الصورة للمطربة "دانا دندن " في مجتمع كالمجتمع المغربي ، تحكمه مجموعة من التقاليد والثوابت الأخلاقية ، لا يمكنك إلاّ أن تؤكد لنفسك قبل غيرك أنّ ظاهرة" الهيب هوب "المغربي تشبه موجا لا يعرف إلا الجزر منذ سبح على نفسه من حيث لا ندري. قد تتفهّم في أحيان كثيرة كون هذا " الهيب هوب" المغربي هو الصوت الداخليّ لكل مراهق مغربيّ له معاناة ذاتية داخلية معيّنة أو اصطدام جوانيّ يكبر بفعل الاحتكاكات المتغيّرة والمستمرّة باللآخرين.فتبحث عن سيديهات فرق” الهيب هوب" المغربيّة و قد تنال إعجابك غالبا طريقة تعبير فرق من قبيل" لفناير، آش كاين، كازا كرو .." عن المشاكل اليومية للمجتمع المغربي. "" و صحيح أنك قد تبتسم حين ترى طفلا مغربيّا يرقص رقصة "الهيب هوب" وهو يردّد كلمات مغربية دارجة بموسيقى سريعة وترى شأنك شأن هذا الطفل أن الأمر مسلّ جدّا...! لكن مع ظاهرة "خاسرة" – فاسدة - كظاهرة توفيق حازب المعروف ب " البيغ"وهو مغني "الهيب هوب" المغربي الشهير وذائع الصيت بين الشباب المغربي ، سوف يأخذك الذهول أوّل الأمر قبل أن تحسّ دما باردا يسيل من شفتك السفلى لأنك عضضت عليها بكلّ غضب. ولا شكّ أنّك ستتمنّى أن تعضّ آذان المسئولين عن الرقابة الموسيقية ، ونقابة الموسيقيين و كذلك المسئولين في السفارة الأمريكية بالمغرب ماداموا يموّلون حفلات كبرى بالمدن المغربيّة" للبيغ" وأمثاله!! قبل أسابيع قليلة وأثناء الانتخابات المغربية عقدت الشبيبة الإتحادية مؤتمرها مستعينة ب" الخاسر " لكي يجلب لمؤتمرها أكبر جمهور شبابي ممكن ، فاستخدمت السياسةُ الموسيقى والفن الذي من المفروض أن يكون هادفا!!!!!!و أن يكون محايدا إلا للقيم الإنسانية النبيلة والروحية. الشباب المغاربة كانوا حبلا بين الموسيقى والسياسة . فتارة ، تجرّ الموسيقى " الهيب هوب المغربي" الحبل - أو المغاربة- منتقدة السياسة و المرشحين و مشاكل البلاد والعباد . وتارة أخرى ، تجرّ السياسة المغاربة حين تأتي لهم بموسيقى منحطة وهابطة من أجل جذب بذيء بذاءة أغاني " البيغ" بغية ممارسة ما أمكن من الديماغوجيّة السياسية على شباب لن يصوّت و إن قام سحب كل البطاقات الانتخابية من فرط تيهه و يأسه من أيّ إصلاح سياسي قريب! إذا كانت"دانا دندن " مقدّرة على المشارقة كأكبر ابتلاء سمعيّ بصريّ يصلح أن يكون بديلا للطاعون ، فإن " البيغ الخاسر" هو الآخر مقدّر على المغاربة كأقبح فترة موسيقيّة قد يعيشها المغرب في زمن الفنّ الرّديء. لكنّ المشارقة أوفر حظّا فلا واحدة من فنانات العريّ تعرّت تماما كما فعل هذا "البيغ" فمؤخرا تداولت الكثير من منتديات و مواقع الإنترنت الصفراء صورا خليعة" للبيغ" يبدو فيها ثملا وعاريا ، وحسب نفس المنتديات والمواقع فإن صور "البيغ" الخليعة أصبحت متداولة عبر الهواتف النقالة! أطرف ما في حكاية توفيق حازب "23 سنة" المعروف ب" البيغ" الفاسد هو انّه يفكّر جديّا بتأسيس نقابة فنيّة جديدة للفنانين الشباب وكما يقول المثل المغربي " عيش نهار ، تسمع خبار".