مع اختلاف الأراء والمواقف حول ظاهرة الهيب هوب بين أوساط المجتمع المغربي وفئاته المختلفة، فمنهم من يرى أنه نمط ستيل جديدة يعبر عن معاناة وأحاسيس الشباب، ومنهم من يرى أنه مجرد نزوة موسيقية محكوم عليها بالتراجع كما سبق أن حدث مع كثير من الظواهر السابقة، ومنهم من يعتبرها شكلا غنائيا يضيف لونا جديدا للساحة الفنية المغربية، فيما اختار البعض مهاجمته من الأساس باعتباره شكلا غنائيا دخيلا على ثقافتنا وهويتنا. التجديد قامت باستطلاع أراء شباب مغربي ، حول هذا النمط الموسيقي الجديد. عبد العالي (35 سنة) أستاذ: أظن أن (الهيب هوب ) لا يتعدى أن يكون ظاهرة وليس فنا، قالب يسهل تعبئته بأي محتوى تود تمريره، قوالب جاهزة استعملت يوما لأهداف سامية كانت أم متدنية؛ ولكن يظل قالبا يسمو بالمحتوى أو يتهجن به أيضا. جميلة (23 سنة) طالبة: الأذواق تختلف ولكن نحن محتاجون إلى ذوق يرقينا ويعلو بنا، لا يدنينا ويتركنا قابعين في القعر؛ فاختيار ذوق كيفما كان راجع إلى قيم ومبادئ معينة، واتساع الفجوة بينهما يخلف آثار سلبية جمة، فيجب أن يؤطر هذا الآخير ضمن منظومة قيم ومبادئ، فهناك مقاييس محددة ينبغي ألا نتجاوزها لكي نحقق ذواتنا وأذواقنا بصفتنا مسلمين. رشيد (18 سنة) تلميذ: الهيب هوب جاء ليقول ستوب للعنصرية التي كانت في أمريكا، ولباسهم يعبر عن المعاناة التي كان يعيشها السود هناك، إذ كانت الملابس التي تقدم لهم تأتيهم كبيرة، لأن أجسادهم كانت نحيفة، زيادة على أنهم كانو مقيدين بالسلاسل من أرجلهم، وهذا ما يجعلهم يتمايلون في تحركاتهم، وهذا ما يجعل مغنيي الهيب هوب يتمايلون أثناء أدائهم لرقصتهم الغنائية، فهم يعبرون بشكل كبير عن المعاناة التي عاشها السود أيام العبودية. لكن الأغنية للأسف لم تعد تعبر عن هذه المعاناة، وصارت اليوم مجرد لعب أطفال لأنها لا تعبر سوى على الانحطاط والميوعة. عفاف (15 سنة) تلميذة: الهيب هوب ما هي إلا تقليد أعمى للغربين، وتبعية لهم في القشور وليس الجوهر. عدنان (21 سنة) موسيقي: الهيب هوب وسيلة للتعبير ونمط من أنماط البوح عن مكنونات الذات كباقي الفنون، إذا لا ينبغي رفضه مطلقا، وإنما يجب تطويعه حتى يلائم قيمنا ويكون مدخلا من مداخل نشر الأخلاق وبابا من أبواب الإصلاح.