اعتبر محمد الأشعري أن اليسار في حاجة الى استعادة إحساسه بالكرامة . قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي أن« موضوع اليسار وارتباطه بالكرامة يسترعي الانتباه الى حاجة اليسار نفسه الى استعادة إحساسه بالكرامة .وأكد أن «أية حركة لن تستطيع أن تقوم بمهامها التاريخية وهي لا تعتبر أنها ضرورة تاريخية»، وشدد الاشعري ، الذي كان يتحدث في ندوة نظمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمحمدية يوم الجمعة ما قبل الماضية «أن اليسار في بلادنا ليس ظاهرة عابرة، بل هو حقيقة تاريخية ارتبطت بالمقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية، وارتبط بتأسيس كل مقومات المغرب الحديث. وقال الاشعري« ابتسم حينما أرى غرفة الولادة السياسية في بلادنا تفكر في إنتاج يسار خاص بها، كما انتجت ليبراليين خاصين وإسلاميين خاصين بها» وأضاف الاشعري «. اليسارهو الرحم الكبرى التي ولدت فيها الحركة العمالية والحركة الطلابية والحركة الثقافية الحديثة بمجلاتها وملاحقها وتياراتها والحركة الفنية» ، كما رأى «أن اليسار المغربي استطاع أن يغرس في التربة المغربية شيئين عظيمين، الإيمان بالتعددية، وعدم الخوف منها». فإذا كانت ثقافتنا المحافظة والتقليدية ونظامنا السلطوي حاول أن يركز لسنوات أن الحق دائما الى جانبه وأنه المنتج للحقيقة لوحده، فإن اليسارفي المغرب استطاع أن ينتج فكرة مضادة لهذه الواحدية العمياء واستطاع ان يؤمن لممارساته شرعية الاختلاف المغربي: أولا في ما بينه وبين مختلف تعبيراته، ثم داخل التعبير الواحد، وفي المجتمع». الأشعري، الذي حاضر الى جانب منيب وبنعمرو وبلعربي قال أيضا« لايمكن للمغرب اليوم أن يستمر في قبضة المحافظة والتقليدية والاستبداد». اليسار المغربي ضرورة تاريخية، فالمغرب كما يرى الاشعري متوقف على اليسار، و عليه هدم هذه الهوة مابين المواطنين والمستقبل». واضاف ان ما يبعد المواطن عن العمل السياسي بصفة عامة وعن اليسار بصفة خاصة، هو أن اليسار لا يتوفر على خطاب يوضح الرؤية السياسية. ويرسم الأفق، ولا أحد في تعبيرات اليسار ، يقول محمد الاشعري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية معفي من ممارسة نقدية لتجربته وتجربة الآخرين بصفة عامة، ولا أحد معفي من القيام بمجهود ضد نفسه لاستيعاب أولا التحولات التي يعرفها الفكر الاشتراكي في العالم، والتحولات التي يعرفها نظام الاقتصاد العالمي، وكذلك النظام السياسي العالمي. ولا أحد يمكن أن ينتج رؤية للمستقبل بدون استيعاب دقيق لهذه التحولات. ولا يمكن إنتاج هذه الرؤية بدون التفكير بطريقة عقلانية. ودعا الى ألا نبقى سجناء تصفية الحسابات وسجناء النقد والنقد المضاد، بل علينا الاجابة عن الأسئلة الاساسية المطروحة علينا اليوم، وأن نتوجه إليها بنوع من العقلانية. وأكد «إننا كيسار لا نعطي القدسية للوحدة، فالوحدة ليست نظاما مقدسا، بل هي هدف أساسي، لكن علينا أن نعرف اختلافاتنا، ونحدد النقاطالتي نختلف فيها، وليس عيبا أن نكون على دراية بذلك، ونجهر بالحقيقة، ودعا الى عدم السقوط في الخطاب المنافق الذي يدعي أننا موحدون، ونسعتمل كل التعبيرات المرتبة ظاهريا في ما بيننا بعد ذلك «نجبدو لمواس على بعصنا في الخفاء، بل علينا أن نستعمل خطابا عقلانيا نعترف فيه باختلافاتنا. وفي نفس الوقت نحدد مهام المرحلة». وأضاف «إنه إذا كان المجتمع باعترافنا وتحليلنا جميعا يخضع لمد محافظ وتقليدي. فكيف لنا أن نفسخ هذه الآلية التي استوطنت مجتمعنا، فهل يمكن أن نتفق على أفق