دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري،خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية،اليوم الخميس بمدينة سرت الليبية،إلى "تأمين أقصى درجات الفاعلية والنجاعة والتكامل" على المستويين العربي والإسلامي للتحرك من أجل مدينة القدس. وقال السيد الفاسي الفهري،الذي كان أول المتدخلين في مناقشة البند الخاص المتعلق بتطورات قضية القدس،أحد بنود جدول أعمال الاجتماع،إنه "ضمانا لتفادي تضارب أو إهدار الجهود في التحركات الواجب القيام بها في هذا الظرف الحاسم،على المستويين العربي والإسلامي،يجب تأمين أقصى درجات الفاعلية والنجاعة والتكامل للضغط على إسرائيل من طرف المجتمع الدولي قصد دفعها إلى التخلي عن منطق القوة وفرض سياسة الأمر الواقع". وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون "إن المخطط الخطير،الذي يجري تنفيذه في القدسالشرقية،في ظل الانتهاكات المتكررة من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأحكام القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة،كأرض محتلة منذ يونيو 1967 وفي ظل تصاعد النشاط الاستيطاني والتهجير القسري وهدم المباني والمس بحقوق إخواننا الفلسطينيين ومصادرة حقوقهم،في نطاق سياسة عزل القدسالشرقية عن باقي الأراضي الفلسطينية،يجعلنا جميعا أمام وضع شاذ في غاية الخطورة". وأكد السيد الطيب الفاسي الفهري،في هذا الاجتماع الوزاري المنعقد تمهيدا للقمة العربية التي ستعقد بمدينة سرت بعد غد السبت،أن التمادي الإسرائيلي في هذا التوسع الاستيطاني المندرج في إطار مخطط عدائي ممنهج،والذي ضاق الجميع درعا به،طالما أثار صاحب الجلالة الملك محمد السادس،رئيس لجنة القدس انتباه المجتمع الدولي إليه بكل مسؤولية وحزم. وأشار الوزير إلى أن "آخر العمليات الاستيطانية المعلنة جاءت لتؤكد بوضوح طبيعة الاستفزازات الإسرائيلية،وعمق ووجاهة الرؤية الملكية،التي تكرست عبر المواقف التضامنية والمبادرات العملية دفاعا عن قضية القدس كقضية مصيرية لا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال موضع تنازل" مؤكدا على ضرورة الضغط على إسرائيل لحملها على وقف الاستيطان والحفريات المشبوهة وتأمين حرمة المسجد الأقصى المبارك،أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وقال السيد الفاسي الفهري في هذا السياق "إن جلالة الملك ما فتئ يبذل باسم المجموعة الإسلامية،ومنذ أزيد من 10 سنوات،قصارى الجهود والمساعي الضرورية لدى القوى الكبرى ومنظمة الأممالمتحدة لرفض هذا المخطط الإسرائيلي الخطير غير الشرعي وغير المقبول،الذي لا يطال الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في عاصمة دولته المستقلة فقط،وإنما أيضا مشاعر كافة المسلمين وحرمة رموزهم". وخلص السيد الفاسي الفهري إلى القول "إن المملكة المغربية لتؤكد إن التعامل مع مخاطر هذا المخطط الاستيطاني لا يجب أن يقتصر على الشجب والاستنكار وإنما كذلك على التحرك من خلال واجهتين أساسيتين: واجهة سياسية وفق خطة قوية ومتماسكة لحشد التأييد الدولي الضروري،وواجهة ميدانية لمتابعة استراتيجية بيت مال القدس الشريف على الخصوص في المجالات الإنسانية والعمرانية والاجتماعية والصحية والتعليمية وكذا عبر المساهمة الفاعلة للمغرب في صندوق الأقصى والقدس".