إنها الفضيحة ولا شيء أقل من الفضيحة..بهذه العبارة يجيبك كل من اطلع على الخبر الفاجعة الذي ألم بأسرة الشاب-المهدي بوكيو-يوم الخميس 11 نونبر الجاري،والذي حكم عليه حينها ب 10 سنوات حبسا نافذة،على خلفية اتهامه بالنشاط في خاية إرهابية والتخطيط لقتل قادة سياسيين والمس الخطير بالأمن الداخلي للدولة وغيرها من التهم الخطيرة والتي لا تتناسب لا مع التكوين الفكري ولا سن القاصر غداة اعتقاله، المهدي المزداد سنة 1991 ..والذي أصيبت عائلته الصغيرة وكل أصدقائه واساتذته في كلية الحقوق والذين وقعوا وثيقة تشهد بالسلوك القويم للساب المهدي،واصيبوا جميعهم بالصدمة جراء هذا الحكم-المهزلة- بقلب يعتصره الألم وعينان تملأهما الحسرة والإستنكار،تحكي أم المهدي فاطمة ،ولا تمل من الحكي ل-مرايا بريس-والحشرجة تملأ صدرها،كيف أن فلذة كبدها الوحيد،ذهب ضحية أجندة الدولة المغربية التي وحسب العديد من الحقوقيين،كدست سجون المغرب بآلاف الأبرياء ومن مختلف الأعمار،فقط لأنهم احتفظوا برقم هاتفي لأحد المعروفين بميولاتهم الجهادية أو حتى التردد على بعض المواقع الإلكترونية التي تحرض على الجهاد،وهو نفس ما حدث للشاب المهدي الذي اتهمته محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية،بالتردد على إحدى هذه المواقع ومن بينها موقع exact.com ومواقع أخرى تزعم أنها تحرض على الجهاد-مرايا بريس-اطلعت على نسخو من محضر التحقيق الذي أجراه عبد القادر الشنتوف مع الشاب المهدي،ووقفت على حقيقة فظيعة،وهي أن كل ادعاءات قاضي التحقيق لا تقوم أبدا على وقائع ملموسة وأفعال مادية،بل فقط على فرضيات وشكوك تحولت عند قاضي التحقيق الشهير إلى -حقائق-لا يأتيها الباطل لا من خلفها ولا من بين أيديها،بل إن الملف كله فارغ،وجل الإتهامات فيه ،مبنية على ارتياد مواقع إلكترونية تحرض الجهاد وتبادل لرسائل إلكترونية بين أشخاص لم يتقابلوا أبدا،بين من يزعم قاضي التحقيق إياه،أنهم خلية إرهابية..وهذا ما كلف الشاب الذي كان يتابع دراسته في السنة الأولى حقوق..10 سنوات سجنا قضى منها حتى الآن حوالي 9 أشهر في إصلاحية سلا..تهمة وصف ملابساتها أحد ضباط الديستي ممن حققوا مع المهدي في معتقل تمارة السري،عند تسليمه إلى الفرقة الوطنية بأنه ذهب ضحية-التبرهيش-اليوم وأمام ما أجمع كل من اطلع على محضر التحقيق على وصفه ب-الفضيحة المجلجلة-تتجند والدة المعتقل وأبوه وشقيقتيه للدفاع عن إبنهم الذي دمر الشطط في استعمال الشلطة وغياب شروط المحاكمة العادلة،دمرا مستقبله ونقلاه من بيت أسرته الصغيرة ومدرج الجامعة حيث كان يتابع دروس القانون،وقذفا به إلى عنابر إصلاحية سلا بعشر سنوات حبسا نافذة،وفي انتظار تدارك هذه-الفضية القضائية-في الجولة الإستئنافية..تتأبط عائلة المهدي الصغيرة محضر التحقيق وكل الوثائق التي تثبث براءة المهدي من التهم الخطيرة التي تعتبرها ملفقة،تطوف اليوم على كل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية وكذلك الصحف المحلية والأجنبية وبكل الإصرار والصمود الذي يتوجب في مثل هذه الحالات الشاذة للتعريف بقضية ابنهم وبراءته...-مرايا بريس- تعد قراءها بمتابعة هذا الملف-الفضيحة-عن كثب ورصد تطوراته،وفضح كل من يتلاعب بمصائر شباب هذا الوطن عبر تلفيق التهم الفضفاضة وتصديرهم إلى السجون بمدد لا تصدر إلا في حق السفاحين وعتاة القتلة،وليس ضد قاصرين يتلهون على شبكة الأنترنيت دون أن يعلموا أن-التبرهيش-يكلف 10 سنوات حبسا نافذا في محاكم المغرب،دون أن يرف جفن لهذه المحاكم أو يحمر وجهها خجلا أو تتصدع جدرانها الباردة.