مشترك» يتساءل الاشعري، مجيبا أن الامر ممكن، لأن اليسار من مهامه الاساسية الدفاع عن الديمقراطية والحرية، ونعتبر أن هناك اليوم عجزا في هذا المجال، لكن يستدرك بالتأكيد أن الدفاع عن مقومات الملكية البرلمانية بجميع مكوناتها هو استراتيجي، علينا الاتفاق عليه. وكذلك العمل على إشاعة ثقافة التنوير، والذي هو من مهام اليسار عكس اليمين، إلا في جزء من اليمين الليبرالي في ظروف تاريخية. هذا العمل علينا القيام به في المجتمع بقوة وبنفس طويل والنضال في المجتمع من أجل ترسيخ قيم الحداثة، هذه الاخيرة لا تتم عبر إجراءات أو قرارات حكومية، بل بنضال أيضا المثقفين والمبدعين والفنانين واليساريين في جميع مستويات عملهم، وهو النضال الذي يكون داخل المجتمع وفي كل التعبيرات المجتمعية وليس بالضرورة في التعبيرات السياسية، ورأى أن هذا الأمر أساسي، ولا يمكن أن يقوم به إلا اليسار. والدفاع عن التعددية الثقافية على اعتبار ان المغرب لا يمكن أن يكون وحيد الثقافة، والدفاع عن المساواة بين والرجال. وأشار إلى أن هذه مسألة مركزية في نضال اليسار منذ كان، ويجب أن تستمر في صلب التصور المستقبلي لليسار.مستطردا أنه يمكن ان يكون هناك اختلاف في الأجندة بالنسبة لتنفيذ هذه الفكرة أو تلك. مشددا على أن يتم الجهر بذلك بكل وضوح وصراحة. واعتبر أن هذا لن يكون عائقا في توحيد اليسار، منبها الى عدم إلغاء القضايا العملية التي تطرح علينا من خلال القضايا الكبرى، وأول عملية هي كيف يمكن ربح رهان الكم في مجتمع يبني ديمقراطيته على صناديق الاقتراع. و لذلك لا يمكن لنا أن نقول إننا على صواب، لكن يجب أن نخوض المعارك كميا لنستطيع الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات، لأن الهدف الاساسي هو أن نستطيع في المدى المتوسط أو حتى البعيد الوصول من خلال مؤسسات ديمقراطية حقيقية ودستور ينظم الملكية البرلمانية الى تدبير الشأن العام في المغرب. لأننا نؤمن بأن يكون هناك تدبير اشتراكي،ويأتي بإصلاحات مجتمعية وسياسية وثقافية واقتصادية تعيد الكرامة للمواطن .ودعا إلى عدم الانتظارية، كما دعا إلى تقديم إشارات قوية لاستعادة الأمل للمغاربة، وجعلهم يثقون بأن اليسار سينهض لا محالة وأشار القيادي الاتحادي إلى أنه يؤمن بأن ينفتح المؤتمر الوطني التاسع للحزب على جميع مكونات اليسار للحضور في هذا المؤتمر، ليس من أجل الاندماج الذي كما قال بنعمرو يضيف الأشعري، هو عمل متقدم يجب أن يتم التحضير له انطلاقا من القواعد، وبنضالات عملية، ولكن ايضاتحديث وتغيير حزب كبير مثل الاتحاد الاشتراكي، يجب أن يكون مثار عمل مشترك بين جميع فصائل اليسار المغربي، هذا الأخير الذي أعطى صورة للتشتت لسنوات متعددة، يمكن أن ينتفض ضد نفسه ويقدم شيئا يشعل الأمل في المجتمع المغربي، ورأى أن الاشارة التي قدمت من خلال الوحدة العمالية، لا تحتمل الانتظار، وذكر باستجابة المواطنين لمسيرة الكرامة التي دعت إليها الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل دفاعا على كرامة المواطن. وأضاف أنه يعطي للوحدة قوة سحرية، وقدسية، لكن حان الوقت لكي يقوم اليسار بوقفة عقلانية لرسم أفق المستقبل. من جانبها، اعتبرت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد أن اليسار في المغرب وسؤال الكرامة كما طرحته الندوة التي عقدتها الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بالمحمدية عوض الديمقراطية، هو أشمل وشكل الكرامة مدخلا لبناء الديمقراطية الاجتماعية والاقتصادية والثقافيةلتحقيق الكرامة والولوج