استجابة لطلب دفاع معتقلي ملف " بليرج " استقبل وزير العدل المغربي ، محمد الناصري ، أعضاء هيئة الدفاع ، ووعدهم بالبحث في الإجراءات القانونية المناسبة من أجل ضمان محاكمة عادلة لهؤلاء المعتقلين . وجاء ذلك بعد بلوغ الملف مرحلة المنعطف الخطير حينما ذكرت تقارير صحافية وصول بعض المعتقلين مرحلة الاحتضار نتيجة إضرابهم المفتوح عن الطعام والذي دخل يومه العاشر . وفي تصريح ليومية " الجريدة الأولى " قال عضو هيئة دفاع المعتقلين الستة ، عبد الرحيم بنعمرو ، بأن " اللقاء كان مناسبة لوضع وزير العدل في صورة المحاكمة – المهزلة ، ونقلنا له أطوار الانتهاكات المسطرية والقضائية التي صدرت عن هيئة المحكمة برئاسة السيد بنسامي " . وأضاف النقيب بنعمرو ، في ذات التصريح " سجلنا تفهم وزير العدل وإصغائه الجدي ، ووعدنا بالانكباب على المعطيات التي قدمناها لأجل الحرص على أن تقوم النيابة العامة بدورها كحارسة على سلامة تطبيق القانون " . وبخصوص قرار المعتقل العبادلة ماء العينين ، التراجع عن عدم شرب الماء المحلى بالسكر مع مواصلة الإضراب عن الطعام ، قالت زوجته بديعة بناني في تصريح ليومية " أخبار اليوم المغربية " بأنه " لولا تدخل أعضاء الحزب وبعض أفراد العائلة لإقناعه بالعدول عن الإضراب الكلي لهلك " ، وذكرت تقارير صحافية بأن عبد الإله بنكيران ، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه المعتقل العبادلة ماء العينين ، حاول لقاء الأخير بسجن الزاكي بسلا ، إلا أن إدارة السجن منعته ذلك ، بينما تمكن محاموه من ملاقاته وإقناعه بالتراجع عن قرار الإصرار على الموت . قرار تراجع العبادلة ، كان مشروطا بأن يدلي دفاعه بتصريح لوسائل الإعلام ، تلاه النقيب عبد الرحيم الجامعي ، جاء فيه : " دخل المعتقلون السياسيون في إضراب لا محدود عن الطعام ، وتدهورت صحتهم ، وبلغت درجة خطيرة للأسباب التي شرحها الدفاع سابقا ، والتي تقف وراءها قرارات رئيس المحكمة وهيئة الحكم التي منعتهم من وسائل دفاعهم وحرمتهم من محاكمة عادلة ، وهم القضاة الذين يقفون اليوم ضد الإصلاح ، وحتى يبقى الفساد عاما والأمن القضائي مهددا . ولقد وجدت السيد العبادلة في وضعية صحية حرجة بعد أن قرر التوقف عن شرب الماء المحلى بالسكر ، وهو القرار الذي فرض عليه من قبل من حرمه من الحضور لقاعة الجلسة يوم الأربعاء 31 مارس 2010 ، وحرمه بالتالي من المثول أمام قضاة المحكمة لشرح أسباب مقاطعته للمحاكمة – المهزلة وفضح التلاعبات التي ذهب ضحيتها هو ورفاقه ، والتي جسدتها القرارات التي اتخذتها الهيئة القضائية ، ولقد كان الدكتور العبادلة في قمة النبل الإنساني لما استجاب لإلحاح دفاعه وقرر أمام طلب المحامين أن يستأنف شرب الماء وتناول السكر ، مؤكدا أن هذا القرار قرار مؤقت ، معبرا عن ذلك بكلمة واضحة وصارمة : " إذا عدتم عدنا " . وإني بهذه المناسبة أوجه نداء إلى كل المنظمات الحقوقية والسياسية ، وإلى وزير العدل من أجل أن يوقف هذه المحاكمة – المهزلة ، ويشكل لجنة تحقيق في صناعة هذا الملف وما شابه من تضليل وكذب وتزييف ونصب واحتيال وكذب على التاريخ والوطن ، وعلى المعتقلين السياسيين ، وأن يوقف هذه المهزلة ، لأن استمرارها هو تجسيد للظلم واحتقار للقانون واستعمال للقضاء في وقت يدعون فيه إلى إصلاح القضاء " . تطورات ملف " بليرج " تعطي انطباعات على أن الملف سيتم حله بطرق سياسية ، خاصة وأن أعضاء الدفاع يؤاخذون على وزير الداخلية السابق شكيب بنموسى تسرعه بإطلاق تهم يقينية في حق المعتقلين قبل صدور أحكام القضاء ، وهي التهم التي أضفت على الملف طابعه السياسي ، مما يستلزم " إنهاءه سياسيا " حسب ماورد في تصريحات صحفية لمصطفى الرميد ، عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين الستة .