اعتبر المراقبون للصراع الدائر بين أقرب المقربين للملك محمد السادس، وخاصة الثنائي منير الماجيدي وفؤاد عالي الهمة، أن الماجيدي قام ب"ضربة معلم" في افتتاح سهرات مهرجان موازين لهذه السنة من خلال استقدام المطربة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي. فمباشرة بعد أن قدمت المطربة اللبنانية آخر أغانيها الخاصة، قامت بطرب الجمهور الغفير الذي حضر إلى منصة حي النهضة بالعاصمة الرباط، بالتغني ببعض الأغاني المغربية الخالدة، وهو أمر سبق للعديد من المطربات والمغنيات المشرقيات أن قمن به، ولكنهن جميعا، لسن من مستوى ماجدة الرومي التي تغني أغاني راقية في الصوت واللحن والكلمات. ولم يقتصر الحدث على غنائها لبعض المقاطع من أغاني مغربية أصيلة، ولكنها تسلمت العلم الوطني المغربي وقبلته وتغنت به، وهذا ما اعتبره المراقبون انتصارا كبيرا لمنير الماجيدي المدير الفعلي لمهرجان موازين، لأنه من السهل الدفع بمطربات وغانيات وراقصات مغربيات وشرقيات لحمل العلم الوطني، ولكنه أمر صعب أن تقوم به مطربة كبيرة كماجدة الرومي. على صعيد آخر، فقد كانت هذه السهرة الافتتاحية ردا كذلك على الجدل السياسي الذي أثاره حزب العدالة والتنمية ضد مهرجان موازين، وهو جدل يثيره كل سنة، ففي السنة الماضية، تقدم نواب من الحزب بأسئلة في البرلمان عن التأثير السلبي لتوقيت هذا المهرجان مع فترة الامتحانات، أما في هذه السنة، فإنهم وجهوا انتقادات كبيرة في جريدة التجديد للمهرجان بسبب قدوم المغني البريطاني إلتون جون، واعتبروا أن استقدام مغني غربي متهم باللواط، يعتبر إشهارا للفاحشة، ولكن السهرة الافتتاحية الكبيرة لماجدة الرومي، أنست الكل هذه الخلافات بين حزب العدالة والتنمية ومنظمي المهرجان، كما أنها فتحت باب الأسئلة من جديد حول الصراع الكبير الدائر بين الماجيدي والهمة. وبذلك تكون ماجدة الرومي قد وحدت بين فؤاد عالي الهمة والعدالة والتنمية، رغم عداوتهما الدائمة، إلا أن تدخل الماجيدي على الخط، جمع بينهما على مضض.