بلا مقدمات ..مليكة لمرابط عزيزي … عزيزتي يقول المصريون ” سلام ” : ” مربع “.. قبل الدخول في أي موضوع مع أي شخص! ويقول المراكشيون عبارة أحسن من تلك بكثير وأكثر دلالة، لنفس الغرض. إنهم يقولون : “الله يسعد الصباح” بلا مقدمات. إيمانا منهم بكون السعادة هي السكينة ، تبدأ في فترة الصباح لتصير هبة إلهية لاتنقضي على مدار الأربعة وعشرين ساعة. ومع كل التقدير لإبن خلدون، الذي كتب أطول مقدمة في تاريخ البشرية . لكتابه “العبر” فأنا لا أحب المقدمات ! أشعر أن الأشياء التي لا ينتبه إليها الناس إلا بعد ضجيج ” المقدمة ” هي أشياء لا تستحق الاهتمام أصلا . فالأشياء هي التي تُقدم نفسها .. فأما أن تُقبل .. أو تُرفض .. فلماذا – إذن – نتجشم المصاعب والمتاهات من أجل مقدمة ؟! ثم ، لماذا – وعبر المقدمة – نتعامل مع أنفسنا على أننا ” صغار ” بحاجة إلى أسم ” كبير”. لكي نؤخذ بالأيادي و ” يقدمنا البعض للبعض. شخصيا، لا أعدكم بأشياء خُرافية .. ولا بألعاب نارية لغوية .. ولا بأشياء مبتكرة لم يفعلها الأوائل … أو أية ” صُور ” لفتيات حسناوات، أو مناظر خلابة، أو سيارات فارهة، أو عطور باريسية، مثل التي تظهر على مؤخرات المجلات المصورة وإشهارات الفضائيات الباذخة على شاشة التلفاز … أكره ما يفعله بعض الزميلات والزملاء الصحفيون عندما يصفون الأشياء بصفات ليست فيها. أتمنى عليهم أن يغيبوا – ولو لمرة واحدة – بدعوى أنه لم يعد يوجد ما يُقال..أو، لأنه لا توجد ” إضافة” لما يُقال حولنا . فالعديد منهم باتوا يعتبرون ” زواياهم” الصحفية امتيازات تمنحهم القيمة ، لهذا يعضون عليها بالنواجذ وبمقالات النفاق ! وينافقون الحقيقة ، وينتقدون ما لا ينتقد ، لكي ” يحصلوا عليك ” … ويؤكدون أنهم يصدرون المقالات والبحوث لأجلك لا … الحقيقة أنهم يصدرونها ويطبعونها لأجلهم فقط ، أرضاء لبعض غرورهم . هل قلت في بداية العمود ” عزيزي … عزيزتي ” ؟!.. سقطت في المقدمات من جديد. هذه بعض بقايا النفاق الموجودة لديّ إتجاهكم ! كما أنني لا أكره هؤلاء الزميلات والزملاء… ممن يعشقون المقدمات. فأنا أحبهم ، ولكنني أحب وطني أكثر. ” المملكة المغربية” .