دعت نخبة من الكتاب المغاربة والفرنسيين، شاركوا في حلقة نقاش أمس الخميس ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والفنون بطنجة، إلى تعزيز التربية على حماية البيئة لترسيخ قيم التنمية المستدامة لدى الناشئة. وتطرق المشاركون في هذه الندوة، التي أدارها الكاتب الفرنسي كريستين جوردي، إلى مختلف المظاهر المرتبطة بدور التربية في ظهور وعي عالمي يضع البيئة على قائمة اهتمامات الفاعلين في مختلف المجالات. في هذا الصدد، اعتبر مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين عبد الوهاب بن اعجيبة أنه يتعين تلقين الأطفال في سن صغيرة مبادئ التنوع الإحيائي واختلاف الأوساط الطبيعية وارتباط وجود البشر باستمرارها، بهدف تحضيرهم مستقبلا للوعي بالرهانات البيئية الكبرى. وأضاف السيد بن اعجيبة أنه من الضروري تأطير الأطفال وتكوينهم من أجل جعلهم قادرين، مستقبلا، على مواجهة تصرفات الكبار الملوثة، مبرزا الأهمية الكبيرة التي توليها المدرسة المغربية للقضايا المرتبطة بالبيئة. من جهتها، أكدت الكاتبة الفرنسية دانييل ساليناف على أن تربية الأطفال لا ينبغي أن تغطي على الدور الرئيسي للمدرسة المتمثل في التعليم، مشيرة إلى أن التربية، التي غالبا ما يتم تلقينها في إطار أخلاقي، تبقى بالأساس من دور العائلة. وأضافت الكاتبة الفرنسية أن تحسيس الأطفال والشباب بقضايا البيئة أمر، وأن تحميلهم مسؤولية مستقبل الكوكب أو إعدادهم للدور الصعب كمنقذين موعودين للبيئة والطبيعة، أمر آخر. وشددت على أن المدرسة وضعت بالأساس لتعليم المعارف الأساسية وصقل مهارات ورغبات التعلم وروح البحث والاكتشاف لدى الأطفال، مؤكدة على أن الأطفال لا يمكن لهم إنقاذ العالم إذا لم يتحمل الراشدون مسؤولية وضع أسس التغيير وتلقينها للأطفال. وفي السياق ذاته، تحدث الكاتب المغربي فؤاد العروي عن أهمية جودة التعليم باعتباره من ركائز أية مبادرة لحماية البيئة، موضحا أن تلقين العلوم يعد ضرورة ملحة "لا يتعين معها تقسيم المعرفة أو الانتقاء من بينها". ودعا العروي إلى "التعليم مع التنبيه" لوضعية البيئة، وإلى تطوير الكفاءات والمعارف لدى المتلقين حول مدى مساهمتهم الفعالة في تغيير الممارسات والعقليات الضارة بالبيئة. وتم خلال هذه المائدة المستديرة، التي جرت بحضور رئيس معهد العالم العربي بباريس دومينيك بودي، التطرق للبعد الإنساني والثقافي لقضايا البيئة، والمخاطر التي تمثلها العولمة على التنوع الثقافي والحضاري، خاصة بمنطقة المتوسط.