احتضنت مدينة أكادير أشغال الاجتماع النهائي للتخطيط لمناورات "الأسد الإفريقي 2025"، وذلك في الفترة الممتدة من 24 إلى 28 فبراير المقبل، بمقر قيادة المنطقة الجنوبية. ويشكل هذا الاجتماع محطة أساسية في التحضير للنسخة الحادية والعشرين من هذا التمرين العسكري السنوي، الذي يعد واحدًا من أكبر التدريبات متعددة الجنسيات في القارة الإفريقية. ويهدف الاجتماع إلى وضع اللمسات الأخيرة على الجوانب التنظيمية واللوجستية والتكتيكية للتمرين، الذي يجمع بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، إلى جانب عدد من الدول الشريكة. ومن المنتظر أن يناقش المشاركون تفاصيل السيناريوهات العملياتية، وبرامج التدريب المشترك، إضافة إلى الجوانب التقنية المتعلقة بالجاهزية والاستجابة لمختلف التحديات الأمنية والعسكرية. وتحظى مناورات "الأسد الإفريقي" بأهمية متزايدة، كونها تساهم في تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وحلفائه، ورفع مستوى التنسيق والتأهب لمواجهة التهديدات الأمنية العابرة للحدود، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء. كما تعكس هذه التدريبات موقع المغرب الاستراتيجي كشريك أساسي في ضمان الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن الجماعي. وتجدر الإشارة إلى أن النسخة السابقة من التمرين شهدت مشاركة واسعة شملت آلاف الجنود من عدة دول، إلى جانب تنفيذ عمليات محاكاة ميدانية شملت مناورات برية وجوية وبحرية، فضلًا عن تمارين متعلقة بمواجهة التهديدات غير التقليدية مثل الإرهاب والأوبئة والكوارث الطبيعية. وبانتظار انطلاق النسخة الجديدة من "الأسد الإفريقي"، يظل هذا الاجتماع محطة حاسمة لضمان نجاح التدريبات المقبلة، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية المشتركة بين الدول المشاركة.