"من يريد الاستوزار في المغرب، فليراهن على حزب الأصالة والمعاصرة"، بهذا الشعار، قرأت بعض نقاشات الدائرة في أوساط حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الرسائل التي جاءت في حوار أجرته جريدة التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية، مع القيادي الاتحادي محمد الأشعري، حسب آراء استقتها "مرايا بريس". وتخلص هذه النقاشات إلى أن الرهان على حزب الأصالة والمعاصرة، سوءا كان القيادي الحزبي مع أو ضد الحزب، قد يوصل هذا القيادي إلى سدة الوزارة، وإذا الأمر بديهيا مع القيادات الحزبية التي تنتمي إلى حزب محمد الشيخ بيد الله، فإن الوضع مختلف مع القيادات الحزبية المخالفة أو المعارضة للحزب، ولكن تبني خيار التهجم المتكرر، قد يوصل أصحابها إلى سدة الوزارة، كما جاء في التصريحات التي كانت يدلي بها إدريس لشكر، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، والتي كان من خلالها ينتقد ما كان يصفه ب"الوافد الجديد" الذي يهدد الديمقراطية، كما كان يلوح باحتمال تحالف حزبه مع العدالة والتنمية الإسلامي إلى أن تخلى تماما عن الإدلاء بهذه التصريحات، مباشرة بعد تعيينه وزيرا مكلفا بالعلاقة مع البرلمان. وحسب نفس الآراء التي استقتها "مرايا بريس" من القواعد الاشتراكية، ومنها القواعد الأوروبية، التي تنشط على موقع "منتدى الحوار"، فإن محمد الأشعري، كغيره من الوزارة السابقين يحنون بالعودة إلى الوزارة، ولكن عبر تبني "خطة لشكر"، مقابل وزراء آخرين تبنوا خطة التقرب وتجميل صورة الأصالة والمعاصرة عبر مجموعة من القنوات، سوف تتوقف عندها "مرايا بريس" لاحقا. وضمن هذه الأرضية، يمكن قراءة ما جاء في حوار التجديد الذي نشر يوم الأربعاء 17 مارس الجاري مع محمد الأشعري، والذي نفى أن يكون صدر عن الاتحاد الاشتراكي ما يفيد بأنه سيحكم إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة في 2012" كما جدد التأكيد (على غرار ما كان يقوم لشكر)، أن حزبه ما يزال متشبثا بموقفه الذي أعلن عنه في بلاغ رسمي بخصوص "الوافد الجديد"، وأنه ما يزال متشبثا بقناعاته بأن "الأساليب الماضية يجب أن توضع وراء ظهورنا"، مبرزا أن حزبه "لا يمكن أن يقبل أن يولد حزب بملعقة من ذهب في فمه، وأنه يجب ألا تكون هناك أي إشارة لتفضيل هذا الحزب أو ذاك"، داعيا إلى جعل "المؤسسة الملكية مؤسسة سامية فوق كل التعبيرات السياسية، وألا تلصق بها أي وظيفة من الوظائف اليومية للأحزاب السياسية، وأن تظل دائما مرجعية عليا للبلاد يحتكم إليها". وأضاف الأشعري في حوار مطول معه، جاء في صفحتين على الجريدة الإسلامية، أنه لا يرى "أي حاجة اليوم لتبوئ تعبير سياسي معين مكانة عليا تقع بين التعبيرات السياسية العادية وبين المرجعية العليا، لأن حزب الاتحاد الاشتراكي لا يمكن أن يقبل هذا الوضع على الإطلاق".