وجه أعضاء في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تعليمات إلى مقربين منهم يتولون مهام التدبير في المجالس الجماعية في العديد من المدن، من أجل فك الارتباط مع حزب العدالة والتنمية. ويوجد في مقدمة هؤلاء الأعضاء، من الذين يتحكمون في سفينة الاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر، الذي كان يهدد السلطة سابقا بالذهاب بعيدا في تحالف حزب عبد الرحيم بوعبيد مع الحزب الإسلامي، قبل أن يتراجع عن هذه التهديدات والتهديدات الأخرى الخاصة بنقد حزب الأصالة والمعاصرة، مباشرة بعد تعيينه في منصب وزاري لا يليق بتاريخ الاتحاد الاشتراكي، ولكنه كان كافيا لأن يتراجع إدريس لشكر عن تهديداته والتي تأكد للمراقبين أنها كانت مجرد مزايدات سياسوية. وكان إدريس لشكر، قد تنقل شخصيا إلى مدن العرائش وتطوان وشفشاون، من أجل الضغط على ممثلي الحزب والتحالف مع العدالة والتنمية مباشرة بعد إجراء الانتخابات الجماعية الأخيرة في شهر يونيو 2009، وقد تمكن ممثلو الحزب الإسلامي في نهاية المطاف من الفوز بكرسي التدبير الجماعاتي لهذه المدن، بعد التحالف مع الاتحاد الاشتراكي، ولكن الأمور تغيرت اليوم بعد التدخل المضاد لإدريس لشكر، أي بعد توجيهه تعليمات لنفس ممثلي الحزب لفك الارتباط مع ممثلي العدالة والتنمية. وكانت التحالفات التي تمت بين الحزبين قد استفاد منها بالدرجة الأولى حزب العدالة والتنمية، مقابل فقدان الاتحاد الاشتراكي للعديد من مناصب تدبير الشؤون الجماعية لمدن وقرى، باستثناء حالة العاصمة، حيث فاز فتح الله ولعلو، وزير الاقتصاد والمالية السابق، بمنصب عمدة العاصمة، بعد إعلان عبد الإله بنكيران عن تأييد "للاتحاديين الرجال" على شاشة القناة المغربية الأولى.