يخوض المواطن المغربي محمد حداد البالغ من العمر24 سنة اضرابا عن الطعام في مدينة سبتةالمحتلة ، بعد ان رفضت إسبانيا منحه حق اللجوء السياسي، و السبب كون وزارة الداخلية الإسبانية لم تقتنع بالحجج التي أدلى بها،كونه قد أصبح مهددا في بلاده من طرف السلطات الأمنية، التي أصبحت تضايقه و كان آخرها منعه من التقدم للانتخابات الجماعية الأخيرةو إحساسه بالخطر الذي يلاحقه حسب قوله. ما أرغمه على الهروب من المغرب والدخول سرا إلى مدينة سبتة في شهر يونيو الماضي. و الجدير بالذكر انمحمد حداد ( الصورة) المنحدر من مدينة تطوان شمال المغرب، كان قد اتهم بأنه وراء الهجمات التي عرفتها العاصمة الإسبانية مدريد في 11 مارس 2004،باعتباره أحد المشتبهين الرئيسيين في الوقوف وراء تلك الأعمال الإرهابية ، التي خلفت نحو 200 قتيل ومئات الجرحى قبل أن تتم تبرئته . وللإشارة فمحمد حداد كان قد قضى 45 يوما رهن الاعتقال الاحيتاطي في المركز السري الكائن في مدينة "تمارة" ضاحية الرباط ،التابع لاستخبارات المملكةالمغربية . وأودعت السلطات المحلية في سبتة، حداد، في أحد مراكز الإقامة الموقتة المخصصة للمهاجرين السريين ، وغالبيتهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء الذين يتم القبض عليهم في حالة تسلل إلى المدينة عبر التراب المغربي، في طريقهم إلى أوروبا. وكان يفترض أن تطرد السلطات الإسبانية، حداد ، يوم الخامس والعشرين من الجاري ، لكنّ لجوءه إلى الإضراب عن الطعام أجّل عملية الترحيل لأسباب إنسانية . وتشير بعض الآراء في الوسط الإعلامي أن إضراب محمد حداد لا يشكل إحراجا كبيرا للحكومة الإسبانية ، شبيها بالذي أوقعتها فيه الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر. وحسب ما نقلته بعض الصحف الإسبانية ، فإن حداد لا يرغب في أن يصبح "ضحية" بل يتناول الدواء والماء والسكر دون الطعام ، ما يبقيه على الحياة لأمل في أن ينال بغيته. وجدير بالذكر أنإضراب عن الطعام الذي يخوضه حاليا المواطن المغربي محمد حداد ، لم توجه إليه أنظار المنظمات الحقوقية في إسبانيا وأحزاب اليسار، و لم تسانده في محنته كما ساندت الإنفصاليةأميناتو حيدر . مما يطرح المجال أمال طرح اسئلة حول القضايا و الملفات التي تتعامل معها المنظمات الحقوقية و الإنسانية التي تخص جارتها المغرب . من جهته، و إلى حدود كتابة هذه السطور ، لم تعلق الديبلوماسية المغربية على إضراب محمد حداد، ولم تطالبب إعادته إلى بلاده.