لاشك أن الإعلام الجهوي بكل أنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئية والإليكترونية بات يعتبر مدخلا أساسيا من مداخل التنمية الوطنية والمحلية كفضاء تتداخل في إطاره مجموعة من الفضاءات المجالية والقطاعية، ويعد عاملا حاسما من أجل السير في بلورة أهدافها الآنية والمستقبلية. وإذ كنا نؤمن بشكل قطعي في “جريدة مراكش بريس” بأن تطوير الإعلام الجهوي رهين بدعوة أطر وخبراء المعاهد المختصة في قضايا التنمية المحلية وكافة الفاعلات والفاعلين المجتمعيين، وممثلي الدوائر الإقتصادية والمالية وصناع القرار إلى مائدة التواصل والتكامل والتفاعل، والتفكير الجماعي في سبل تقويم تشاركي لخصوصيات المرحلة التي تعرفها بلادنا،في سياق متضمنات الدستور الجديد، وما سيثبعه حتما من إستصدار قوانين إجرائية وتنظيمية ومراسيم تداولية خلال السنة الحالية والسنة المقبلة. كما أننا نؤمن في “مراكش بريس” بكون نجاعة الصحافة الجهوية لاتكمن في الإخبار وإطلاع الرأي العام بالمستجدات فقط وإنما في أهمية تعزيز وتأهيل الموارد البشرية المحلية الصحفية ، وقدرتها في أن تكون قوة إقتراحية ومشاركة مع كل القوى والفئات والدوائر العاملة في مجال التنمية المحلية. سواء عبر برامج تكوين مباشرة، أو عبر تشجيع تبادل الخبرات فيما بين الإعلاميين والصحفيين، والتحسيس والمرافعة في بعض القضايا المعيقة لتأسيس شروط تنمية محلية وجهوية ناجعة . من هذا المنطلق، كنا واعون منذ البداية على أهمية عقد ندوات ولقاءات محلية وجهوية ووطنية، من طرف مجموعتنا الإعلامية “مراكش بريس” قصد البحث عن أجوبة للإشكالات المطروحة أمام الفاعلين المحليين،والجهويين العاملين في مجال الصحافة الهادفة والتأطير الإعلامي، وإنشاء وترسيخ أسس الحكامة الإعلامية المبنية على تعرية الواقع وطرح الحلول والبدائل ودفع الإعلام كي يكون بدوره ألية من آليات مساندة مشاريع التنمية المحلية، و إشاعة وتعميم التجارب الوطنية الناجعة في مجال التنمية الاجتماعية،والتطور الإعلامي والتنوير الثقافي،والسياسي والإقتصادي،وتحسيس القراء وتوعيتهم بهويتهم الوطنية و الحضارية ،وبسط ومناقشة مستجدات جهة مراكش تانسيفت الحوز، السياسية والحزبية والنقابية، وإنتقاد الصمت والسكوت الذي بدأت تمارسه الأحزاب وجرائد الأحزاب المدعومة من طرف الدولة ضد بعض الظواهر التي صارت تخترق المجتمع المغربي ، واستثمار كل ما يمكن أن يدعم التنمية المحلية، والشفافية والديمقراطية ومساءلة المنتخبين والمرشحين والهيئات السياسية والنقابية وفق المقاربات الحقوقية والتنموية التي يشتغل عليها، ونشر ودعم المقالات والتحقيقات وكافة الأجناس الصحفية و الأبحاث والدراسات المنجزة في هذا الإطار، والقيام بأعمال ومجهودات تحسيسية وترافعية حول قيمة وأهمية الإعلام الجهوي موازاة مع أفق التنمية الجهوية .