إنها مفاجأة. محمد الساسي، المرشح الأبرز لقيادة الحزب الاشتراكي الموحد، خلال الأربع سنوات المقبلة، يقرر عدم الترشح لعضوية المكتب السياسي، وذلك على بعد يومين من دورة للمجلس الوطني لانتخاب أعضاء المكتب السياسي والقيادة الجديدة لحزب الشمعة. قرار الساسي الذي قال«أنه لظروف خاصة، يفضل العمل من داخل المجلس الوطني»، جعل الطريق معبدا أمام ترشيح وجه نسائي يتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب ويملك ما يكفي من مواهب القيادة، ويتعلق الأمر عضو المكتب السياسي نبيلة منيب، المحسوبة على تيار الزعيم التاريخي للحزب بنسعيد أيت ايدر، لتكون بذلك، أول امرأة تقود سفينة حزب يساري معروف بمواقفه، وله وزنه السياسي في المشهد الحزبي. نبيلة منيب الاستاذة الجامعية بكلية العلوم عين الشق الدارالبيضاء، وبعد قرار الساسي، أصبحت المرشحة الأوفر حظا لشغل منصب القيادة خلفا لمحمد مجاهد الأمين العام المنتهية ولايته، إلا أن هذه القيادية لايهمها أن تكون على رأس الحزب، بقدر ما ترى أنه يجب أن يتم اتخاذ كل القرارات بشكل ديموقراطي، فهي تؤكد أن «قيادة الحزب يجب أن تكون بشكل جماعي وتكون فيه لامركزية في القرار».. وبين التعاطي للسياسة وتدريس العلوم، تحرص منيب على الحضور إلى كل الأنشطة التي ينظمها الحزب، وكان آخرها المؤتمر الوطني الثالث الذي نظمه الحزب ببوزنيقة أواخر الأسبوع ماقبل الماضي، وتم فيه انتخاب المجلس الوطني الجديد واعتماد أرضيتين كخارطة للحزب هما«الأرضية الديمقراطية هنا والآن”، التي حازت على 82 في المائة من الأصوات و«أرضية اليسار المواطن»، التي كان نصيبها18 في المائة وإذا كانت هذه القيادية، تواظب على الحضور إلى أنشطة الحزب والمشاركة فيها بمداخلاتها واقتراحاتها، فإن ذلك جعل منها محط أنظار العديد من أعضاء الحزب، وخصوصا الشباب، الذين بادروا إلى تأسيس مجموعة على الشبكة العنكبوتية، طالبوا فيها بأن تكون امرأة على رأس الحزب الاشتراكي الموحد.