الى المواطنة. وذكرت في نفس السياق بمطلب الكرامة في شموليته، إذا ربط بين المشروع المجتمعي وأهدافه. ورأت أن مركز كل ذلك هو الإنسان من خلال العلم والمعرفة لتحقيق دولة الحق والقانون، وأشارت في مداخلتها أنه عندما نتحدث عن اليسار ومشروعه، نستحضر الوضع الدولي اليوم، ونتساءل عن الإمكانيات التي تعطيه اليوم لبروز اليسار كمشروع. وأضافت أن الليبرالية المتوحشة تعرف أزمة مالية واقتصادية مما جعل الفكر التقدمي يعود الى الواجهة، كما أن هذه الليبرالية تهدد الديمقراطية وفسحت المجال للربح الذي عاد سلطة فوق السلطة السياسية، وأعطت للتقنوقراط الصدارة.. وفي تحليلها، خلصت إلى أن هناك عودة الى الفكر التقدمي واليساري، إذ نجد اليوم حكومات يمينية تلجأ إلى إجراءات خاصة باليسار، كما عرجت في مداخلتها على السياق العالمي والعربي والمغاربي، متسائلة هل يمكن في هذا الباب بروز مشروع يساري حداثي. وأضافت أن الامبريالية تدخلت لتحد من الثورات حتى لا تصل الجماهير الى الأهداف التي رسمتها، كما ذكرت كيف أن التيارات الإسلامية انقضت على ثمرة هذه الثورات. وفي الحالة المغربية، أكدت أن اليسار أخطأ الموعد مع المحطات السياسية، داعية إلى قراءة بناءة بعيدا عن جلد الذات لحقبة ما بعد 1996، حيث أدى الجميع ثمنها، وكيف تم إجهاض الانتقال الديمقراطي مع حكومة التناوب بعد فوز الاتحاد الاشتركي بالانتخابات التشريعية، ورغم ذلك رأينا كيف تحكم النظام في دواليب الوضع وعين ادريس جطو وزيرا اول. وخلق أيضا حزب الدولة الذي اكتسح الانتخابات الجماعية، ورأت أن سيناريو 2012 كان معدا سلفا لإجهاز حزب الدولة على كل شيء لولا حركة الشباب بناء على تضحيات اليسار، الذي طالب باصلاحات عميقة والعيش في دولة مدنية، مضيفة أن الشباب المغربي جاء بوثيقة مكتوبة طالب فيها بدستور ديمقراطي مؤسس لملكية برلمانية. وذكرت أن اليسار كان مطالبا بدعم ميداني لحركة 20 فبراير. ورأت أن الصراع المقبل ما بين المخزن ومن حوله التيارات الإسلامية خارج الحكومة، مطالبة اليسار بالتموقع كقوة ضاغطة لفرض الإصلاح، والقيام بقراءة بناءة سواء اليسار المشارك في الحكومة أو غيره ولتتحمل مسؤوليتنا لبناء المشروع الذي أصبح ممكنا رغم التسونامي السلفي الذي يهدد الحريات، وأكدت أن مشروع اليسار يجب أن يكون مستقلا عن النظام، والدفاع عن الطبقات المحرومة، بشكل ملموس والتفكير الجماعي، وخلق جبهة يسارية تكون مرئية للمواطنين، وكذلك القيام بمراجعة فكرية شاملة سواء من حيث الأداة أو الخطاب، كما عرجت في مداخلتها على مسيرة الكرامة بين الفيدرالية والكونفدرالية. التي شاركت فيها قوى اليسار ورأت أن هذه المحطة يجب أن تقوي نضالاتنا وتدفعنا إلى مبادرات إلى جانب حركة 20 فبراير وحركة الاحتجاجات التي تحدث يوميا. داعية إلى خلق جبهة لخلق موازين القوى وانتزاع المكتسبات لترجمة الارادة الشعبية، وشددت على الحاجة إلى ثورة ثقافية أمام الردة التي تعيشها بلادنا، في الوقت الذي كان اليسار يلعب دورا مهما في تكوين النخب. وأضافت أن على اليسار أن يعي سوسيولوجية اليسار الذي ينطلق منها لبناء المواطن المتحرر من كل استبلاد واستعباد. عبد الرحمان بنعمرو انطلق في مداخلته من مناقشة مفهوم الكرامة ومتطلباتها ومقوماتها، إذ ربط بين الكرامة والعدالة الاجتماعية، إذ أنها شرف الانسان واعتباره. ورأى الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي أن الهدف الذي يجب على كل ديمقراطي وفي مقدمته اليسار هو النضال لتحقيق الكرامة للشعب التي لها معنيان