هو الخاسر، البيغ، ابن الحي المحمدي الشقي، هو الفتى الذي تمرد على دراسة القانون، وأعلن الولاء للموسيقى الشبابية، وأقسم في غير ما مرة على منح الكلمة الصادمة، الفيصل في الأول والأخير في كل نقاش. «أنا مودر، ماعنديش علاش نحشم، أنا خاسر، راه لخرين تعيشوا نفاق اجتماعي»، هذا بعض من البيغ وقليل من توفيق حازب الذي خلق الجدل في الموسيقى بالدارجة التي خلقت لها أعداء وأصدقاء يتبادلون الاختلاف. - ماردك على قول البعض ببروز ظاهرة فنية جديدة يمثلها البيغ وأشكاين وهوبا هوبا، مازاغان....؟ < أنا ضد أن يقول البعض إن الموسيقى التي يتبادل إحساسها الشباب المغربي تمثل ظاهرة، بقدرما هي تعبير فني كباقي التعبيرات أو الإيقاعات التي سبقتنا أو التي تشتغل بالموازاة مع عملنا، فموسيقى الراب أو الفيزيون أو غيرهما تشكل تعبيرا موسيقيا صرفا، يعيش أصحابه في بيئة مشتركة، وليس منطقيا أن نقول إنها تجسد ظاهرة. - ولكن موسيقى الراب مثلا كانت ظاهرة، قبل ظهوركم، كما أن الشباب الذي يتابع سهراتكم كان موجودا بدوره، إذن أين التبرير بنظرك؟ < التبرير أن الراب الذي نقدمه للجمهور المغربي، يمر عبر قناة «الدارجة»، وهذا باعتقادي يسر عملية التواصل، إذ صارت الأغنية أكثر قربا من المتلقي، من جهة أخرى فالجمهور يتفاعل بشكل قوي مع الموسيقى والألفاظ الحاملة لمعاني تعيش داخله، نحن نقر أن الإمكانيات التي تخصص للراب في أمريكا لا يمكن أن تقارن بالإمكانيات التي نشتغل بها، إلا أن هذا لا ينفي أن هذه الإيقاعات حينما تمت مغربتها، أصبحت أكثر قبولا من لدن المتلقي المغربي. - ماهي حدود العلاقة بين توفيق حازب (البيغ) والسياسة؟ < البيغ مواطن عادي، لا يمكن أن يخرج سلوكه، عما يعرفه الشارع الوطني، إذا أعجبت بشيء وانسجم مع أفكاري أتقبله، وحينما أتابع شيئا لا يروق لي، لا أتردد في الحديث عنه، مع التأكيد أنه ليس لدي انتماء سياسي معين، ولست مؤطرا بأي طيف من الأطياف السياسية. - وهل يفكر «البيغ» يوما ما في الانتماء لحزب سياسي، مع بروز تحولات جديدة وبداية رسم خارطة سياسية جديدة في المغرب؟ < لا أظن أنني سأفكر في الانتماء إلى أي حزب سياسي مغربي، ولو كانت لدي ميولات سياسية لتابعت دراستي في القانون، ولأصبحت محاميا أو قاضيا، ولكنني نأيت بنفسي عن كل ذلك. - ولكن ما ردك على قول البعض إن ألفاظك تحمل معاني ودلالات سياسية رمزية؟ < «آش غادي نكول ليك»، هذه وجهة نظر الجمهور، هو اللي عارف، راه كلامو هو الكبير، من حقي أن أهتم بالسياسة أو لا أهتم، وأعتقد أن الذي يبحث في تصنيفي، فهو يعاني من حالة مرضية، فأنا تنعيش لفني ولوالدي صافي... - ولنطرح السؤال بشكل مباشر، هل ستشارك في الانتخابات القادمة؟ < أنا لا أصوت، باقي مابانش لي علا من ننتخب، أنا في عالمي الخاص، وقطعت الصلة مع الواقع، أنا خدام في موسيقتي وصافي، راه أنا مودر، مما لا يسمح لي بالإطلاع على البرامج. - وما قصة لفظة «الخاسر» ألا تزعجك؟ < «لست من أطلقها، هي كلمة أطلقها أناس يعيشون نفاقا اجتماعيا، أناس يعيشون أشياء مع أنفسهم ويتحفظون على البوح بها، أنا حينما أقرر أن أقول شيئا، أقوله دون تردد، ومنخافش من حتى واحد، أنا أقول الأشياء كما هي». - ما يلاحظه البعض أن الأغاني التي تقدم في السهرات أو في أقراص مدمجة تختلف عما تقدمه في المشاركات التلفزيونية، كيف تفسر هذه المفارقة؟ < الأمر بسيط للغاية، فحينما تحيي سهرة خاصة أو تسجل أغنية في قرص مدمج، لك الاختيار، واخا دير المنكر والرذيلة، لأنه في هذه الحالة يقصد المتلقي السهرة أو مكان بيع الكاسيط بمحض إرادته، أي هو من يقبل على أغانيك، أما حينما تقدم عملا في التلفزيون، فهذا شيء مختلف، لأن الفنان يقتحم البيوت، ويجب أن يحترم حريتها في عدم سماع بعض الأشياء، وإذا كنت ألح على ضرورة احترام اختياراتي الفنية، فيجب أن أحترم خصوصية الناس في بيوتهم. - ما جوابك على البعض الذي فسر تأخير ألبومك الأخير، بتعرضك لمضايقات قصد تعديل ألفاظ أو معاني بعض الأغاني؟ < هذا هراء، فرغم أنني أطلقت أغنيتي الأخيرة «ياتوب»، إلا أنني لم أطلق بعد ألبومي الجديد، ولو صحيح أني تعرضت لمضايقات، لأخرجته (خرجت بباه) وأطلقته مجانا.