بمناسبة دورته ال 13، يضخ المعرض الدولي للكتاب بطنجة، وهو الحدث الثقافي المنارة بجهة الشمال، دماء جديدة في شرايينه وينفتح على الفنون.وتستضاف مختلف الإبداعات الفنية في هذا الفضاء الذي يشكل فضاء للحوار والتواصل والاحتفاء بالمختلف. وتحمل الدورة الجديدة للمهرجان /15-19 أبريل الجاري/، الذي يعرف بالخصوص بمنتداه الحر للمبادلات بين مثقفي ضفتي المتوسط، اللمسة الخاصة للمندوبة الجديدة للمعرض السيدة ماري كريستين فاندورن. وبالرغم من برمجة من مستوى عال مند دوراته الأولى ومن النجاح المضطرد الذي حققه سنة بعد سنة، فإن معرض الكتاب بطنجة يتطور ويتجدد باستمرار ويسعى لأن يكون في مستوى تطلعات وأذواق الجمهور. وتوضح السيدة فاندورن أن الدورة الجديدة من التظاهرة، التي أصبح يطلق عليه إسم المعرض الدولي للكتب والفنون، تسعى لأن تقدم المسار المتصاعد والمتميز الّّذي يعرفه المغرب في مختلف المجالات الفنية. - نقاش وتقاطع أفكار- وأضافت مفوضة المعرض أنه سواء تعلق الأمر بالفنون التشكيلية أو السينما أو الموسيقى أو الفوتوغرافيا، فإن الفنانين المغاربة لا يفتأون يبينون عن إبداعاتهم متعددة مصادر الإلهام. وأوضحت السيدة فاندورن أن ما يبرهن على هذا المسار المتنامي هو التظاهرات الثقافية العديدة ومن ضمنها المهرجانات الوطنية والدولية التي تكرم إبداع فنانين مغاربة يجدون صدى طيبا لدى جمهور يزداد اتساعا وتفهما. ومثل هذا المخاض يجعل من المهم تنظيم جلسات تفكير حول مختلف أشكال الإبداع الفني التي تحرض كلها على فعل الكتابة. ويبدو أن معرض طنجة الدولي للكتب والفنون يمنح الفرصة السانحة لمثل هذا التفكير الذي يبدو مثيرا اعتبارا لحجم لأسماء المدعوة للإدلاء بآرائها على منبره. فالحوار وتقاطع الأفكار في إطار التواصل الحميمي والاحتفاء بالتعدد تشكل الحجر الأساس في التظاهرة التي تظل بذلك وفية لسمعتها ولروح الحوار والتعبير الحر. وخلال تقديم الدورة 13 للمعرض ، لم يفت مندوبة المعرض أن تركز على هذا الطابع الذي يميز التظاهرة. وللفنانين والكتاب والسينمائيين الانشغال المشترك ذاته المتمثل في التواصل مع الجمهور بهدف استخلاص ردود أفعال المتلقين على إبداعاتهم. وقالت السيدة فاندورن مخاطبة الجمهور "لا تترددوا، اسألوا، اعطوا ارتساماتكم، أجروا حوارا مع الضيوف... إن هذا هو روح هذا المعرض ". وبخصوص اختيار موضوع هذه السنة، قالت السيدة فاندورن إن العمل الفني هو غالبا دعوة، عبر الحواس والخيال، إلى الانخراط في أبعاد جديدة معتبرة أنه "سواء تعلق الأمر بالكاتب أو بالجمهور فإننا نبحث عن مثل أعلى في العمل الفني بحثا عن المعرفة أو الجمال أو السفر أو الحوار أو عن تغيير الذات". وابتداء من 15 أبريل الجاري سيدعى كتاب مغاربة وأجانب مرموقون إلى ندوات موضوعاتية من أجل إجراء حوار حول مختلف الأشكال الفنية، وتبادل مع فنانين تشكيليين وسينمائيين ومصممي رقصات وموسيقيين. وتتنوع برمجة التظاهرة إد ستعرض أعمال مسموعة ومرئية فضلا عن وعد بمفاجآت تمزج بين العديد من الأشكال الفنية. وبخصوص الكتاب، يقترح المعرض العديد من الأعمال المنشورة ولقاء للجمهور مع العديد من الكتاب من أجل توقيع إصداراتهم الجديدة. وللسنة الثانية على التوالي، سيقام معرض الكتاب والفنون ب/قصر المؤسسات الإيطالية/ وهو معلمة معمارية رائعة ستحتضن أبهاؤها الفسيحة مختلف التعبيرات الفنية. وفي إطار روح المشاطرة، يقترح المنظمون العديد من التظاهرات في برنامج هذه الدورة بتطوان /المعهد الفرنسي، وجامعة عبد المالك السعدي، وثانوية القاضي عياض / وبالشاون /ثانوية القاضي عياض / وبالعرائش /مندوبية وزارة الثقافة/. وتتضمن هده الندوات مواضيع من قبيل /هل يمكن أن نكون مغاربة/، وأوتوبيوغرافيا جماعية بمشاركة نخبة من الكتاب المغاربة /اختيار رجال العلم للإبداع الفني/ و/الإبداع والفكر/ و/الأشكال الجمالية للفن المعاصر/ و/طنجة في مفترق طرق الفنون والآداب/ و/الإبداع والفنانون باعتبارهم مواضيع أدبية/. وباختصار، سينظم ما يناهز ثلاثين محاضرة وندوة خلال الأيام الخمسة التي ينظم خلالها المعرض . - تكريم محمود درويش وإيمي سيزا- وفي ما يتعلق بالتكريم، تحيي الدورة 13 ّذكرى وأعمال علمين مضيئين في مجالي الأدب والشعر بضفتي المتوسط هما محمود درويش وإيمي سيزار اللّذين رحلا عن الدنيا ولم ترحل ذكراهما العطرة. كما تفتتح فضاءات المعرض على عدة معارض للفنون التشكيلية وحفلات يمتزج فيها الشعر بالموسيقى وتصاميم للرقصات /زينون، ومجموعة توما ديشاتولي/ وحكايات راقصة وعروض مرئية. وستعرض كذلك برمجة خاصة للشباب لإتاحة الفرصة للمواهب الصاعدة للتعبير وإبراز مواهبها. وسليتقي خلال هده الدورة عشرات من الكتاب والفنانين يمثلون مختلف الأوساط الفنية بضفتي المتوسط خاصة المغرب والبلدان المغاربية الأخرى وفرنسا. ويختتم المعرض ، الذي ينظمه المركز الفرنسي للشمال وجمعية طنجة-الجهة-العمل الثقافي بتعاون مع سفارة فرنسا بالمغرب ووزارة الثقافة، دورته 13 بطموحات جديدة ورغبة قوية في الإبهار. وستتمكن التظاهرة الرائدة بطنجة أخيرا من الوصول إلى سرعتها القصوى مع الحفاظ على الجودة المتوخاة.