مادي ورمزي. ومطروح على قوى اليسار أن تحقق هذا الهدف، متسائلا هل تتوفر المقومات لفرض دولة الحق والقانون والكرامة. مشددا في مداخلته على أن الانسجام من مقومات اليسار ما بين المبادئ الأهداف والمواقف. كما أكد على أنه يجب النضال لتكون السلطة للشعب بواسطة ممثلين حقيقيين. وأضاف ان القبول بالتضحيات هو من الأدوات التي يجب أن يناضل من أجلها اليسار الحقيقي المكافح كما أسماه. ورأى أن اليسار لا يمكن أن يتقدم بدون محاسبة نفسه والاعتراف بالأخطاء لتجاوزها، ودعا إلى توحيد اليسار المغربي من خلال البناء وفق معايير محددة وأهداف وبرامج ونضالات ميدانية في الزمان في الأفق القريب والمتوسط، مستبعدا الوصول إلى وحدة اليسار مقترحا أن يكون هذا التنسيق لتكوين فيدرالية في أفق الاندماج. واعتبر أن هذه المراحل يجب أن تكون متدرجة ومنطلقة من القاعدة. ولم ينكر الوضع المشتت لقوى اليسار بسبب ارتكاب بعض الأخطاء، لكن الأفق يقول بنعمرو واعد لوحدته. وتطرق إلى الباب المسدود الذي وصلت إليه الرأسمالية اقتصاديا اجتماعيا وثقافيا، إذ أصبح العالم يتطلع إلى نظام جديد ولن يكون هذا النظام الجديد إلا الاشتراكية، ورأى أن وضعية اليسار تعود إلى أسباب موضوعية منها مقاومة أمريكا لمفهوم الاشتراكية، إلا أنه لاحظ صحوة جديدة لليسار نلمسها من خلال حركة 20 فبراير. وشدد على أن الندوة التي دعت إليها الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي تدخل في هذا المسار. ودعا إلى المشاركة الجماعية لقوى اليسار في الخطوات المقبلة في قيادة الجماهير على مستوى التعبئة ومواجهة الفساد. واعتبر علال بلعربي القيادي في حزب المؤتمر وفي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن هذه الندوة منطلق للتفكير الجماعي في موضوع يؤرقنا جميعا حول أوضاع البلاد ومستقبلها، ومهام اليسار في مواجهة الأسئلة الحقيقية للاجابة عنها ببعدها الفكري، مطالبا بالإصغاء لبعضها البعض، مذكرا بما كان يقوله الفقيد عبد الرحيم بوعبيد «مصلحة الوطن فوق مصلحة الحزب ومصلحة الحزب فوق مصلحة مصلحتي. «ورأى أن توحيد اليسار حاجة وطنية ومجتمعية. وذكر بمسيرة الكرامة التي أكد بشأنها رئيس الحكومة أنها لا تهمه، إذ عبرت المسيرة عن حاجة المجتمع لمثل ذلك على اعتبار أن الطبقة العاملة كان لها دائما هذا الوعي التاريخي، والبحث عن أسس أخرى لمحاولة البناء وفق شروطه. وأكد أن الخطاب إذا لم يترجم إلى واقع لا معنى له، وبالتالي على الكل أن يتحمل المسؤولية لترجمة هذا الخطاب. كما دعا إلى عدم معالجة ماهو استراتيجي بماهو ظرفي تحت ضغط اللخطة «إذ أن تفكيرنا يجب أن يتجه إلى نحو ماهو استراتيجي إذ أن بناء اليسار ليس رغبة ذاتية ووجدانية، بل ضرورة تفرضها المرحلة على اعتبار أن المغرب اليوم يشكو من أعطاب الدولة اللاعقلانية»، وكذلك سجل تنامي الفكر الظلامي وعطب التربية والتعليم، كما تطرق في مداخلته إلى الأعطاب المرتبطة بالتاريخ منها تعثر الإصلاح بالاضافة إلى الاختلالات المجتمعية، مما أدى إلى فقدان التوازن المجتمعي، مشيرا إلى مصادرة الحرية من طرف الحكومة الحالية التي أيضا تصادر العقل ولا تؤمن بالتفاوض الجماعي والحوار وهو ما سيؤدي إلى انزلاقها إلى العنف، إذ تريد أن تقرر وفق الشرعية الانتخابية والحال أن الشرعية لا يمكن أن تكون إلا بالحوار مع تنظيمات المجتمع. وسجل إلغاءها للأسس التي تنبني عليها الحداثة، مما سيقود المغرب إلى المجهول. ودعا إلى إعادة بناء اليسار، إذ أن في كل المنعطفات التاريخية التي شهدتها البشرية