خطا محمد السياسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، إلى حدود منتصف أمس الأحد، خطوات كبيرة نحو خلافة محمد مجاهد على رأس الأمانة العامة للحزب في ختام المؤتمر الوطني الثالث للحزب المنعقد بمدينة بوزنيقة في اليومين الماضيين. وحصل تيار أرضية «الديمقراطية هنا والآن»، الذي يتزعمه الساسي، على أزيد من 82.02 في المائة من أصوات المؤتمرين، مقابل نسبة 17.91 في المائة من الأصوات، لتيار أرضية «اليسار المواطن»، التي مثلها في «مناظرات الأرضيتين، القيادي مصطفى مفتاح. وعلى هذا الأساس، ارتفعت حظوظ الساسي لخلافة محمد مجاهد في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الموحد على حساب القيادية نبيلة منيب، التي تعتبر ضمن الوجوه البارزة في تيار «اليسار المواطن». وبخصوص موقف الاشتراكي الموحد من حركة 20 فبراير، دعا الساسي إلى وضع الثقة الكاملة، وقال: «كيف لا نضع بيضنا كله في سلة 20 فبراير وقد رفعت شعارات اعتقدنا أن الأمد سيطول بنا قبل أن ترفع». وأكد الساسي على أن حزبه سيواصل دعم الحركة رغم الضغوطات التي تعرض لها، خصوصا اقتحام مقره من قبل قوات التدخل السريع في الأسابيع الأولى لبروز الحركة، بينما قال نجيب شوقي، أحد الوجوه البارزة في الحركة، إن «أرضية الاشتراكي الموحد لا يتجزأ من مشروع حركة 20 فبراير». وقالت مصادر من داخل المؤتمر إن التيارين أبديا وجهات نظر متباينة بخصوص التحالف مع جماعة العدل والإحسان. تيار «الديمقراطية هنا والآن» اعتبر، حسب المصادر ذاتها، التحالف مع الجماعة «أفقا استراتيجيا»، في حين أكد تيار «اليسار المواطن» على أن «التحالف مع التيارات الأصولية خط أحمر». وكان الساسي، نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، دشن المؤتمر بشن هجوم قوي على حزب العدالة والتنمية وأمينه العام، عبد الإله بنكيران، المعين مؤخرا رئيسا للحكومة. وتوعد القيادي اليساري بنكيران ب«معارضة ساخنة»، وجدد التأكيد على أن «التحالف مع التيارات الأصولية خط أحمر». وقال القيادي اليساري متحدثا عن حزب العدالة والتنمية: «لا أعلم كيف يمكننا أن نتحالف معهم؟ لا يمكن أن ننتظر خيرا من الذين يعتزون بحذف حرية العقيدة من الدستور الجديد، ويرفضون مغنين مثل إلتون جون لمجرد كونهم مثليين، ويريدون إحداث تغييرات في التعليم، ويحددون مكانة معينة للعلماء والمكانة المؤسسية للعلماء خطيرة». من جهته، قال القيادي التاريخي لليسار المغربي، محمد بنسعيد أيت إيدر، إن الانتخابات الأخيرة «ليست سيئة»، ودعا التيارات اليسارية إلى القيام بنقد ذاتي لتجربتها من أجل التوصل إلى معرفة أسباب تراجعها في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة وتكوين يسار إصلاحي ديممقراطي يحترم حقوق الإنسان. وأكد أيت إيدر، بحضور قياديين اتحاديين يتقدمهم الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وكذلك حسن طارق وثريا مجدولين، أن «الكتلة انتهت منذ استفتاء دستور 1996 ولم يعد بإمكانها أن تلعب الدور الذي أسست من أجله».