. عدسة: محمد أيت يحي. ندوات الملتقى الربيعي للفنون الشعبية في مراكش فضاءات للنقاش وتلاقحات للأفكار . فاطمة جميلة گاسم . عدسة: محمد أيت يحي. عرفت الندوات العلمية التي إنعقدت خلال فعاليات الملتقى الربيعي الرابع للفنون الشعبية النسائية، الذي نظمته جمعية المرأة للفنون الشعبية، تحت شعار إبداعات المرأة بين الحضور الخجول والإنصاف المرتقب، أيام 4، 5 و6 أبريل الحالي، بفضاءات دار الثقافة، بالداوديات في مراكش بدعم من وزارة الثقافة،إحتفاءا بفن الهواري ، حضورا مميزا للإعلاميين والمثقفين و والباحثين والفنانين. هذا، وفي الوقت الذي تتبارت خلاله العديد من فرق فن الهواري من مختلف مناطق جهة مراكش تانسيفت الحوز من أجل كسب الرهان والجائزة الكبرى للملتقى، مشكلين أزيد من عشرين فرقة فنون الهواري النسائية،والرجالية أمام لجنة التحكيم المكونة من خبراء في مجال فنون الرقص والغناء، وممارسين باحثين في ميادين التراث والثقافة الشعبية، على غرار الباحث والناقد الفني المعروف الأستاذ عبد الرحمان الملحوني، والأديبة المختصة في الثقافة الشعبية جميلة العاصمي، والفنان الشهير المميز توفيق أزديو. شهدت فعاليات ذات الملتقى العديد من الأنشطة الأكاديمية نشطها مجموعة من الأساتذة المثقفين الباحثين، حيث تناول الأستاذ عبد الله المعاوي جذور فن الهواري وأسسه التاريخ وإنطلاقاته التأسيسية من منطقة هوارة، مبرزا الكثير من دلالاته اللغوية وتداعياته الفنية المرتبطة بالزمان والمكان، وأنواعه المنطلقة من “التگرار” و”حوران “و لوناسة”، وأصوله وأغراضه التي ظلت ترتبط بالنفس والوجدانيات والعادات الجمعية لمتعاطي هذا الفن، إستنادا على قوة الصوت وشدو الألحان، ومقومات التناغم بين الممارسين من مختلف الجنسين. كما أعرب الأستاذ المعاوي أن الثقافة الشعبية المغربية ، لم تكن مرتبطة بالغواية كما يعتقد العديد من الدارسين لها، والباحثين في خصائصها وعالمها، وإنما هي ذات حمولات تاريخية وأنتروبولوجية تترجمها الطقوس والأهازيج و الأمثلة والحكايات، مشيرا أن أبرز ما يعكسه فن الهواري هو ما وصفه بالتجاوب الضمني والفني بين الذكور والإناث، ، وإستحضار رمزيات الطبيعة والطيور ودلالات الطهارة والخصوبة والزفاف والتجمعات الإحتفالية القبلية، إستنادا على إستعمال “التعاريج” و”الدعدوع” و”البندير” وحتى الكؤوس و”صواني الشاي” والنواقيس . في ذات السياق تطرق الأستاذ أنس الملحوني إلى طبيعة الإيقاعات الهوارية ، كجزء من الموسيقى المغربية الشعبية الأصيلة وأبرز تنوعاتها الهارمونية وتعددها السياقي والصيغ الموسيقية المرتبطة بها، مستدلا على خصوصيتها المقطعية، والجمالية بإستعراض نتف إيقاعية منها مسجلة على حاسوبه الخاص، مما أضفى طابع التقريرية العلمية على مداخلاته. كما تناول الأستاذ أنس الملحوني الفروق النمطية والكيفية والمضمونية بين الموسيقى الحديثة والموسيقى الشعبية التليدة، التي يشكل فن الهواري جزءا أساسيا منها، ومدى الإختلاف الحاصل بينهما والفوارق، وسمات الوترية والإيقاعية. إلى ذلك، تطرق الأستاذ الملحوني إلى مختلف الإرتباطات الدلالية والحضارية الفنية بين مدينة مراكش ومدينة تارودانت منبع الفن الهواري، مستعرضا مختلف التفعيلات السمفونية الإيقاعية، الهوارية، مابين هواري الفردة وتراوحها مابين السبع وحدات والخمس وحدات، من خلال الإعتماد على الآلات الموسيقية من التعريجة إلى الهراز مرورا بأگوال والدعدوع . من جهتها أوضحت ليلى عنكور عضو إدارة الدورة ، أن الملتقى الربيعي الرابع للفنون الشعبية النسائية في دورته الحالية، لم يسع فقط للطابع الفرجوي، وإنما من أجل فتح فضاءات حوارية وتفاعلية حول الثقافة الشعبية والآصالة الفنية والحضارية الشعبية المغربية، كما أبرزت عنكور أن الملتقى تميز بالدور التضامني والتكافلي مع الفئات الإجتماعية الهشة من خلال إعداد حفل “ثقب الإذنين” لفائدة العديد من الطفلات النزيلات بدور رعاية الطفولة، كما تم تكريم الزي المغربي النسائي من خلال تنظيم عروض للأزياء المغربية التل