اختتمت القمة العربية 22 بمدينة سرت أشغالها، أول أمس الأحد، بعد أن سيطر عليها موضوعان أساسيان، هما الأخطار، التي تتهدد مدينة القدس، بسبب مسلسل التهويد، الذي تتعرض له على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وموضوع العمل العربي المشترك. وحول القدس، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الأحد، أن ملوك ورؤساء الدول العربية، المجتمعون في سرت، دعوا إلى بلورة مخطط عمل عربي لحماية القدس الشريف والدفاع عنها، بتنسيق محكم مع لجنة القدس، التي يترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقال الفاسي الفهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في أعقاب أشغال القمة، إن مجموع البلدان الأعضاء في الجامعة العربية، متفقة على إعداد مخطط عمل عربي، بتنسيق محكم مع العمل، الذي يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس على رأس لجنة القدس. وأضاف الوزير أنه جرت الإشادة بقوة، خلال هذه القمة، التي انعقدت في لحظة متميزة من تاريخ العالم العربي، بالعمل الدائم، الذي ما فتئ يبذله جلالة الملك، والذي يعتزم جلالته مواصلته. وذكر الفاسي الفهري، في هذا السياق، بموقف جلالة الملك بخصوص قضية القدس، موضحا أن جلالته يعتبر أن المدينة المقدسة تشكل جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، ويلح على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة وذات سيادة على كافة الأصعدة، وعاصمتها القدسالشرقية. ولبلوغ ذلك، يتابع الفاسي الفهري، قررت القمة اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، واحتمالا، إلى محكمة العدل الدولية، بشأن الخروقات المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني من قبل إسرائيل، وكذا تعبئة المجموعة الدولية داخل اليونيسكو من أجل حماية الأماكن المقدسة، والتراث العربي الإسلامي في المدينة المقدسة. وبخصوص هذه النقطة، يقول الوزير، إن القرار المتعلق بالقدسالشرقية يكلف مصر، والأردن، والسعودية، والمغرب، بالعمل، بتشاور مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، بهدف تفعيل مخطط العمل العربي للدفاع عن القدس. وفي ما يتعلق بالعمل العربي المشترك، ذكر الفاسي الفهري بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعا، في خطابه لقمة سرت، إلى مصالحة فلسطينية، وإلى تطهير العلاقات العربية، وتسوية جميع الخلافات بالمنطقة. وأشار الفاسي الفهري إلى أن قمة سرت تبنت اقتراح الأمين العام للجامعة العربية، المتعلق بإقرار سياسة للجوار، والحوار مع عدد من الشركاء الجيران للعالم العربي، مبرزا أن المغرب يثمن هذه المبادرة، التي تتماشى مع الإرادة الملكية، الرامية إلى إقامة جسور مع بلدان جنوب الصحراء الشقيقة. وأضاف أنه سيجري تطوير هذه الفكرة، وعرضها على قمة مقبلة، من أجل المصادقة على آلياتها، موضحا أن سياسة الجوار هذه ستشمل بلدانا غير عربية، وإفريقية، ومتوسطية وأسيوية. وأشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن القمة انكبت على بحث السبل الكفيلة بتحسين وتطوير العمل العربي المشترك، وقررت، في هذا الاتجاه، تحديث هياكله. وفي هذا الصدد، سيجري التفكير في بلورة رؤية لعرضها على قمة عربية مقبلة، من أجل تحديد الإجراءات العملية لهذا المشروع، في سياق عمل عربي أكثر نجاعة وفعالية. وكان الطيب الفاسي الفهري أكد أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون قيام دولة فلسطينية، عاصمتها القدسالشرقية. وذكر الوزير في تصريحات للصحافة، على هامش القمة، بدعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في خطابه الموجه إلى هذه القمة ،العرب والمسلمين إلى العمل سويا، على المستويات السياسية والدبلوماسية، لوقف الإجراءات والمناورات الإسرائيلية، ودفع إسرائيل إلى احترام الشرعية الدولية. وأكد الفاسي الفهري على ضرورة أن يكون هناك تنسيق وطيد بين المخطط العربي لإنقاذ مدينة القدس، والعمل الدؤوب والمتواصل، الذي يقوم به جلالة الملك على رأس لجنة القدس، خاصة بواسطة يدها الفاعلة، وكالة بيت مال القدس. وذكر بأن جلالة الملك يعمل، بتفويض من منظمة المؤتمر الإسلامي، لصالح قضية القدس، من خلال الاتصال بالدول الفاعلة والقوى العظمى، وأيضا من خلال العمل الميداني، الذي يمس الحياة اليومية للمقدسيين، مشيرا إلى أن لجلالته أفكارا ومقترحات في هذا الإطار، سيقدمها لقادة الأمة الإسلامية. وأوضح الوزير أن القرار، الذي خرجت به القمة العربية، يراعي ضرورة التنسيق والتكامل بين العمل العربي والعمل الإسلامي. وذكر بأن جلالة الملك طلب من القمة أن تنكب على إصلاح الشأن المتعلق بالبيت العربي، حتى يمكن للأمة العربية أن تركز جهودها على قضاياها الأساسية، مشيرا إلى أن صاحب الجلالة دعا في خطابه للقمة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، ومن ثمة المصالحة العربية، ما سيعطي للعمل العربي نجاعة وفعالية أكبر.