" نظم سكان الأحياء الصفيحية "الكريانات" وسكان المنازل الآيلة للسقوط في المدينة القديمة بتأطير من اللجنة المكلفة بملف السكن في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مؤخراً، وقفة احتجاجية دامت ساعتين أمام مقر عمالة عين السبع الذي يوجد بقربها الحي الصفيحي دوار المعلم عبدالله الذي يأوي 120 أسرة منها 80 أسرة محصية للاستفادة من سكن لائق . " و أنا أقرأ الخبر قلت في نفسي : صدق من قال : في المغرب لا تستغرب ، فمغربنا الحبيب الذي يصرف الملايير الممليرة على المهرجانات الفارغة ، و يدعو لها كل منحل لينشر غسيل فسقه على كرامة المغاربة ( على شاكلة جون إلطون ) ويضيع مئات الملايين شهريا على مدرب أجنبي للمنتخب الوطني لكرة القدم ليحقق المثل المغربي :(خِيرْنا إدِّيهْ غِيرْنا!)، و المغرب الذي يغض الطرف عن الاختلاسات الظاهرة و الخفية و النهب الممنهج للمال العام . هذا المغرب هو نفسه مغرب الكارينات و دور الصفيح و القصدير، مغرب يصل عدد ساكني السكن«العشوائي» به أزيد من 4 ملايين نسمة، ضمن 450 ألف أسرة تقطن ب1250 حيا صفيحيا تمتد على مساحة 11000 هكتار. إن أدنى زيارة لهذه المستنقعات البشرية ، ذات الروائح الكريهة والقاذورات المتراكمة وسط الأزقة المتربة و ذات الأزقة الضيقة والمحفرة ، ومياه الوادي الحارالتي تخترق الدروب التي يصعب فيها المرور، تكشف لنا بوضوح في أي مغرب نعيش . أطفال يلعبون بكل ما جادت به مزابل أحيائهم التي نمت بسرعة البرق في هوامش المدن، حيث تغيب كل مظاهر الحياة الكريمة.. تجمعات سكنية عشوائية عبارة عن غابات من الإسمنت المسلح، بدون مساحات خضراء أو فضاءات للعب الأطفال.. انعدام شبه تام للمرافق العمومية أو الفضاءات الشبابية : وضع كارثي ، فلا غرو أن تنتج هذه المستنقعات البشرية ظواهر سلبية، مثل الإجرام وتفشي المخدرات ومختلف مظاهر الانحراف، إلى درجة صار معه الانتماء إلى الكاريان مرادفا للفساد والانحراف والإجرام والإرهاب. إن تبدير المال العام على التفاهات ، ضمن سياسة ممنهجة ، لتمييع الشباب و جره إلى الانحراف ، في مقابل تهميش فئات واسعة من أبناء هذا الشعب ، والذين يعتبرون مواطنين من الدرجة الثانية في نظر مسؤولينا ، لمن أبشع أنواع الظلم المؤذن بالخراب و الانهيار، كما قال حكيم المسلمين ابن خلدون في مقدمته : ( الفساد في الحكم هدم أخلاق الأمة، ونخر في اقتصادها، وبدد ثرواتها، وشرد المستضعفين، ودفع الفتيات البائسات إلى سوق البغاء ، و خطف لقمة العيش من أفواه الأطفال ، و تسبب في تفشي البطالة و المخدرات و المرض و الخمور و العهارة و مدن القصدير و الرشوة و المحسوبية و طابور المشاكل .) وفي انتظارمغرب ديمقراطي جميل ، أوصيك أخي المواطن المغربي الساكن في حي ما من أحياء الصفيح، أن تحافظ على إبتسامتك الصادقة والبريئة ، وأن تتمتع بمشاهدات المهرجانات وتشجيع المنتخب الموطني، ريتما يعاد النظر في أحوالك المعيشية مع اقتراب حملة إنتخاية مقبلة تعدك بحي تزينه الورود والياسمين .