أيام قليلة تفصلنا على افتتاح محمد السادس الدورة الربيعية لمجلس النواب، في الوقت الذي تعرف فيه الساحة السياسية سباقا مشحونا ومكهربا للنيل بكرسي يسترعي انتباه الكبار في قبة البرلمان. ولم يعرف مصطفي المنصوري الرئيس الحالي والمقال من زعامة حزب الحمامة، إذا كان سيجدد ترشيحه أم لا، رغم الوعود الذي قدمها صلاح الدين مزوار أثناء توليه قيادة الحزب، بأنه سيدعم مصطفى المنصوري بكل قوة إن هو قرر تجديد ترشحه لرئاسة المجلس. المنصوري الذي بدأ يظهر مؤخرا بشكل ملحوظ في الأنشطة الرسمية للمغرب خصوصا اللقاءات الدبلوماسية، تبقى حظوظه وافرة في الاستمرار على كرسي الرئاسة، رغم بعض التسريبات التي تفيد ترشيح الطالبي العلمي رئيس الفريق التجمعي بالغرفة الأولى والمقرب من الوافد الجديد، إلا أنه مستبعد عن كل التوقعات داخل الحزب نفسه، حسب ما أكدته مصادر "مرايا بريس". حسابات أخرى بدأت تظهر في الاتجاه المقابل، تفيد باستعداد عبد الواحد الراضي للعودة إلى "منصبه المفضل"، حيث يرى حزب الاتحاد الاشتراكي ضرورة الظفر بهذا المقعد من أجل إعادة دينامية الحزب بعد أن فقد بعضا من بريقه وجماهيريته، وتسلل بعض قياداته إلى حضن الوافد الجديد. حظوظ عبد الواحد الراضي وافره لمنافسة مرشح "الحزب الأزرق" إلا أن هناك مؤشرات ميدانية تفيد بتقدم وزير التعليم السابق الحبيب المالكي للترشح في حال إن زهد الراضي عن المقعد. أسماء أخرى بدأت بعض المنابر الإعلامية تروج لها بقصد أو عن غير قصد، منها اسم امحند العنصر الذي بدأ يلوح ترشيحه في الأفق، رغم "الصفعات" المتتالية للحركة الشعبية آخرها عدم الاستفادة من التغيير الحكومي الأخير، حيث خرج العنصر بخفين حنين في السباق الأخير نحو رئاسة البرلمان، فهل يغامر مرة أخرى لدخول المضمار رغم الخلافات الكبيرة داخل الحركة الشعبية ومحاولة خلق حركة تصحيحية للإطاحة بقيادة الحزب، مصادر مقربة من العنصر صرحت متفائلة بأن هناك مفاجآت قادمة ستزكي أكثر موقف الحركة الشعبية داخل الحكومة. حزب الأصالة والمعاصرة بدوره يروج لاسم حميد نرجس نائب رئيس مجلس النواب الحالي وأحد الثلاثة الذين شكلوا نواة فريق الأصالة والمعاصرة بعد فؤاد عالي الهمة وفتيحة بوعياد، الأصالة والمعاصرة أبان عن تفوقه في السباق الأخير نحو كرسي الغرفة الثانية الذي ظفر به ماء بيد الله، فهل سيسيطر على المشهد ككل أم يدعم اسم آخر؟