اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد الله باها أن الحوار مع أحزاب الأغلبية لا يعني بأي حال من الأحوال التنسيق مع هذه الأحزاب في الاستحقاقات المقبلة، على الأقل في الوقت الحالي، وإن لم يستبعد ذلك انطلاقا من كون مثل تلك الندوات الفكرية والسياسية قد تكون في الغالب مقدمة لإمكانية التنسيق أو التحالف مع الحساسيات المشاركة في مثل تلك الندوات. واجتمع ممثلون من أحزاب الكتلة وحزب العدالة والتنمية، نهاية الأسبوع الماضي بمدينة مكناس، في ندوة فكرية قصد النقاش حول مستجدات الساحة السياسية الوطنية وكذا الاستعدادات الجارية عشية انتخابات الصيف المقبل، التي ستعرف مشاركة «الوافد الجديد»، حزب الأصالة والمعاصرة لأول مرة، بعدما خاض السنة الماضية تجربة الانتخابات الوطنية في نسختها الجزئية. وأشار عبد الله باها، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح ل«المساء» أن ندوة، يوم السبت الماضي لم تخرج عن طابع اللقاءات الحوارية السياسية التي يشارك فيها باحثون ومهتمون بالشأن السياسي، مشيرا إلى أن مشاركة ممثلين عن أحزاب الأغلبية في الندوة لا يعني أي تنسيق بين حزب معارض(العدالة والتنمية) وأحزاب الأغلبية، وإن كانت مثل هذه الندوات السياسية والفكرية كمقدمة أحيانا لأي تعاون قد يحدث في المستقبل بين الحساسيات المشاركة على مختلف الأصعدة. وأضاف باها، أن «لقاء نهاية الأسبوع الماضي لم يقترح أي تنسيق محتمل بخصوص الاستحقاقات المقبلة، على غرار ما يتم في المونولوجات الحزبية، على المستوى الداخلي للأحزاب، بقدر ما تطرق إلى الظروف الراهنة على المستوى السياسي والاستعدادات التي تقوم بها الأحزاب لخوض انتخابات الصيف المقبل». ونقلت جريدة «التجديد»، المقربة من حزب العدالة والتنمية، في عددها ليوم الاثنين، عن عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر قوله: «إن اللقاء مع حزب العدالة والتنمية هو بمثابة فتح مسار جديد مع حزب له تجذر شعبي وأصيل وله شرعية»، مما يعني أن هناك أحزابا على الساحة ليست لها تلك الشرعية، مع العلم أن القيادي الاتحادي دأب على توجيه أصابع الاتهام إلى «الوافد الجديد»، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة بخلق البلبلة في الساحة السياسية، وهو الاتهام الذي أعقبه ظهور خطاب داخل حزب المهدي بنبركة لا يستبعد إمكانية التحالف مع حزب بنكيران. ونقل المصدر نفسه عن لشكر، الذي رفض الحديث إلى «المساء»، قوله كذلك أن «الالتقاء بين الحزبين حصل في محطات مفصلية، حيث تشارك الحزبان في نفس التقييم لانتخابات 2007، وتم اعتماد أرضية النضال الديمقراطي من قبل الحزبين في المؤتمرات الأخيرة لهما، كما أن الحزبين عرفا عملية انتقالية داخلية ولهما نفس الموقف من «الوافد الجديد»». وبالإضافة إلى عبد الله باها، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وإدريس لشكر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، شارك في الندوة كذلك، التي نظمتها الكتابة الإقليمية بمكناس بقاعة الإسماعيلية مساء السبت الماضي، محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وعبد الصمد بلكبير المعروف بدعواته المتكررة إلى فتح قنوات الاتصال مع حزب العدالة والتنمية. وفي الوقت الذي تعذر فيه على «المساء» الاتصال بعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال محمد الأنصاري المشارك في ندوة نهاية الأسبوع، لعدم تشغيل هاتفه النقال طيلة صباح يوم الاثنين، رفض القيادي في الحزب محمد الخليفة، التعليق على مضمون الندوة، مكتفيا بالإشارة إلى عدم معرفته بالخبر وبأن اللقاء المحلي المذكور، هو في الغالب، لا يخرج عن نطاقه المحدود، والدليل أن الحزب لم يصدر أي شيء رسميا بخصوصه.