في ظل هذا الحراك الكبير بخصوص كأس العالم، ونقل المباريات، ومشاهدة هذه الدولة أو تلك لكأس العالم، ننسى أن هناك ربح وجسارة مادية أو معنوية أوسياسية تتبع هذا الموضوع. في نظري الرابح في هذه الزوبعة الكروية هي الجزيرة: بما تحققه من ربح مادي لانفرادها بالنقل المباشر لهذه المباريات، وربح معنوي لانفرادها بتعاطف الوطن العربي والإفريقي معها . وجنوب إفريقيا: التي تنظم هذا المونديال هي الرابح الثاني بما سيدره عليها من ربح اقتصادي، هذا بالطبع إذا تركت الشركات الكبرى العالمية لهذا الشعب الفقير أن يستثمر هذه المناسبة الكروية لصالحه . أما الخاسر الوحيد والواحد هو المغرب حكومة وشعبا: أما الحكومة : ذلك أن وزير الاتصال خالد الناصري فشل في التفاوض مع الجزيرة في منحه بعض المقابلات لنقلها في قنواته الفاشلة التي لم تستطع أن تكون في حجم الحدث الكروي، مما زاد الهوة اتساعا بين الشباب المغربي أو قل المغاربة كلهم والقنوات الإعلامية المغربية. أما شعبا : بعد هذا الفشل الحكومي في نقل المباريات، وجد الشعب نفسه أمام شراء بطائق الجزيرة الرياضية ب 17الاف ريال مغربية، لكن المشكل الأكبر هو أن هذه البطائق غير كافية لمشاهدة الجزيرة الرياضية، إلا بعد زيادة مبلغ مالي آخر يزيد على 20ألف ريال مغربية. هذا وتبقى الخسارة الكبرى هي الإدمان الهستيري على كرة القدم، التي تمتص غضب الشعوب المفقرة المجهلة المستضعفة، التي تنسى في ظل هذا الحراك والزوبعة الإعلامية قضاياها الأساسية، فالآخر إذا تابع كرة القدم لقد فرغ من معالجة قضاياه الكبرى: إصلاح الدستور، إصلاح التعليم، إصلاح القضاء،...فلم يبقى له إلا مشاهدة كرة القدم لترفيه، أما نحن لمذا نشاهد كرة القدم بهذا الشكل الهستيري، هل انتهينا من كل هذه الأوراش؟. [email protected]