تفاعلا مع الاحتفالات العالمية في الثامن من مارس من كل سنة ب"اليوم العالمي للمرأة"، ساهمت مؤسسة عمومية مغربية في تقييم التقدم الحاصل في مجال تطوير حقوق المرأة، ويتعلق الأمر بالمندوبية السامية للتخطيط التي أصدرت يوم الجمعة 5 مارس الماضي مطوية تحت عنوان "النساء والرجال في أرقام 2010"، وتهدف هذه الوثيقة إلى تمكين المؤسسات العمومية والخاصة من بعض المعطيات التي من شأنها تقييم التطور الحاصل وقياس الفوارق بين الرجال والنساء في مختلف الميادين (الديموغرافيا، التعليم، التشغيل، مستوى المعيشة، إلخ). فعلى المستوى الديمغرافي، تمثل النساء سنة 2009 أكثر بقليل من نصف مجموع سكان المغرب (50,7%) ويعمرن أكثر من الرجال (أمل الحياة لدى النساء هو 74,2 سنة مقابل 71,6 بالنسبة للرجال) ويتزوجن في سن متأخرة أكثر فأكثر(26,4 مقابل 17,5 سنة 1962) وينجبن أقل من السابق (2,23 طفل للمرأة مقابل 7,2 سنة 1962)، ويسيرن 19,3% من الأسر مقابل 11,2% سنة 1960. أما في مجال التربية والتكوين، فقد عرفت نسبة الأمية لدى النساء انخفاضا ملحوظا من 96% سنة 1960 إلى 50,8% سنة 2009. إلا أن الفارق مع الرجال يبقى مرتفعا (ما يقارب 23 نقطة). ارتفعت نسبة تمدرس الفتيات البالغات ما بين 6 و 11 سنة من 74,2% سنة 1999-2000 إلى 89,9% سنة 2008-2009، وهي نسبة تقل عن مثيلتها لدى الذكور (93,3%)، كما انتقلت نسبة الإناث في مجموع خريجي التعليم العالي الجامعي من 42,8% سنة 1999-2000 إلى 52,3% سنة 2007-2008. وهي نسبة مرتفعة في بعض الشعب كعلوم التربية (77%) وطب الأسنان (73,3%) والطب والصيدلة (63,6%). على مستوى النشاط الاقتصادي، يلاحظ أن المشاركة الحقيقية للمرأة تبقى متدنية حيث تمثل النساء ربع الساكنة النشيطة، وتسجل معدل نشاط ثلاث مرات أقل من مثيله لدى الذكور (25,8% مقابل 75,3%). وتبقى المرأة النشيطة أكثر تعرضا للبطالة بالمدن مقارنة مع الرجل إذ تسجل بالوسط الحضري 19,8% كمعدل بطالة مقابل 12,1% بالنسبة للذكور. يعتبر نشاط النساء فلاحيا على الخصوص، فهن يشغلن بهذا القطاع أربعة مناصب شغل من كل عشرة في حين يشغلن ثلاثة مناصب من كل عشرة في قطاع الصناعة ومنصبين من عشرة في قطاع الخدمات. أما في القطاع غير المنظم الغير فلاحي، فتسير النساء وحدة إنتاج من أصل كل عشرة ويمثلن 10,8% من مجموع مناصب الشغل الإجمالية في هذا القطاع. بخصوص مستوى المعيشة، يسجل متوسط النفقات السنوية للأسر التي يسيرها رجال مستوى أعلى (60.389 درهم) مقارنة مع الأسر التي تسيرها نساء (45.515 درهم). بالمقابل، يرتفع متوسط النفقات السنوية للفرد بشكل طفيف لدى الأسر التي تسيرها امرأة (11.801 درهم) مقارنة مع تلك التي يسرها رجل (11.149 درهم) نظرا لانخفاض الحجم المتوسط للأسرة التي على رأسها نساء. وتعاني الأسر التي تسيرها نساء من ظاهرة الفقر بشكل أقل (7,4%) من تلك التي يسيرها رجال (9,2%). وكذلك الشأن بالنسبة للهشاشة التي بلغت نسبتها 16,4% لدى الأسر التي تسيرها نساء مقابل 17,6% لدى الأسر التي يسيرها رجال.