يعمل السياسي الهولندي خيرت فيلدرز في هذه الأيام على جمع شمل القوى المعادية للإسلام. ويأمل زعيم حزب الحرية ، وهو حزب يميني شعبوي حصل في الانتخابات الأخيرة على 24 مقعداً في مجلس النواب المتكون من 150 مقعداً، يأمل من خلال " التحالف الدولي من أجل الحرية " في بناء شبكة جديدة. لكن هذه الشبكة لا تضم في الوقت الحاضر إلا أشخاصا من هنا وهناك . يصف زعيم حزب الحرية حركته الجديدة هذه على أنها خيمة كبيرة تشمل جميع الأشخاص والمنظمات التي " تقاتل من أجل الحرية وتناهض الإسلام " ، وهي بالتأكيد لن تتحول إلى بديل عالمي لحزبه اليميني ، إنها شبكة لضم أصحاب الفكر الواحد في الولاياتالمتحدة ، بريطانيا ، كندا وألمانيا . ويضيف خيرت فيلدرز إن منظمته هي بمثابة متنفس للناس الذين يجدون أنفسهم بين طرفي الأحزاب المحافظة والأحزاب اليمينية المتطرفة. ومن شبه المؤكد أن المنظمة لن تتحول إلى معقل للأحزاب اليمينية المتطرفة ، على أنها ستعمل جاهدة على الترويج لحماية أمن إسرائيل. وهذا يعني رفض المنظمة المسبق والقاطع لجميع الأحزاب المعادية لليهود ومنعها من الانخراط في الشبكة . مبادرة ليست جديدة يرفض فيلدرز الكشف عن الأطراف التي يرغب في ضمها إلى حركته الجديدة. وفي هذا الصدد يشير أستاذ العلوم السياسية مايندرت فينما إلى أن هكذا مبادرة كهذه ليست بالجديدة. وهو يقول " لا أظن أنها منظمات وأحزاب بل إنها ستكون بمثابة هيئة تضم مجموعة من الأشخاص ، خاصة وانه يعمل منذ فترة سويا مع عدد من الأشخاص إضافة إلى كونه بمثابة بطل في نظر الأمريكان. أما بالنسبة لإسرائيل فإنه حليف جذاب لما لديه من قاعدة عريضة ولكونه سياسيا مهما " . يشير الأستاذ فينما هنا إلى الدعم الذي يحظى به فيلدرز من قبل المحافظين الجدد منذ عام 2005 المعروفين بدعمهم المطلق لإسرائيل. ومن ضمن مجموعة الأصدقاء هذه دانييل بايبز مدير منتدى الشرق الأوسط والمسيحي المتشدد مارتن موير . القوميون الأوربيون الجهات الأخرى التي يعتمد عليها فيلدرز تتمثل في السياسيين اليمينيين المتطرفين وقادة الاستيطان في إسرائيل مثل ليبرمان زعيم حزب " إسرائيل بيتنا " وكذلك اري الداد ، زعيم الاتحاد القومي الذي يرغب في طرد جميع الفلسطينيين من إسرائيل ومن الأراضي المحتلة . في عام 2008 اجتمع الكثير منهم في القدس وأسسوا " تحالف القوميين الأوربيين " ، وكانوا في معظمهم من الأمريكان والإسرائيليين ماعدا البلجيكي فيليب دفنتر عن الحزب الفلامي اليميني المتطرف . لكن فيلدرز لم يكن سعيدا بوجود الأخير بسبب أجندته المعادية للسامية كما أنه نأى بنفسه عن المتشددين المسيحيين مثل موير لحملاته المعادية للمثليين. وسرعان ما اختفى التحالف ، الشيء الوحيد الذي يجمع "أصدقاء فيلدرز" هؤلاء هو خوفهم من الإسلام. من جهة أخرى ينظر بعضهم إلى بعض في الغالب على أنهم راديكاليون جدا أو معتدلون جدا . فيلدرز قائد جيد هل بإمكان الشبكة الجديدة هذه أن تنجح ؟ أستاذ العلوم السياسية مايندرت فينما لا يستبعد ذلك. ويقول "اعتقد بأن فيلدرز قائد جيد لمثل هذه الحركة لأنه ليس طائفيا ، إنه يتقبل من الجميع أن تكون لهم آراؤهم الخاصة وهو يقول: إن ما يربطنا هو أننا نرى في الإسلام خطرا كبيرا ، على العكس من أغلب الحكومات " . إن حركة فيلدرز لن تتحول إلى عصبة دولية لليمين المتطرف لكن سوزي دينسون من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ترى وجود مخاطر واضحة. " ما يقلقني هو تجاهل مثل هذا التحالف الدولي للظروف المتباينة في البلدان المختلفة ، إنه يخلق رؤية دولية متحزبة ضد الإسلام وهو ما يثير قلقي " . فيما إذا نجح هذا التحالف الدولي في تسليط الأضواء عليه فأن فيلدرز سيكون لديه في كل الأحوال منبرا عريضا يستطيع من خلاله مواصلة حملته على الإسلام .