والأزمات المجتمعية والمنعرجات الحادة، يتدخل العقل على اعتبار أن التاريخ لا يبنى على المصادفات بل إن التاريخ هو تطور عاقل، واعتبر علال بلعربي أن كل الجزئيات والهوامش لا يمكن أن تعرقل مسار اليسار. من جانبه، أكد احمد وهوب باسم الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي في ندوة اليسار وبناء»مغرب الكرامة» المنظم بدار الثقافة يوم الجمعة 15 يونيو 2012 بالمحمدية، ان هذه المبادرة تأتي لتكرس توجها اخترناه في الاتحاد الاشتراكي بالمحمدية يؤمن بضرورة الانفتاح على القوى التقدمية واليسارية بالاقليم، فخلال السنة الماضية خصصنا نشاطا اشعاعيا كرمنا خلاله فكر وعطاءو نضال المجاهد السي محمد بنسعيد ايت ايدر كما نظم الحزب ندوة حول القضية الوطنية بمشاركة الاستاذ نبيل بنعبد الله والبشير الدخيل والاستاذمحمد اليازغي ونظمنالقاء حول الاصلاح السياسي بمشاركة الاستاذين محمد الساسي وحسن طارق. وفي افق التحضير لاستحقاقات 2009 نظمت احزاب اليسار ندوة مشتركة حول موضوع الديمقراطية المحلية ومهام قوى اليسار بالمحمدية، وهانحن اليوم نقوم بمبادرةجديدة حول موضوع»اليسار وبناء مغرب الكرامة». وتساءل وهوب: لماذا هذا الموضوع؟ ولماذا اليوم بالذات؟ ان الاسباب الوجيهة التي دعتنا الى ا ختيار هذا الموضوع عديدة، ويمكن تلخيصها في ثلاثة اسباب رئيسية . ويجيب: السبب الاول يستحضر الحدث الكبير الذي تمثل في مسيرة الكرامة يوم الاحد 27 ماي 2012 التي دعت اليها كل من الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل بدعم واسع من احزاب اليسار، وكل من الديمقراطيين والحداثيين، المسيرة التي عرفت اقبالا واسعا من كل فئات الشعب المغربي، و هي رسالة واضحة على أن كل المبادرات الوحدوية تجد من يحتضنها ويدافع عنها، كما انها رسالة اخرى بدعوة كل الذين كانوا من ورائها بأن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية من أجل الاستمرار على درب توحيد كل الجهود وبهذا المعنى فقد شكل هذا الحدث منعطفا حاسما في اتجاه وحدة الصف ولم الشمل للدفاع عن القضايا العادلة للشعب المغربي. السبب الثاني لاختيار هذا الموضوع يتمثل في السياق العام الذي رافق الربيع الديمقراطي بشمال افريقيا والشرق الاوسط من حيث دوافعه ومخاضاته، ونتائجه. فالمد المحافظ سواء كان يمينيا تقليديا او اسلاميا يجتاح اليوم الساحة، ويملأ كل الفراغات. والامر لم يعد متعلقا، كما كان من قبل، بمجرد ممارسات فردية او تحركات منعزلة في فضاءات مغلقة او شبه مغلقة بل اصبحت له امتدادات جماهيرية مهمة عبرت عنها صناديق الاقتراع، على علاتها، في اكثر من بلد بالمنطقة. واذا كان المدالمحافظ في اكثر من بلد عربي ومنها المغرب، قد «تمسكن حتى تمكن» فانه قد شرع في تنفيذ اطروحاته حول تصوره للمجتمع والديمقراطية وحقوق الانسان، وهو تصور ليس في صالح المجتمعات مادام يسعى الى الاجهاز على كثير من المكتسبات التي تم الحصول عليها بكثير من التضحيات. السبب الثالث لاختيار هذا الموضوع ينطلق من ايماننا الراسخ ان المؤهل لحمل مشعل هذه الاطروحة، اطروحة تغيير المجتمع الى حالة اكثر مساواة بين افراده، هو اليسار، فهو في مساره وتطوراته التاريخية يقوم على مفاهيم مفاتيح ذات طابع كوني، مثل المساواة والديمقراطية والاشتراكية، وقد دافع اليسار عن العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وتبنى قضايا الطبقة العاملة وحقوق الانسان، و هو الذي سعى الى بناء دولة المؤسسات، وعارض الارستقراطية والكهنوت، وتدخل الدين في شؤون الدولة.