فرضتها أزمة الصحف الورقية ومقتضيات ثورة الاتصالات تحتفل أسبوعية "ميثاق الرابطة" في منتصف شهر فبراير الجاري بصدور عددها العاشر في نسختها الرقمية/الإلكترونية الجديدة، بعد تطليق خيار النشر الورقي من جهة، و"إحياء" إصدار الجريدة من جهة ثانية. وضمن مستجدات النسخة الرقمية الجديدة، تولي امرأة، الزميلة عزيزة بزامي، كرسي رئاسة تحرير الجريدة، في سابقة من نوعها، على اعتبار أننا نتحدث عن منبر إعلامي ديني أسبوعي ناطق باسم مؤسسة علمية: "الرابطة المحمدية للعلماء". وكان أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، قد أشار في كلمته الافتتاحية للنسخة الرقمية الجديدة، إلى أن تاريخ صدور هذه النسخة، يتزامن مع الذكرى العشرين لرحيل العلامة سيدي عبد الله كنون المؤسس الأول لجريدة ميثاق الرابطة "الميثاق"، وكون إشرافه اليوم على تحرير كلمات هذه الافتتاحية المؤذنة بميلاد ميثاق الرابطة الرقمي، يُجسِّد "احتفالا، إذن، بذكرى وفاة هذا العلامة الفذّ، يتم بميلاد ثان لميثاق الرابطة، بعد مضي سبعة وأربعين عاما على تأسيسه إياها، وهو ميلاد ثان لثلاثة اعتبارات: أولها: لانتقال ميثاق الرابطة من الزمن الورقي إلى الزمن الرقمي؛ ثانيها: للانتقال بميثاق الرابطة مراعاة للسياق المعرفي الراهن، من نمط تبويب، إلى نمط آخر يعتبر هذا السياق؛ وثالثها: لكون كل ذلك يتم وفاء للروح التي بها تم التأسيس الأول، وأقصد القرب من الناس، والاستجابة المواكِبة لتطلعاتهم واستشرافاتهم المعرفية، والتبني الوسطي لهمومهم وآلامهم وآمالهم". أما عزيزة بزامي، رئيسة تحرير جريدة "ميثاق الرابطة"، فترى في تصريحات لموقع "مرايا برس" أن "استئناف إصدار جريدة ميثاق الرابطة في شكلها الإلكتروني، جاء استجابة للثورة الالكترونية والمعلوماتية التي شهدها عالم النشر في العقود الأخيرة، ونأمل أن يكون هذا المنبر لبنة جديدة في بناء صرح الإعلام الديني بالمغرب"، مضيفة أن النسخة الرقمية الجديدة ل"ميثاق الرابطة"، تنضاف إلى "الجهود التي تبذلها الرابطة عبر مختلف مؤسساتها إسهاما منها في تأطير الحقل الديني"، و"وعيا من الرابطة بضرورة الانخراط في مشروع تسهيل العلوم الإسلامية وتقريب المفاهيم الدينية من الجمهور الواسع، عبر منبر يجمع بين الجمالية في الإخراج والحركية في التصفح، ويصدر بلغة وسيطة بين لغة المجلة ولغة الموقع، مع الاختصار في المواد بدون الإخلال بالمضامين". وحسب الورقة التأطيرية للمشروع في نسخته الرقمية الجديدة، فإن القيمين على جريدة ميثاق الرابطة يسعون لأن يكون هذا الفضاء الرقمي "منبرا إعلاميا تواصليا، بين علماء الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، وبين مختلف رواد موقعها الإلكتروني، وطنيا وعبر مختلف أنحاء العالم، وأن يُسهِم في تعزيز الوحدة المذهبية السنية لهذا البلد، وحفظ الأمن الروحي، والأصالة الحضارية للمغاربة، وإشاعة قيم الإسلام في التعارف والوسطية والاعتدال، والتعريف بإسهام المملكة المغربية الرائد في هذه المجال".