نظم كل من المعهد المغربي للتنمية المحلية و”جريدة مراكش بريس” وجمعية “أجيال مراكش” حضرتها العديد من الفعاليات الأكاديمية والحقوقية و الإعلامية وفئات شبابية تواصلية حول “دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية ” وذلك يوم الإثنين 25 يوليوز 2011 إبتداء من الساعة السادسة مساءا، ترأسها الزميل الصحفي محمد القنور ونشطها كل من الأستاذ عبد الرحيم منار أسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أكدال الرباط، إضافة إلى كل من الصحفي الإعلامي والإذاعي خالد الكراوي، والصحفي محمد العمراني آمين، والباحث محمد أبران ممثلا عن فئات الشباب من ذوي العلاقات الوطيدة بعلوم الإعلام. وذكر بلاغ صحفي صادر عن اللجنة التنظيمية للندوة، أن هذه الأخيرة جاءت في سياق إنفتاح الجهات المنظمة على محيطها الخارجي، وإنكبابها على قضايا التنمية المحلية ،والعمل من أجل توطيد ثقافة إعلامية تواصلية حول “دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية ” وعلاقتها الأساسية والوظيفية مع علوم الإعلام والصحافة قصد فتح النقاش بين الإعلاميين والفاعلين الاجتماعيين والإقتصاديين ، والمختصين من الأكاديميين من مختلف الأطياف،والتطرق إلى آفاق وإكراهات الصحافة الجهوية، ومدى قدرتها على متابعة القضايا والشؤون المحلية والجهوية. وركزت الأستاذة أمينة فنان مديرة المعهد المغربي للتنمية المحلية في كلمتها الإفتتاحية على أهمية العمل على تعميق شروط التواصل بين المعهد ووسائل الإعلام قصد صقل القوى الإقتراحية على إعتبار كونها مدخل من مداخل التنمية التي باتت تطرح الكثير من الأسئلة المتداخلة والمركبة، إيمانا من المنظمين. كما ثمنت الأستاذة فنان بادرة “جريدة مراكش بريس” مؤكدة على أن السير في بلورة أهداف ودور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية الآنية والمستقبلية، يظل رهينا باستقطاب كافة الإعلاميين والفاعلات والفاعلين والمتدخلين إلى مائدة التواصل والتكامل والتفاعل، والتفكير الجماعي في سبل تقويم تشاركي لخصوصيات المرحلة، وحتمية التوجه نحو المستقبل بإصرار على تثبيت الديمقراطية التنموية،والعدالة الإجتماعية، وحق المواطنين والمواطنات في المعلومة، بدءا من الدائرة والجماعة، وإنتهاء بالجهة والوطن، بكل طاقاته وإمكاناته المؤمنة بالمغرب الموحّد في التقدم والنماء، والمتنوّع في الرؤى والأبعاد. من جهته أبرز الزميل محمد جمال مرسلي ، مدير نشر “جريدة مراكش بريس” أن الإعلام الجهوي بكل أنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئية والإليكترونية بات يعتبر مدخلا أساسيا من توطين التواصل بين الفئات الإجتماعية والثقافية، وربط الإتصال بصناع القرار الإقتصادي والإجتماعي بجهة مراكش تانسيفت الحوز، معتبرا أن الإعلام بات يعتبر جسرا أساسيا بين الأطراف المجالية والفئات القطاعية، ويعد عاملا حاسما من أجل السير في بلورة التنمية االمحلية بكل أهدافها الآنية والمستقبلية. وذكرالزميل مرسلي أن جريدة ” مراكش بريس” تؤمن بشكل قطعي أن تطوير الإعلام الجهوي رهين بدعوة المختصين والأكاديميين وأطر وخبراء المعاهد المختصة في قضايا التنمية المحلية وكافة الفاعلات والفاعلين المجتمعيين، وممثلي الدوائر الإقتصادية والمالية وصناع القرار إلى فضاءات التواصل والتكامل والتفاعل، والتفكير الجماعي في سبل تقويم تشاركي لخصوصيات المرحلة التي تعرفها بلادنا،في سياق متضمنات الدستور الجديد، وما سيتبعه حتما من إستصدار قوانين إجرائية وتنظيمية ومراسيم تداولية خلال السنة الحالية