤاد أزروال من تقنيات المسرح العربي بصفة خاصة والمسرح العالمي بصفة عامة، إذ كان يلتجئ في الكثير من الأحيان إلى توظيف بعض النظريات المسرحية السائدة في المسرح الحديث والمعاصر كتكسير الجدار الرابع وتوظيف ميتامسرح واعتماد المواقف الساخرة ولغة الحديث اليومي المفارق وإشراك المتفرج في اللعبة المسرحية وتوظيف الأشكال الفطرية الاحتفالية داخل اللعبة المسرحية متأثرا في ذلك بالمخرج الألماني بريخت والمسرحيين المغاربة كعبد الكريم برشيد والطيب الصديقي وعبد الحق الزروالي. وإذا كان فؤاد أزروال في بداية مشواره الفني في التسعينيات لايهتم كثيرا بالسينوغرافيا وتأثيث الخشبة بسبب انعدام الإمكانيات المادية والمالية، فإنه في أعماله الأخيرة، بدأ يولي أهمية كبرى لكل المكونات البصرية والسمعية بشكل متضافر من أجل خلق فرجة بصرية متكاملة دلالة وصياغة في إطار رؤية فنية منسجمة. خاتمة: نستنتج من مما سبق، أن فؤاد أزروال من المخرجين الذين يعرفون بكثرة الأعمال الدرامية والتراكم الكمي على مستوى ريبرتواره المسرحي، إذ أنجز أكثر من 12 عملا مسرحيا حسب بحثنا المتواضع، بينما فاروق أزنابط أبدع أكثر من 14 نصا مسرحيا، وبذلك يكون أزروال الثاني في منطقة الريف متبوعا بفخر الدين العمراني وشعيب المسعودي ونعمان أوراغ والبشير الإدريسي. وقد توصلنا من خلال هذه الدراسة إلى أن فؤاد أزروال كتب في عدة مواضيع تؤرق المثقف الأمازيغي بالخصوص وهي: قضية الهجرة ، وقضية الهوية الأمازيغية، ورصد المقاومة الأمازيغية واستقراء الذاكرة التاريخية، وانتقاد الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي. وقد عبر أزروال عن تجاربه الدرامية في قالب كلاسيكي ساخر يجمع بين الملهاة والمأساة من خلال اتجاهات فنية متعددة ومتنوعة. ويكفي فؤاد أزروال فخرا أنه السباق إلى تأسيس المسرح الأمازيغي، والبحث فيه كتابة وإخراجا وتشخيصا واقتباسا، لينتقل بعد ذلك إلى العمل الدراماتورجي والمشاركة في لجان التقويم في الإقصائيات والمهرجانات المسرحية المحلية والوطنية. ويستحق الدكتور فؤاد أزروال منا كل تقدير وتنويه وتشجيع وتحفيز، وأقول بكل صراحة وصدق وموضوعية: إنه يستحق بكل جدارة أن يكرم في يوم دراسي خاص، وينحت له تمثال في شارع محمد الخامس بمدينة الناظور؛ لما قدم من خدمات جليلة وما بذله من مجهودات جبارة للمسرح الريفي بصفة خاصة والمسرح المغربي بصفة عامة.