اختتمت الفرقة الموسيقية "مسيميسا" وفرق أخرى محلية، مساء أمس الاثنين بدار الثقافة مولاي الحسن بالحسيمة، برنامج المهرجان الوطني الأول للمسرح بالحسيمة الذي نظم هذه السنة تحت شعار "العمل المشترك سبيل المواطنة". وتميزت هذه الدورة بتكريم الفنانين المسرحيين الصباحي عبد القادر وأحمد لاهيت ومحمد العرصي وعمر الصابري، اعترافا لهم بما قدموه من إسهامات في سبيل التأسيس للفعل المسرحي والدرامي بمنطقة الريف. واغتنى النقاش خلال هذه الدورة، التي تواصلت على مدى خمسة أيام، بتنظيم ندوة حول "المسرح، ثقافة-سينما" بمشاركة ثلة من الفنانين والأساتذة الباحثين. كما تضمن برنامج هذا المهرجان، الذي تم تنظيمه بمبادرة من "فرقة الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة" بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة وبتعاون مع ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات والمجلس البلدي للحسيمة، ورشة حول "السيناريو" أطرها الأستاذ عبد الله أوزاد، وأخرى حول السينوغرافيا تخصص إنارة أطرها الأستاذ يوسف العرقوبي. وتابع جمهور المدينة بهذه المناسبة مجموعة من العروض المسرحية، منها على الخصوص، مسرحية "ثاسليت ن وزرو" لفرقة ثيفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، ومسرحية "أوذم كذ ثيسيت" لفرقة تاسوتا للمسرح بوجدة، ومسرحية "ثايري "لفرقة المسرح الأمازيغي بالحسيمة، ومسرحية "أبريذ أقورار" لفرقة البديل المضيء للمسرح والسينما بالخميسات، ومسرحية "طارق الذي لم يعبر" لفرقة سين للمسرح بتطوان، ومسرحية "شكون فيه الديفو" لفرقة أكواريوم بالرباط، ومسرحية "العيب قاري" لفرقة المراة للمسرح والموسيقى والسينما بفاس. وعرفت الدورة ايضا مشاركة الفنان المسرحي عبد الحق الزروالي بمسرحيته "واش فهمتي?" التي نالت عدة جوائز وطنية ودولية، والذي تسلم، خلال حفل الافتتاح من يد السيد محمد امهيدية والي جهة تازة-الحسيمة-تاونات لوحة تذكارية خاصة بالمهرجان. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد لعزيز إبراهيمي مدير المهرجان أن من أهداف هذه التظاهرة الفنية الكبرى، التي شاركت فيها فرق من مدن الحسيمة وتطوان وفاس ووجدة والرباط وسلا والخميسات، هو التعريف بالتراث الأمازيغي بمنطقة الريف، خاصة إقليمالحسيمة الذي يزخر بمؤهلات طبيعية تنتظر حركية استثمارية للنهوض وتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي للمنطقة. وأبرز أن فكرة تأسيس المهرجان الوطني للمسرح بالحسيمة جاءت بعد تراكم عشر سنوات من الممارسة المسرحية، إضافة إلى تجربة في الممارسة الثقافية لمجموعة من الفاعلين المحليين بالحسيمة وفرق مسرحية شاركت في مهرجانات عديدة بمختلف المدن المغربية وخارج الوطن، مسجلا أن المسرح بالإقليم وصل إلى مرحلة من النضج، بات معها في حاجة إلى الاهتمام المتزايد والتشجيع. وأضاف أن احتضان مهرجان وطني بالحسيمة يروم الاستجابة لجمهور المنطقة وللمهتمين بالمسرح وخلق فرصة للاطلاع على التجارب المسرحية الوطنية وتبادل الخبرات بين الهواة والمحترفين في هذا المجال، واستحضار التنوع الثقافي الذي يزخر به المغرب. ومن جهته، أشاد السيد كمال بليمون المندوب الإقليمي للثقافة بالحسيمة بالمجهودات التي تقوم بها فرقة الريف للمسرح الأمازيغي من أجل الرقي بمستوى المسرح والفن بصفة عامة بمدينة الحسيمة.