. لواعج إمرأة الثقافة… ليست قضية المثقفين فقط. مليكة المرابط . من المؤكد ، أن الثقافة لا تنفصل عن التصور العام لمشروع المجتمع الذي تعمل من أجله والمبني على أسس حداثية والمتطلع للمستقبل، ومن ثمة فإن الثقافة ليست قضية مثقفين وحدهم، بل هي قضية مجتمع بما هي إحدى وسائل تعبيراته وإحدى تجليات حياته، والفعل الثقافي ليس أداة إيديولوجية او سياسية، بل أداة لتنمية المجتمع والإنسان، ووعاء تتبلور من خلاله إنسانية الإنسان وحضارته المادية والروحية. فالمسألة الثقافية ببلادنا تعتبر مسألة جوهرية وبعدا أساسيا لإشكالية التنمية، لأنها تهم الحياة اليومية للإنسان المغربي وهويته الوطنية والحضارية، وموقعه في هذا العالم الذي يتميز في الوقت الراهن بتطورات سريعة، وبرهانات تطرحها العولمة ويشكل ربحها ضرورة للإندماج في هذا العصر، ومن ضمنها الرهان الثقافي الذي يطرح إشكالية الخصوصية والكونية من جديد وبشكل أكثر حدة من الماضي. رهان يعتمد بشكل أساسي على التنمية الثقافية الوطنية وترقيتها إلى مستوى التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر، وإلى مستوى طرف فاعل ومحاور للثقافات المتسابقة على الهيمنة باسم العولمة والحداثة، والأكيد أن الوضعية الحالية للثقافة الوطنية لا تؤهلها لربح هذا الرهان ولا للمساهمة الإيجابية والفاعلة في التنمية الشاملة رغم بعض المجهودات الفردية والتي أعطت للثقافة المغربية إشعاعا على الصعيد العربي وحى الدولي في مجال إنتاجات فكرية متميزة وإبداعات في مجال السينما والفنون. فإذا كانت الثقافة في مفهومها العام حاضرة في كل مجالات حياة المغربي من معمار ولباس واكل وموسيقى ورقص وكل التعبيرات الروحية والعقلية والجسدية، فإنها في معناها الخاص تحيل إلى المعرفة والفكر والعلم والتقنية والإبداع بمختلف أشكاله، وهذه المجالات المتعددة للثقافة بحاجة إلى تجهيزات الإنتاج وأشكال متطورة للتداول والإستهلاك، خاصة ونحن في عصر الصورة والأنترنيت، مما يحتم النظر إلى الثقافة كصناعة ذات نفع فكري واقتصادي.