والسنة المقبلة، تمكن من ترسيخ ثقافة حق الولوج إلى المعلومات،مبرزا أن مأسسة نجاعة الصحافة الجهوية لاتكمن في الإخبار وإطلاع الرأي العام بالمستجدات فقط وإنما في أهمية تعزيز وتأهيل الموارد البشرية المحلية الصحفية ، وقدرتها في أن تكون قوة إقتراحية ومشاركة مع كل القوى والفئات والدوائر العاملة في مجال التنمية المحلية. سواء عبر برامج تكوين مباشرة، أو عبر تشجيع تبادل الخبرات فيما بين الإعلاميين والصحفيين، والتحسيس والمرافعة في بعض القضايا المعيقة لتأسيس شروط تنمية محلية وجهوية ناجعة . وإرتباطا بالموضوع، أوضح الأستاذ وديع بنهيبة رئيس جمعية “أجيال مراكش” دور الجمعيات الشبابية في تكريس “دور الصحافة الجهوية في التنمية المحلية ” من خلال موقعها، لكونها تضم الكثير من الأطياف الشبابية بمختلف توجهاتها الحزبية والنقابية والفكرية والإعلامية على الرسالة التنموية والتحسيسية التي باتت تضطلع بها جمعيات المجتمع المدني الجادة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، تتوافق مع المطالب المشروعة والعادلة للشعب، وتحقق الاندماج والتواصل والمساواة قصد تثبيت دعائم الديمقراطية وتخليق الحياة العامة و المحافظة على ممتلكات وثروات الوطن، ومقدسات الوطن، وفضح كل التلاعبات والدسائس المحيقة بالوطن والمواطنات والمواطنين. وشدد أيت بنهيبة أنه أمام المتغيرات العالمية والتحولات الجذرية التي شهدتها العديد من البلدان العربية ، بات من اللازم من كافة المواطنين شعبا وحكومة داخل المغرب وخارجه، المزيد من اليقظة و الحزم والتعبئة وتوحيد الصف وتثبيت قيم الوطنية و المواطنة، وتجويد ملف المفاوضات وفق آليات العمل المنظم والجاد والحكامة الجيدة وفاعلية المقاربة التشاركية ونجاعة الخطاب والممارسة والالتزام المسؤول بمضامين نص الخطاب الملكي ، ليوم 6 نونبر2009 الذي أعلن فيه صاحب لجلالة محمد السادس حفظه الله جازما “ إما أن يكون المواطن مغربيا أو خائنا “. إلى ذلك تطرق الأستاذ عبد الرحيم منار أسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، إلى واقع الصحافة الجهوية ومدى إرتباطاتها بتدبير الشأن المحلي والجهوي مركزا على أهمية وضع حتمية التوجه نحو المستقبل على سكة الحداثة والعصرنة والتعددية وإدماج الشباب في قضايا التنمية المحلية و تثبيت الشروط الأساسية للديمقراطية التنموية،التي تنطلق ملامحها من الحي والدوار والدائرة ، وصولا إلى المقاطعة والجماعة والجهة والوطن، وتعبئة كل الطاقات والإمكانات . كما تطرق الزميل الإذاعي خالد الكراوي إلى إكراهات مهنة الصحفي وتراوحها بين آليات البحث عن الخبر وما تفرضه مهنة المتاعب من أخلاقيات قارة وحياد بعيدا عن التدليس والمزايدات مع ضرورة الالتزام بالذود عن مقدسات الأمة، والإيمان بأهداف وتطلعات المغاربة ، ومقاضاة كل العابثين والانفصاليين والمشوشين والدغمائيين وفق القانون، لتفادي الاختلالات ومناهضة العراقيل . مبرزا أن الصحافة الجهوية لاتختلف عن ما أسماه بالصحافة الوطنية، حيث أن الصحافة هي ممارسة تحكمها ضوابط وأخلاقيات كونية، تتمأسس على رفض بشدة كل المساومات و المزايدات المجانية مع الإيمان حتمية التوجه نحو الحياد والمستقبل على سكة الحداثة والعصرنة والتعددية وإدماج الشباب في قضايا التنمية المحلية و تثبيت الشروط الأساسية للديمقراطية التنموية، والجهوية. إلى ذلك أبرز الصحفي محمد العمراني أمين أهمية التنوع والتطور الإعلامي ودور الصحافة في التنوير الثقافي،والسياسي والاقتصادي،وتحسيس القراء وتوعيتهم بهويتهم الوطنية و الحضارية ،وبسط ومناقشة مستجدات جهة مراكش تانسيفت الحوز، السياسية والحزبية والنقابية، وإنتقاد الصمت والسكوت الذي بدأت تمارسه بعض الجرائد لوطنية عن مظاهر الفساد داخل الأحزاب . وإنتقد العمراني أمين التطبيل والتصفيق الذي تقوم به الكثير من الجرائد الوطنية وبعض الجرائد الجهوية لصالح بعض من عرفوا بالفساد والإفساد على حد تعبيره التي صارت تخترق المجتمع المراكشي ، فيما عبر عنه بتسييح العمل السياسي والحزبي، ودخول الكثير من المستثمرين السياحيين والعقاريين الفاقدين للثقة الشعبية، إلى مجالات تدبير الشأن المحلي والجهوي، موضحا أن مثل هذا السلوك بات يضرب الاستثمارات الفعلية في العمق، ويعرقل كل مجريات التنمية المحلية، والشفافية والديمقراطية ودعى العمراني أمين إلى ضرورة مساءلة الجرائد والقراء للصحف الجهوية التي باتت تطبل للمنتخبين والمرشحين والهيئات السياسية والنقابية المعروفة بالفساد والإفساد للحياة البرلمانية والحزبية والنقابية، وإنتقاد كل المقالات والتحقيقات المدلسة وفق إجرائية تحسيسية وترافعية تراعي قيمة وأهمية الإعلام الجهوي موازاة مع أفق التنمية الجهوية، وتطلعات الساكنة . من جهته تحدث الباحث محمد أبران عن علاقة المجتمع بالإعلام من مقاربات جهوية تعكس التطورات التي عرفتها جهة مراكش تانسيفت الحوز، عن ارتباطات الصحافة بالمجال الجهوي والترابي، مشيرا أن الإعلام في نظر المخيال الشعبي يقتصر فقط ليس فقط على صناعة الخبر وإنما التركيز على دور الإعلام في تشكيل الوعي التنموي، لكونه قاطرة أساسية مرتبطة بالمجتمع، و القدرة على تكييف متطلبات العمل والفعل الميداني الإداري والاقتصادي والسياسي والجمعوي على مستوى الساحة الجماهيرية، والإنفتاح على أفكار وأساليب عمل علمية ودقيقة وعلى فضاءات جمعوية جادة وعصرية ، عبر المزج بمرونة بين هاجس العمل الصرف الإخباري والإعلامي والعمل الموازي التأطيري للمواطنات والمواطنين إلى جانب الإنفتاح على الأساليب العصرية والتكنولوجية الحديثة في التنظيم والعمل والتواصل، وتسهيل استدماجها من طرف الإعلام والإعلاميين وجعل العمل الصحفي جماهيريا كورش اشتغال يومي بجانب المواطنات والمواطنين للتعبير عن انشغالاتهم وتطلعاتهم والدفاع عن قضاياهم العادلة .وكفضاء لتطوير المواطنة، مع الإحترام الصارم لاستقلاليتها وخصوصية طبيعة عملها. هذا، وقد عرفت أشغال الندوة العديد من التدخلات من طرف الحضور، إنصبت حول واقع وأفاق الصحافة الجهوية، وإكراهاتها ، وحول علاقاتها بالدولة والمجتمع ، من جهة وبالقطاعات والمجالات الأخرى من جهة ثانية، في حين تطرقت مداخلات أخرى إلى ضرورة تفعيل ميثاق شرف مهنة الصحافة ، وتنقية الأجواء الإعلامية الجهوية من الشوائب والإختلالات. إلى ذلك، صدرت عن الندوة توصيات تضمنت ضرورة دعم الدولة للصحافة الجهوية، وتسهيل سبل إستقاء المعلومات أمام الصحفيين في سياق متضمنات الدستور الجديد، الذي ينص على حق الولوج للمعلومة، وأهمية إنفتاح الإدارات العمومية على الصحافة الجهوية،وصناع القرار الإقتصادي والإجتماعي والسياسي والنقابي على الإعلام، وخلق سبل وبنيات تواصلية بين كل فئات المواطنين والقطاعات المجالية ولترابية والإقتصادية، ودفع المجالس الكبرى المنتخبة من أجل إنشاء جرائد ومحطات إذاعية وقنوات تلفزية تعمق التواصل بين الناخبين والمتخبين، وضرورة الوقوف بوقفات تشريحية تحصر الجسم الصحفي بجهة مراكش، في أفق محاصرة ظواهر الإرتزاق والتدليس، مع أهمية حصر المشتغلين بالغعلام والصحافة في جهة مراكش. حاتم جمال عدسة : محمد أيت يحي ومحمد سماع