"البيغ" أو "الخاسر" شاب أثار جدلا كبيرا خصوصا بعد صدور ألبومه الغنائي «مغاربة حتى الموت»، توفيق حازب وهذا إسمه الحقيقي وجد نفسه بين مؤيد ومعارض لموجة اجتاحت المغرب بقوة في السنين الأخيرة إنها «الراب». "" في حديث لأسبوعية لأيام يدافع «البيغ» باسثماتة عن توجهاته وقناعاته، عن حقيقة قبوله المشاركة في حفل اتحادي، وعرض صوره عاريا على الأنترنيت ، وأشياء أخرى أجاب عنها «الخاسر» بطلاقته المعهودة. صورة أخرى للبيغ نكتشفها بين سطور إجاباته على أسئلة الأيام. من هو "البيغ " أو "الخاسر"؟ ومتى كانت بداياته؟ إسمي الحقيقي "توفيق حازب"، من مواليد 1982 بالحي المحمدي حيث قضيت السنوات الثلاث الأولى من عمري لتنتقل عائلتي إلى حي "روش نوار" وبهذا الحي قضيت مرحلة طفولتي وشبابي وسط أسرة تتكون من أم وأب يهويان الموسيقى وخصوصا الكلاسيكية "فريد الأطرش" و"إسمهان" والأغاني الغربية "يوتني هوستان"، "البيتلز"، "إلفيس بريسلي"...كان أصدقائي من هواة الموسيقى الغربية بكل أشكالها، إذ عكس بعض الأحياء الشعبية بالدارالبيضاء لم يكن في حينا مكان للأغنية الشعبية والمغربية بصفة عامة وكذلك "الراي" بين أقراني، ويعني كل هذا أنني ومنذ الصغر ترعرعت وسط جو موسيقي بامتياز. وبداية "البيغ" كانت سنة 1996، عندما أسست وبعض شباب الحي مجموعة موسيقية بمعية بعض زملاء الدراسة في المرحلة الإعدادية والثانوية، وكنا نجتمع في "راس الدرب" أو أمام الثانوية ونبدأ في العزف والغناء وأحيانا نحاول تأليف أغاني وقطع موسيقية خاصة بنا، طبعا، والمستمدة في أغلبها من قطع موسيقية عالمية في عالم "الهارد" و"الميتال" و"البلوز" و"السلو ميوزك"و"الراب"...وكان كل هذا "الكوكتيل" يتيح لنا فرصة البحث الموسيقي والاحتكاك اليومي بعالم الفن العالمي بكل أشكاله. كنا نختار "تيمة" معينة تهم الشباب بالدرجة الأولى ونبدأ في الإشتغال عليها، بمعنى كانت "عياقة وباش اديستنكا في الليسي ومع الدريات خصك أوبليجي دير الراب". بمعنى أنك اعتمدت على موسيقى تعتمد التقليد بالدرجة الأولى؟ طبعا في البداية، كان لابد من التقليد لاكتساب المهارات. ولأن التقليد يتيح المجال للاحتكاك والرغبة في الإبداع، فإننا استطعنا أن نقدم إبداعا موسيقيا استحسنه الجمهور، بل استطاع أن ينافس المنتوج الغربي، وأعتقد أن الموسيقى بشكل عام و"الراب" بشكل خاص لم يعد حبيس موطن معين، بل أصبح عالميا وتخطى كل الحدود وكسر كل الأعراف، وبالنسبة لي "هذه هي الموسيقى"، ليس لها وطن وليست لها هوية، لأن مقياس الذوق الموسيقي هو الإحساس، فقد قمت بإحياء حفلات قي انجلترا في نيوكاستل ولندن وكامبردج، وفي فرنسا وتركيا واسبانيا....وأمام الآلاف وحضر أناس من كل الأجناس لا يعرفون من هو "البيك" حتى، ورغم ذلك صفقوا لي وهنؤوني لأنهم ببساطة تذوقوا الأطباق الموسيقية التي قدمت لهم وأحسوا أنني قدمت منتوجا راقيا فيه إبداع رغم أنهم لا يعرفون اللغة الدارجة التي أغني بها. "الراب" باعتباره منتوجا جديدا في المغرب، هل لاقى استحسان الجمهور وعموم الناس وخصوصا في البداية؟ عندما كنا نغني لأقراننا في الثانوية كنا نحس بتجاوب كبير وإقبال قل نظيره، لكن خارج أسوار الثانوية "ملي كندوزوا مطيحين سراولنا، ودايرين الطانكات، كلشي كيبقى يشوف فينا وكيضحك أو كيتعجب"، كان المجتمع ينظر إلينا نظرة ازدراء وسخرية، بل قد يقدحوننا ويشنفون آذاننا بأقدح وأسوأ النعوت، كان المجتمع بصفة عامة يرفضنا ويرى فينا مجرد شباب متهور مندفع كل همه تقليد المجتمع الغربي، لكننا كنا نستمد قوتنا من أقراننا الذين يساندوننا ومن جمهورنا الذي كان في تزايد كبير، ومن الأطفال كذلك الذين يقلدوننا في طريقة اللباس والكلام كذلك. كانت القطيعة والإصطدام إن صح التعبير بين عالمنا المنفتح الذي اخترناه بإرادتنا وبين عالم آخر محافظ "ساد عليه" يرى فينا نموذج شباب يرغب في تكسير القيم والأعراف وإفساد المجتمع الذي يبدو حسبهم متحصنا عفيفا يسير في السكة الصحيحة وينتظر "البيغ" لإخراجه إلى السكة الخطأ. أي هراء هذا؟! وهل استطعتم أن تفرضوا أنفسكم ونمطكم الجديد "الراب" المستمد من أمريكا داخل هذا المجتمع الذي قلت إنه يبدو محافظا؟ "الراب" عموما لا أعتبره منتوجا دخيلا على المغرب لأنه عالمي "إنفرسال"، ولا يمكن أن نقول أنه منتوج أمريكي قح أو عليه أن يبقى دائما منتوجا أمريكيا، ولهذا فأنا أقول دائما إنه إذا اعتبر المغاربة "الراب" منتوجا دخيلا فعليهم أن يكونوا واقعيين وأن يرتدوا الجلباب "وحيدوا الكوسطرات والكرافطات حيت ماشي ديالهم...ديال الطاليان"، الراب بالنسبة لنا وسيلة للتعبير، والراب "هضرة وكلام" و"شوية ديال الموسيقى" لأن المستمع عموما مل "الموسيقى العامرة بزاف ولي كضر فالراس"، وعموما الراب الحالي ليس ك "راب" الثمانينات. الراب الحالي "مخدوم مزيان على مستوى الموسيقى والكلام"، والراب عكس ما يدعيه البعض لم يعد فقط كما كان عند السود الأمريكيين المضطهدين، "تفو على بلاد، والقلا...لكحل"، ولكنه أصبح "ميساج" نمرر من خلاله مجموعة من المطالب ومن المشاكل التي تهم الشاب المغربي. هل كنت ضمن ما كان يسمى ب "عبدة الشيطان"؟ "ماكاين لاعبدة الشيطان لاتخوار، هادي غير هضرة خاوية"، هذا ملف خلقته الدولة لأهداف وحسابات ما، وتبنته بعض الجرائد للرفع من معدل مبيعاتها، فالسياسة واضحة فأي جريدة تريد أن تحرك قراءها لاستهلاك بضاعتها الفاسدة تبحث لها عن عناوين كبرى وهمية، فجميع الشبان الذين توبعوا في الملف آنذاك أعرفهم حق المعرفة هم شبان كانوا يتابعون دراستهم في ثانويتي "جابر ابن حيان" و "اليوطي" ومشكلتهم الوحيدة أنهم مهووسون بالموسيقى لا أقل ولا أكثر، شبان حاولوا تقليد الموسيقيين الغربيين الكبار في طريقة لباسهم ومظهرهم وفي الرموز التي تحملها الألبسة وفي طريقة تصرفاتهم وحركاتهم، شبان لا ينتمون لأي جماعة تمتص الدماء أو تعبد الشيطان، "هذاك ملف بان في الأخير أنه خاوي، وعبدة الشيطان ديال بصح هما اللي جاو من بعد". الأستاذ عبد الكريم برشيد اعتبر موجة "الراب" تهريبا ثقافيا"، فهل تعت.... (مقاطعا) عبد الكريم برشيد...."غادي نزلوا دابا للشارع ونشوفو شحال من واحد كايعرف عبد الكريم برشيد وشحال من واحد كايعرف "البيك" و"فناير" و"أش كاين" وسيكون ذلك هو الجواب ، وأعتقد أن الشهرة التي وصلنا إليها هي التي حركت "حقد وغيرة" عبد الكريم برشيد، وأنا أقول له، "اجتهد، وخرج شي موسيقى ديال دبا أسي عبد الكريم وغادي تلقى راسك في الطوب تان، ولا جميلنا في الكريتيك". لماذا "البيغ"؟ هل لأنك كما ترجمها البعض "غليظ"؟ "بيغ" تعني "كبير" ولم أنو في ذلك أنني كبير، بل أنني سأقوم بعمل كبير "كنشوف كبير"، ولا تعني "big" كما كتبت بعض الأقلام التي يجب أن تحسن بالمناسبة مستواها في الإنجليزية، لا تعني "غليظ" لأن مرادف الأخيرة في القاموس الإنجليزي هو "fat". وبالنسبة للخاسر؟ "الخاسر" لست أنا الذي اختار هذا الإسم، ففي كل مرة يتهمونني بأنني "كانخسر الهضرة.... ومن بعد أنا خاسر كاع"، فأصبح البعض يلقبني بالخاسر، وكانت "الخاسر" صفة قبلتها لأرد على هؤلاء المنافقين في المغرب "ألي كايخسروا الهضرة، وملي كتخسرها أنتا في السيدي مكايعجبهومش الحال"، لأن "كلامي" في ألبومي الأول ليس سوى الدارجة، و"الدارجة ماشي تخسار الهضرة لأن القحا... ماعندهومش شي كلمة أخرى باش نقولها في الدارجة غير القحا... وماشي العاهرات"، تم لماذا نقبل كلمة "عاهرة" أو "ساقطة" ونسمع في الأفلام الأجنبية كلمة "pute" دون أن نحدث أي رد فعل ونعتبر الأمر عاديا رغم أن كل هذه الأسماء تعني "قح...". هذه هي دارجتنا و"ماشي أنا اللي اخترعتها أنا كنغني بدارجة كايهضر بيها المغرب كلوا"، أما إذا كنت أقول كلاما غير موجود في الواقع فحينئذ سأقول لكم سامحوني وسأسحب ألبومي من السوق. هناك من يعتبر أن "البيغ" يحث الشباب على الإباحية والمخدرات والجنس ...؟ (مقاطعا) "واش ضربكم الله ولا مال دين م...واش الشباب غادي يتسنى البيغ حتى يغني عاد غادي يكمي "الجوانات" ويمشي عند القحا..."، هذا ما يريدون ترسيخه، فهم يعتبرون الشباب قاصرا مجردا من العقل، ينتظر فقط من يحثه على فعل شيء ما سواء كان إيجابيا أو سلبيا، فهم مازالوا يتعاملون مع الشباب بمنطق الوصي والأب. بالنسبة لألبومي يمكن أن يسمعه الكل دون استثناء طبعا بعيدا عن النفاق لأن ما أقوله في الأغاني هو نبض الشارع وهي اللغة التي يتكلمها كما قلت المغاربة، لأنني أسمي الأشياء بمسمياتها، فأنا لا أقول "عاهرة" بل أقول "قح..."، وهذا هو الخلاف بيني وبينهم. أنت تسب السياسة والسياسيين في ألبومك "مغاربة حتى الموت"، وتبدو غير راض عن الأوضاع فهل تحمل مشروعا بديلا أو اقتراحا للخروج من...؟ (مقاطعا) أولا أنا لا أسب أحدا ، أنا أنتقد الأوضاع من خلال نقل الوقائع كما هي والحديث عن أشياء نتحدث عنها بشكل يومي بيننا في المقاهي وفي المنازل، لكن ليست لنا الجرأة للبوح بذلك علانية، وأنا أملك تلك الجرأة والتي يعتبرها البعض وقاحة والأمر سيان بالنسبة لي، فأنا لا أقول "الله يلعن دين ربها بلاد، ولا الله يلعن دين السياسة والسياسيين في هاذ البلاد"، فأنا أقول في ألبومي، "بلادي بلاد البرلمان نصو كلوا ناعس والربع مغيب والربع اللي بقى ليهم ناحس، إلا كان هاذ الشي سبان سمحوا ليا عيرتكم أدراري....بلادي بلاد ضرب مليار وخرج غدا كفالة، بلادي بلاد الصلا، وبلاد التصنكيع...بلادي بلاد سطاش ماي والموت والتفركيع..."، وهذا ليس بسب ولا قذف هذه الحقيقة كما هي حقيقة بلاد المتناقضات، " يشفروا لبلاد والضحكة الصفرا قدام الكاميرات، بلادي بلاد الشفرا بلاد اللقش، بلادي بلاد كوانتنمو محسوب عربي وغير بالشعر، بلادي بلاد المحابسي لي تحرق في الجديدة بلا ميشعر..."