العلمانية طبقت في المجتمعات التي أبدعتها وأنتجتها وأعطت ما أعطت للغرب من تقدم ورفاهية وعيش كريم للبشر وحتى للحيوان والحشرات والنباتات...هذا أمر مسلم به لأننا نراه رأي العين. من وجهة نظري أن العلمانية يمكن أن توصل كل المجتمعات الى نفس الدرجة من الرقي والتقدم والازدهار والعيش الكريم...الا المجتمعات العربية! فهذه الأخيرة ليست قابلة لا لتطبيق الشريعة/الدين، ولا لتطبيق العلمانية.هذه مجتمعات معظمها بدوي والباقي شبه بدوي مهما ادعى من "تحضر وتمدن". ومثل هذه المجتمعات لا تنضبط للقوانين والقيم المجتمعية السائدة،لأن البعد الغرائزي هو الذي يحركها،ومن كانت هذه حاله،يكون مكانه الطبيعي في الحظيرة مع الدواب! أعتذر للقلة القليلية التي لا ينطبق عليها هذا الوصف،وهي قلة توجد داخل كل التيارات سواء كانت دينية أو علمانية. صدقوني أنه لو أسندت الأمور الى من يسمون أنفسهم كذبا ب"العلمانيين" فستكون الكارثة على كل المستويات كما هي حاصلة الآن وكما مرت عبر قرون في المجتمعات التي سمت نفسها زورا وكذبا "اسلامية"....هذا أمر مسلم به عندي وأنا مقتنع به تمام الاقتناع. هناك بون شاسع بين العلماني الغربي وبين "العلماني" في المجتمعات العربية. العلمانية عندنا سوف تكون نسخة جد مشوهة للعلمانية في الغرب،العلمانيون عندنا سوف يسلبون العلمانية الحقيقية المطبقة في الغرب كل بريقها ومصداقيتها وواقعيتها وجاذبيتها،وسوف يجعلون كل من كان يفكر في تبنيها ...ينفر منها ويبتعد ليبحث لنفسه عن بديل آخر. الاشكالية عندنا في بنية العقل،وربما في.....الجينات!