أعلن «سيرج جولي»، المدير السابق لجريدة «ليبراسيون» الفرنسية، سنة 2005 عن ميلاد يومية «بميديا» في نسختيها الورقية والإلكترونية. واليوم أضحى أرباب الجرائد يتحدثون عن «صحافة متعددة الوسائط». ومن شأن تجربة «ليزيكو» أن تمهد طريق أمام باقي المنابر الإعلامية، وذلك بجمعها، ابتداء من يونيو المقبل، بين التحرير الورقي والإلكتروني. مشروع استقدمه «نيكولا بيتو»، الرئيس المدير العام لمجموعة «DI»، القطب الإعلامي لجموعة «LVMH». يوضح «بيتو» الأمر قائلا: انطلاقا من حاسوب واحد، يمكن لكل صحافي، اعتماد علي برمجة حاسوبية، الاشتغال لمصلحة الجريدة الورقية والإلكترونية وحتى للهاتف المحمول. إننا ننطلق من معطى أن القراء يريدون الحصول على برمجة حاسوبية، الاشتغال لمصلحة الجريدة الورقية والإلكترونية وحتي الهاتف المحمول. إننا ننطلق من معطى أن القراء يريدون الحصول على نفس المعلومة بنفس الجودة عبر مختلف الوسائط الإعلامية التابعة لنفس المنبر وتحت نفس التوقيع. إلى جانب ذلك، فإن «ليزيكو» ستكون أول يومية فرنسية تنخرط في هذه التجربة التي لا توجد إلا خارج فرنسا، كما هو العمال بالنسبة ل «ديلي تيلغراف». لكن يبدو أن هذا التوجه لا ينحصر هنا، إذ أن باقي اليوميات والأسبوعيات تفكر بدورها في خلق ذلك التقارب المرجو بين النسختين الورقية والإلكترونية. وينص تعديل لقانون «أبودي»، تقدم به النائب البرلماني عن حزب «الانحاد من أجل حركة شعبية»، «كريستيان كورت»، وتبنته لجنة مختلطة في السابع من أبريل الجاري، ينص على أن «التعاون القائم بين مقاولة صحفية وصحفي مهني يشمل مجموع الوسائل الإعلامية التابعة لتلك المقاولة (...) إلا إذا تم الاتفاق علي عكس ذلك في عقد العمل». ومن جانبها احتجت النقابة الوطنية للصحفيين الفرنسيين علي ما اعتبرته «استعراضا للقوة من طرف بعض أرباب الصحف. الأمر الذي يغير من جوهر تنظيم عمل هيآت التحرير». وتأسفت باقي النقابات على ذلك التعديل الذي يطال مشروع القانون، الذي من المتوقع أن يحظى بالمصادقة النهاية بحر هذا الشهر. ويبدو أن التجارب التي تم اعتمادها في العديد من هيآت التحرير تسير كلها في اتجاه تأكيد أن المنهجية الأكثر فعالية من أجل تشجيع الصحفيين، الذين يشتغلون في الصحافة الورقية، على العمل في الصحافة الإلكترونية تكمن في زرع الرغبة لديهم في القيام بذلك الأمر. يقول «أوليفي كوستيمال»، رئيس التحرير المساعد بجريدة «ليبراسيون»: إن السياسات الإجبارية لا تنفع هنا، لذلك قمنا ببعث رسالة إلى صحفيينا ندعوهم فيها من خلالها إلى استعمال قدراتهم الإبداعية. واتضح أن الذين ذاقو طعم الإعلام الإلكتروني استجابوا للأمر». ويفتخر «إيريك ميتو»، رئيس تحرير «ليكسبرير» بتمكنه من «تحويل» صحفي من الجريدة الورقية إلى عالم الصحافة الإلكترونية، بعد أن اقترح عليه تغطية مباراة في كرة القدم دقيقة بعد أخرى، اعتمادا على تقنية «تويتر». وتتوفر لكل صحفي، حسب صفته التي يشتغل بها، مقتضيات تسمح له بأداء مهمته على أحسن وجه على مستوى النسختين الورقية والإلكترونية. وبالنسبة لجريدة «ليبراسيون» فقد تم تخصيص «المركز» بمقر الجريدة، حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على الصفحات قبل إرسالها إلى المطبعة، كمقر للنسخة الإلكترونية للجريدة. أما أسبوعية «ليكسبريس»، فقد أضحت تمنح الأولوية للمشرفين على النسخة الإلكترونية من أجل التدخل خلال اجتماعات هيأة التحرير. أما النسخة اليومية الإلكترونية لجريدة «لوموند»، فسترى النور شتنبر المقبل. ولقد أدى هذا التزاوج بين الورقي والإلكتروني إلى تحقيق تطورين كبيرين: فمن جهة أولى، أصبح المحررون يفكرون بمنطق «النوعة» الذي يميزهم عن غيرهم، ومن جهة ثانية، فإن النسخة الإلكترونية تساهم في تعزيز التواصل بين كبار الكتاب الذين ينشرون مقالاتهم في الصحف وبين قرائهم، حيث أضحى من الممكن أن يتم فتح بوابات للحوار الإلكتروني بين الطرفين. ويقول «دينيس أوليفيان»، مدير مجلة «لو نوفيل أوبزيرفاتور»، عن هذا التطور: «إن المجلة كنات على الدوام حاضنة لكبار الكتاب». ومع كل ذلك، فإن هوة ثقافية لا تزال تفصل بين هذين النوعين من الصحافة. تقول «كليمونس لوميستر»، رئيسة تحرير النسخة الإلكترونية ل (20minutes)، إن محرر الجريدة الورقية يجد نفسه مجبرا علي إنهاء مقاله في الوقت المحدد قبل إرسال الجريدة للطبع، أما صحفي الجريدة الإلكترونية فلا يتردد في نشر مقاله على الإنترنيت، مع تذيله بعبارة «انتظروا المزيد من الأخبار». ومع ذلك، فإن البعض يرى أن ثمة عدم توازن بين المهام التي يقوم بها الصحفيون المشتغلون على النسختين، لكن ذلك لا ينفي وجود إجماع على أن التحرير الإلكتروني أضحى هو المعيار الجديد لتطور الصحافة. عن «لوموند»