، فأنا فنان والفنان يجب أن ينقل نبض الشارع وإرهاصات المواطن البسيط، وأعتقد أن نجاح ألبومي يتجلى في هذه البساطة في التعبير عن المواطنين "المقصحين والموعتين بزاف"، فالفنان المغربي تنقصه الجرأة للتعبير عن الواقع المعاش كما هو "بلا زواق بلا نفاق بلا روتوشات، الفنان المغربي كايقلز تحت الجلابة، وأنا حيدت هاذ الجلابة وقلزت ليهم ديريكت". أما بالنسبة لسؤالك عن المشروع البديل فأنا لست سياسيا لأبحث عن الحلول، فهذا دور السياسي دوري كفنان أن أعري الواقع وأن أقول هذا هو الداء؟، أما بالنسبة للدواء "ماشي سوقي". ما حكاية قصتك مع الإتحاد الإشتراكي... يضحك.... من استدعاك لإحياء حفل افتتاح المؤتمر الوطني للشبيبة الإتحادية؟ استدعاني أحد الأصدقاء المقربين من أحد أبناء اليازغي أو إبن أخيه: "والله إما بقيت عاقل كاع"، المهم قبلت الأمر وقلت حسنا ستكون فرصة بالنسبة لي أن أغني أمام مجموعة من السياسيين والمسؤولين وربما سيكون الأمر مختلفا عن الغناء في حفلات عادية، وستكون فرصة شخصية بالنسبة لي لأقول كلامي بشكل مباشر لهؤلاء، فعندما غنيت "مغاربة حتى الموت، شحال من واحد قال ليا واش ماخايفش على راسك"، فالخوف مازال يصاحب المواطن في حياته بشكل يومي، وكان الغناء في المؤتمر الإتحادي فرصة لأرد على هؤلاء بأنني فعلا "ماخيفش على راسي"، فبالنسبة للمغاربة أي بناية كبيرة تثير الفزع في النفوس البرلمان...الولاية...الكوميسارية......"ماعمر شي واحد في المغرب ما ادعى برلمان ما ادعى العمالة ما ادعى ولاية الأمن، ما ادعى بوليسي....الله يجعلوا يكون واكلها حتى العظم". هناك من اعتبر قبولك الدعوة لأنك اتحادي، أو قبلت الدعاية للاتحاد مقابل الحصول على "كاشي مهور"؟ هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام "مخورين"، وأنا أقول لهم بأن "الاتحاد الاشتراكي ماخلصنيش وبزاف عليه باش يخلصني لأن الكاشيات ديالي طالعين فقط قدم تعويض مادي للديدجي اللي كان معايا"، وحتى الجمهور الذي حضر بكثافة للحفل حضر من أجل البيك ولم يحضر من أجل اليازغي، "الجمهور تسنط ليا وملين هضر اليازغي قلب وجهوا ومشى بحالوا". وأقولها صراحة أنا لست اتحاديا وحتى إن أردت أن أتحزب وهذا من حقي فلن أختار حزبا خاسرا "مغديش نمشي مع حزب خاسر بحالي"، سأختار حزبا "رابحا". هل ساهم مهرجان "البولفار" في نجاح "البيغ"، وموسيقى "البيغ"، وخصوصا ألبومه "مغاربة حتى الموت"؟ لا أنكر أن البولفار وموسيقى البولفار قد لعبت دورا في الدفع بالبيغ إلى الأمام وكان مهرجان البولفار فضاء للاحتكاك وللتمرس، "الفيزيون"و"الميتال"و"الراب"، كان حاضرا في البولفار باعتباره أول مهرجان فتح المجال لهذا النوع من الموسيقى، "إلى كنتي ماعندكش وخا طلع ثمانين مرة للبولفار غادي تبقى اللور حنت ماعندكش"، البولفار يساهم على مستوى تهيئ الفضاء والفرصة للاحتكاك أما وصولي إلى القمة والشهرة فذلك بفضل مجهوداتي ومثابرتي وعملي المتواصل، "مغاربة حتى الموت"، وصل للجمهور واستحسنه الأخير لأنه عمل جيد وفرض نفسه "بزز، وصحة". هل كنت تنتظر نجاح ألبومك الأول وأن يثير كل هذه الضجة؟ إطلاقا، لم أكن أتصور أنني سأقف ذات يوم أمام 100ألف شخص، وأن يحفظ الجمهور أغانيَّ عن ظهر قلب بهذه السرعة، كنت أحس أن "مغاربة حتى الموت" لن يمر دون أن يخلف ردود أفعال، لكن ليس إلى هذه الدرجة من النجومية، ليس إلى درجة أنني أصبحت أتحاشى الأماكن العامة، والجلوس في المقاهي حتى لا أصادف الجمهور الذي وصل به الإعجاب بالألبوم حد الهوس: "حنت هذاك الشي ليدرت مزال مدارش وأول مرة كيدار، باقي حتى شي واحد ماعندوا النفس وماعندوا الكرامة باش يكول داك الشي بلا ما يحلق عليه".وأنا لا أتحدث هنا عن "الراب" لوحده، بل حتى الأغنية المغربية عموما لم تقنع بعد ولم تشف غليل المستع لأنها بصراحة لاتعبر عنه، فليس هناك أي ألبوم في المغرب "كامل لي فيه ديك النفس"، "والو مكاين غير بغيني نبغيك....يامرسول الحب". هل معنى هذا أنك ضد هذا النوع من الأغاني؟ أعتقد أن الأمر لايتعلق هنا بهل أنا ضد أو مع هذا النوع من الموسيقى، "واش الشباب مقودا عليه ماعندوش باش يتكيف يحل عينيه وتجي أنت تغني ليه مرسول الحب...فين مشيتي...تيلي لا لا"، الجيل الحالي لم يعد مقتنعا بهذا اللون الموسيقي، لأن زمانه ولى لغير رجعة، "هاذ الموسيقى كانت عند واليدنا عيشين هانيين بيس وبخير وهذا زمان آخر آسي عبد الوهاب". معناه في نظرك أن الأغنية المغربية تسير في عكس اتجاه تطلعات وانتظارات الشباب؟ الأغنية المغربية لم يسبق لها أن عكست تطلعات المغاربة لأن الوجوه التي ألفناها منذ الصغر تغني في التلفاز هي التي مازالت تحتكر التلفزة حتى اليوم "خالدين فيها"، "ثلاثة ولا ربعة ديال لكمامر كبرنا معاهم وباقيين ديما هما ليكاينين، شاريين التيتر ديال التلفزة، يدوزوا فيها بوحدهم"، المشكل أنك إذا استمعت إلى"كمارة من هدوك الكمامر ولن أذكر الأسماء في أغنية تعود لسنة1986، واستمعت له اليوم ستجد أنه يكرر نفس المقاطع أو أنه قد غير الكلام وركبه على نفس لحن أغنية تعود لسنة 1981، وهكذا ...ليس هناك تجديد وليس هناك أي إبداع، "الناس كاتصور لفلوس مع التلفزة باطل وصافي، وغامقا على الشعب كاتصوط البرد في المكرو وماداها فيها حد". الموسيقى المغربية تفتقر إلى الإبداع وشخصيا أرى أن جميع القطع الموسيقية المغربية تتشابه على مستوى التركيب والتوزيع الموسيقيين، "أش من موسيقى هاذي لي كتلقى فيها جملة وحدة كاتعود طناش لمرة". ماذا عن الصور التي ظهرت على الأنترنيت ويبدو فيها "البيغ" عاريا، ماتعليقك على هذه الصور؟ "هادو غير مجموعة ديال لبراهش بغاو يشدوا بيا الستون"، قاموا بقطع رأسي وتركيبه لصورة رجل آخر مجرد من ملابسه عبر استخدام تقنية الفوطو شوب، ولكنهم للأسف لم يحسنوا اختيار الصورة المناسبة فصاحب الصورة العاري "أنا غليض عليه ومزغب عليه ومراتي هي تقول ليكم واش أنا هو ذاك السيد ولا ماشي أنا". حدثنا قليلا عن المشاكل التي واجهتها وواجهها ألبومك الأول على مستوى التوزيع والإنتاج و"البيرتاج"و.....؟ صحيح فأول ما طرحت ألبومي في السوق لم يكن هاجسي الأول أن أحقق أعلى نسبة من الأرباح المادية بقدر ما كان هو تحقيق شهرة كبيرة وأن يحتل ألبومي مكانا محترما في السوق من حيث الإقبال، وأستطيع أن أقول أنني صرفت على ألبومي من مالي الخاص ليحقق هذه الشهرة التي عليها الآن، في البداية طرحت 1000 قرص مدمج أكثر من نصفه كان موجها للصحافة والباقي نفذ من السوق في أسبوعه الأول، لم أقم بطرح المزيد من النسخ في السوق لأن درب غلف "الله يجازيه بخير" تكلف بالمهمة بدلا مني، وأتاح لي الفرصة لإنتشار أكبر وكذلك الأنترنيت، إذن بالنسبة لي ف"البيرطاج" لعب في ألبومي الأول لصالحي وحقق لي الإنتشار والشهرة وهذا ما كنت أبحث عنه، فالقرصنة أحيانا قد تلعب لصالح الفنان خصوصا في بدايته. وماذا عن تجربة "البيغ" في الكتابة وأعني تجربة كتابة العمود الأسبوعي بمجلة نيشان؟ "إيه...مع نيشان...هاذيك غير تفرويحة"، اتصل بي بن شمسي وكسيكس وأخبروني أن لديهم فكرة تتلخص في إشرافي على عمود أسبوعي بالدارجة إسمه "بالمغربية"،"الدراري كانوا بغاو كرونيك بالدارجة ديال الدرب وكالوا ليا أنت ليغادي تبقى تكتبوا حنت فالراب ديالك عندك غير كود"، قبلت الفكرة وقلت لابأس سيكون الأمر بالنسبة لي ممتعا أن أجد عمودا أسبوعيا أقول فيه ما أريد وأطل من خلاله على جمهوري. بدأت العمل وكنت أتقاضى تعويضا محترما كباقي الصحفيين ، التجربة كانت رائعة وأعتقد أن هذا ماينقصنا في المغرب صحافة وسينما وتلفزة تتحدث معك بلغتك الدارجة، اللغة التي يفهمها المغاربة، وليس "سيداتي وسادتي أهلا ومرحبا بكم في عهد جديد من التخوار...."، ما جعلني أبتعد هو أن ذلك العمود تحول إلى عامل "ضاغط" علي، أحيانا أدخل إلى البيت منهكا بعد التمارين الموسيقية، "ناري خصني نكتب البوكلاج غدا خصني نعطيهم شي ستون"، بدأت أحس أن الإبداع والمتعة تتقلصان تحت ضغط عامل الوقت، وهذا قد يدفع بك إلى كتابة أي شيء، لذلك وحفاظا على مصداقيتي ابتعدت. هل صحيح عرض عليك لعب دور البطولة في فيلم مغربي ورفضت؟ وماذا ينقص السينما المغربية في نظرك؟ أولا، السينما المغربية ينقصها كل شيء، تنقصها الواقعية، "السينما المغربية، ماشي هي: آنستي....اعطيني مفاتيح السيارة...واحنا في الشركة دبا..."، هذا النوع من السينما لايعبر عن واقع المغاربة، مثلا فيلم "ماروك" نموذج لفيلم مغربي عرت فيه المخرجة ليلى المراكشي جانبا من الواقع المغربي الحقيقي، ونجاحه هو الذي غذى هذا الهجوم تحت ذريعة أنه يمس بالدين والمجتمع، رغم أن المغرب الذي كشفت ليلى في فيلمها مغرب حقيقي مئة في المئة، "علاه أنفا، وكاليفورنيا، والوازيز ماشي المغرب، وراه ولاد هاذوك الناس وأنا عاشرتهم هما هكاك ماعندهم سوق، ولا إكون داروا شي فيلم على الحي المحمدي ودرب السلطان غادي نكولوا وي فيلم واعر، حنا الرب ديال النفاق،"، إذن كل ما فعلته ليلى هو أنها نقلت واقعا معينا إلى السينما بدون روتوشات، لماذا نشاهد الأفلام الأمريكية ونعجب بها؟، "ياك حنا محافظين ولا كانحافظوا غير في الدارجة، ملي كايجي شي ممثل مريكاني للمغرب وكايدير فيلم، كايعجبنا، وملي كايدير بحالوا مغربي ولد البلاد كانتقلبوا ضدوا وماكيعجبنا حال". رأيك في السياسيين في المغرب؟ هاذوك هما الممثلين الحقيقيين، ممثلين كبار. إنتخابات 2007 ؟ أكبر تمثيلية لم تضحك أحدا. عباس الفاسي؟ بحالوا بحال ثريا جبران غادي نتسناو ونشوفوا. ثريا جبران كفنانة وزيرة؟ كنتمنوا عالله حنا كفنانين أنها تكون فعلا كما كانت "مقصحة"، حنت إلا مكانتش مقصحة مشينا فيها. لو طلب من "البيغ"أن يختار وزارة بعد إنتخابات 2012، أي وزارة ستختار؟ وزارة الداخلية....باش نزمطكم....(يضحك بهيستيريا).