انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد انطلقت مساء الجمعة 16 دجنبر الجاري، بسينما رويال بالرباط، أشغال المؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد بحضور مؤتمري الحزب وعدد من المتعاطفين معه من اليساريين المغاربة والأجانب وعدد من نشطاء حركة 20 فبراير، بالإضافة إلى ممثلين لأحزاب أخرى كالحبيب المالكي وعبد الحميد الجماهري وعلي بوعبيد وفتح الله ولعلو وحسن طارق عن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي. ودعا شيخ اليساريين المغاربة محمد بنسعيد آيت إيدر في كلمته أمام الحضور، بعد أن ثمن الدور البارز لحركة 20 فبراير والربيع العربي إلى قيام اليسار المغربي بنقد ذاتي لتجربته حتى تشكيل جبهة يسار إصلاحي ديمقراطي تحترم حقوق الإنسان ، كما اعتبر بنسعيد أن الكتلة الديمقراطية انتهت ولم يعد ممكنا أن تلعب ذات الدور الذي لأجله تم تأسيسها . من جهته عاد محمد الساسي للتذكير بالنواقص الموجودة في الدستور الجديد وبعدم شفافية الانتخابات الأخيرة. وأردف الساسي قائلا: " هناك من يلومنا لأننا وضعنا كل بيضنا في سلة حركة 20 فبراير ؟ ما المشكل في ذلك ؟ نحن نثق في هذا الشباب رغم العقاب الذي تعرضنا له من هجوم على مقرنا واعتقال رفقائنا " . أما الناشط في حركة 20 فبراير نجيب شوقي فقد عبّر عن امتنانه للدعم الذي قدمه حزب الاشتراكي الموحد لحركة 20 من فبراير ودعاه إلى الاستمرار في دعمها لوجيستيكيا وتقديم اقتراحاته وأفكاره لتطوير الحركة مضيفا أن " الحزب الاشتراكي الموحد هو الحزب اليساري الوحيد القادر على خوض المعركة وخلق جبهة يسار موحدة فاليسار الحكومي واليسار الذي تقدم للانتخابات يسار فاسد وأتمنى أن يستفيد الحزب من تجارب بلدان أخرى لتوحيد اليسار المغربي ". بدوره اعتبر الخبير الاقتصادي فؤاد عبد المومني أن حركة العشرين من فبراير أعادت إحياء الأمل في تحول سريع إلى الديمقراطية بعد أن فقد الأمل ، وتابع قائلا إن : " الصيغة الديمقراطية الوحيدة التي توفق بين الديمقراطية والملكية هي الملكية البرلمانية لقد سقط جدار الصمت والخوف وهذا يمنحنا الأمل " مضيفا أن " الدستور الجديد على علله الكثيرة يمكن أن يؤول ديمقراطيا وهذا هو التحدي الذي تواجهه حكومة بنكيران " كما ذكر عبد المومني بخطورة الوضع الاقتصادي المغربي الحالي داعيا حكومة بنكيران إلى إظهار حسن النوايا والشجاعة لمواجهة الظرف الراهن دون أي هروب . هذا وقال الأمين العام للحزب محمد مجاهد، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن المؤتمر "سيعمل على تدشين حوار واسع لتأمين إعادة بناء اليسار"، معربا عن أمله في "بناء يسار ديموقراطي يستجيب لتطلعات الشعب المغربي، ويضطلع بدور ريادي في ترسيخ الديموقراطية والقضاء على الفساد والاستبداد وتعزيز الحريات العامة وتمثل القيم الحقيقية لليسار". وأضاف أن انعقاد المؤتمر الوطني الثالث للحزب يأتي في سياق "التحولات الجارية بالعالم العربي"، وهو ما يستدعي "معالجة الاختلالات في المشهد السياسي المغربي من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية وتعزيز دولة الحق والقانون". وسيتم خلال هذا المؤتمر، حسب مشروع مسطرة أشغاله، تقديم التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما، علاوة على انتخاب المجلس الوطني والمكتب السياسي والأمين العام للحزب. وأشار مجاهد إلى أن أشغال المؤتمر ستتواصل بحضور مراقبين يمثلون مختلف الأطياف الحزبية والمدنية من خارج الحزب وذلك من أجل تقييم شفافية ونزاهة هياكله من خلال المتابعة والملاحظة ومراقبة السير النظامي للأشغال ومجريات العمليات الانتخابية الداخلية وكيفية ممارسة المؤتمرين لحقوقهم في التعبير والتصويت والترشيح.