محمد القنور . عدسة: محمد أيت يحي . إتحاديو في جليز بمراكش: يضعون وحدة اليسار تحت مجهر النقاش. محمد القنور . عدسة: محمد أيت يحي . نظم مكتب فرع الحي المحمدي جليز بالإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية في مراكش، ندوة فكرية سياسية تحت عنوان ” في الحاجة إلى وحدة اليسار” أطرها مجموعة من القيادات والفعاليات السياسية اليسارية ، ممثلة في الباحث والفاعل السياسي عبد اللطيف عادل ومصطفى الرجالي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والإشتراكية، واليزيد البركة القيادي بحزب الطليعة، ومحمد الساسي عن اليسار الإشتراكي الموحد، إضافة إلى عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي، إدريس أبو الفضل و قيادي وأطر وأعضاء بالمدينة الحمراء، ومناضلات ومناضلي أحزاب اليسار وبعض الأطياف الجمعوية الحقوقية.. هذا، وقد أجمعت معظم المداخلات التي عرفتها أشغال الندوة، على الواقع الذي وصفته بالمزري لأحزاب اليسار المغربي الذي وصف بالمتشردم، نتيجة إرتكان قياداتها الوطنية للحسابات الضيقة والنوازع الإيديولوجية المبنية على الخلفيات الماضوية ، مما ساعد في طغيان التيار المحافظ ، والإمتدادات الجماهيرية التي حققها حزب العدالة والتنمية، والتي لم يتردد القيادي محمد الساسي في وصفه بالحزب القوي والمنظم . من جهة أخرى، أشارت مداخلات أخرى، أن أحزاب اليسار المغربية كانت حاضرة بقوة في صلب التحولات التي عرفها المغرب على الرغم من العوائق الذاتية و الموضوعية ، وعلى الرغم من كون اليسار المغربي اليوم ليس في أحسن حالاته،نتيجة الإنقسامات والإنشطارات ، فإنه مع ذلك يظل له شيئا من الحضور الفاعل و المؤثر. جانب من حضور بعض ممثلي الأحزاب اليسارية . محمد القنور . عدسة: محمد أيت يحي . في نفس السياق، شدد متدخلون آخرون على أن وحدة اليسار المغربي أمرا مطلوبا على إعتبار كونه ضرورة تاريخية، تترجم تطلعات العديد من الشرائح المجتمعية التي تجد في اليسار المغربي و فكره حليفها الموضوعي وصوتها المعبر عن انشغالاتها…خصوصا وأن المطالب الإجتماعية والإقتصادية في الصحة والسكن والتعليم والخدمات والتجهيز وإعداد المجال هي ذات نزوع إشتراكية. في حين تخوف متدخلون آخرون من إنفتاح و تطور المرجعيات القيمية و الفكرية الآخدة في تغيير وجهتها، بفعل شيوع تيار المحافظين، وتداعيات التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي و المغرب على كافة المستويات. على صعيد آخر، إنتقدت مداخلات أخرى، ضعف القيادات الحزبية اليسارية المغربية في كونها لم تتمكن من إبداع أدبيات ووثائق مرجعية مشتركة تقوم على تصور جديد لدورها و أهدافها و آليات اشتغالها، وأوضحت بعض التدخلات أن العالم يتغير من حول أحزاب اليسار المغربية، مما بات يلزم هذه الأخيرة بإنجاز تحول تاريخي يعود بها إلى صلب الصراع من أجل الديمقراطية و الحداثة و من أجل إقرار تصور للتنمية يضع المواطن المغربي في قلب كل الاهتمامات و السياسات، والتصدي للوضعية التي وصفها بالمؤلمة نتاج لتظافر العوائق الذاتية و الموضوعية، مما بات يحتم الاشتغال على الذات من جهة، وعلى الواقع المعاش من جهة ثانية.