يا شعبي يا عود الند،يا أغلى من روحي عندي،إنا باقون على العهد...إنا باقون على العهد.. إنه العهد الذي أخذته منكم يا شعبي عن غير طيب خاطركم و لا بمحبة عرفتها منكم،فتهافت ممثلوكم ممن اخترت بعنايتي الفائقة على تقبيل يدي ظهره و بطنه إقرارا منهم بربوبيتي و وفاء بعهدنا..فما أجملك يا شعبي.. يا شعبي،ها آنذا بعد أن مر ما شاء الله أن يمر من السنين على اعتلائي عرش أسلافي الميامين،أطمئنكم أني باق عليه إلى أن أغرغر و أعدكم أنكم باقون على ما أنتم عليه من تعاسة جميلة تشبع ساديتي المتوحشة،لن أتخلى عنكم أبدا ما بقيت حيا أرزق مما تغدقون علي و على كلابي الجشعة الوفية مما تكسبون بعرق جبينكم...فما أروعك من شعب. يا شعبي لعلك تعلم أنا ضربنا أروع الأمثلة في تجسيد الديموقراطية،فهذا العقد الذي أمامكم يعبر عن اختياراتكم التي اخترتها لكم،و هذا دستورنا الذي التزمنا تطبيقه بحذافيره شاركتموني صياغة بنوده و أنا أغط غطيطا شديدا.،و لنا موعد كل عشر سنوات مع الديموقراطية لأستفتيكم إن كنتم راضون على أوضاعكم الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية،فأما من رضى فإن له معيشة ضنكى لا يموت فيها و لا يحيى،و أما من آثر الحياة الدنيا و سعى في الأرض احتجاجا و شجبا،أرحناه مما هو فيه من ضجر و تذمر و خنق،و لن أسمح لجسه الخبيث النتن بمعانقة أرضي الطيبة،سأذيبه و أحتفظ بجمجمته لأضعها مع جماجم أسلافه في متحفي الأسطوري الذي لم يعرف له التاريخ مثيلا..هذه ديموقراطيتنا،أما ديموقراطيتهم فإن عدلي أبى إلا أن يخول لأي فرد من غير شعبي بالحلم بها. يا شعبي أوفوا بالعهد إذا عاهدتم،و اعلموا أن من نكث فإنما ينكث على نفسه،و من خان العهد فلا يلومن إلا نفسه إن صدرت قراراتي المقدسة بالزج به في غياهب سجون عليها حراس شداد غلاظ لا يعصون لي أمرا،و لن تأخذني به رحمة و أنا أنظر إلى جلادي يذيقونه أشد العذاب و ينكلون به أيما تنكيل. يا شعبي تعلمون أن لكل ملك حماه،و أن حماي السياسة،فلا تقربوها،و من فعل فقد اقترف إثما و حوبا عظيما..و أما ما دونها فإن الحرية حقكم الطبيعي الثابت،لكم أن تعبدوا أي إله،و أن تدينوا بأي دين،و أن تمارسوا شعائركم أنا شئتم،و حق الدعوة و التعبئة الدينية مما قررناه في دستورنا ما لم يكن الدين سياسيا،عباد الهوى و الشهوات صفوة المواطنين في مملكتي،لهم أن يعبروا عن ذواتهم أنا شاؤوا،اللواط و السحاق و غيرها من الشذوذات حقوق محفوظة،و صلاحيات تأسيس جمعيات تدافع عن ما يليكم عن الخوض في السياسة لا يحتاج إلى ترخيص في مملكتي،و لا يحسبن دعاة الفضيلة أني أصادر حقهم في الذود عن حياض ما يسمونه أخلاقا،كلا،فأنا لا أرى بأسا أن يكونوا إرهابيين،اقتلوا من يروج للرذيلة،و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل،أعلنوها حربا أهلية،انشغلوا ببعضكم البعض،تشرذموا أكثر فأكثر،لا تظنوا أن الفوضى و التسيب أمور تؤرقني،إنها على عكس ما يظن السذج و البله أحب إلي من حمر النعم. يا شعبي،بالمختصر المفيد اتركوا السياسة،و تذكروا حكمة ناجي "من راقب الأنظمة العربية مات هما"،و من لم يتعظ بهذه و تجرأ على الخوض في أموري السياسية فقد كفر كفرة صلعاء،و من كفر أصليته سقر و ما أدراك ما سقر. يا شعبي أدرك أني أكثرت عليك،و أعلم أنه ليس أحب إليك من سماع صوتي،و أنا لا أخفي بدوري أني لا أحتمل النظر إلى وجوهكم العابسة المكفهرة التي تبعث على القرف و الاشمئزاز.. دمتم في ود.