سأحاول أن أفتح في هذا العمود نافذة أطل منها على الأشياء التي لا أحبها في مجتمعنا. قد تكون أشياء بديهية، لكننا لا نعيرها أهمية، ربما، لأنها موجودة في الدنيا. أول هذه الأشياء هي الجلوس كثيرا في المقاهى إلى درجة أنني أحس أن هؤلاء الجالسين لاعمل لهم، وتأتي في المرتبة الثانية الخلافات العائلية، والتي تقع لأسباب تافهة في كثير من الأحيان، وتؤدي إلى كوارث. ثم في المرتبة الثالثة الحرارة المفرطة، والرطوبة، وأعشق المطر، لكن ما ألاحظه أنه عندنا المدينة تتسخ ولا تنظف، يمكن أن يكون لأناس آخرين رأي مختلف في هذا الجانب. ثمة أشياء أخرى لاأحبها كجرح الآخرين عبر الشتيمة أو أن أضر بأحد عندما أكتب عن صديق أو زميل، كما يفعل أحدهم. وكذلك الأمر بالنسبة لعدم إتقان العمل وأحس أنني أؤدي واجبا فقط، فإتقان العمل شيء مهم بالنسبة إلي، وأحس بألم إذا لم أتمكن من إتقان عملي. لا أحب تشغيل الأطفال، والصوت العالي الذي يصدر عن بعض الأشخاص، ما يعني أن هؤلاء لا يركزون فيما يصدر عنهم من تصرفات أو أفعال، أو لا يقدرون على المواجهة أو مناقشة الغير. ولا أحب أيضا الحافلات المهترئة والمتسخة كالبراريك، وشرطي المرور غير المهذب والذي لايحترم الآخرين، و(يغازل) أويتهكم على بعض النساء السائقات، ويتغاضى عن سيارة مركونة في وضع غير قانوني ويمسك أخرى بجانبها اقترف صاحبها خطأ غير مقصود. لاأحب أشياء كثيرة كدار المسنين، الجهل، الفقر، المرض، العنف، الظلم، النفاق، المضايقة، المعاكسة، الرتابة، الكذب، الرشوة الازدحام الشديد هذه الأيام بطريق باب العقلة وباب الرواح حيث لا تمر نملة. كما أنني لا أحب التسابق على التاكسيات، والصراخ الصادر عن السائقين في الشوارع، وأصحاب الدراجات النارية المزعجين، والضجيج، وأولئك الأشخاص الذي يرمون الأزبال في الشارع أو يقذفون بها من النوافذ، ويتغاضوا عن الصناديق المخصصة لذلك. كما لا أحب النساء المرتديات لسروال الجينز،والوصاية، وخطاب الغطرسة. هذه أشياء لا أحبها قد يشترك معي القارئ فيها أو لا، ولكنها أشياء موجودة في المجتمع. ولا أحد يستطيع أن يقول أنها غير كذلك.