اختتمت أول أمس أعمال القمة العربية الثانية والعشرين في سرت الليبية يومي27 و28 مارس الجاري. وقد اقتصرت الجلسة الختامية على كلمة مقتضبة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمروموسى أعلن فيها أن القمة قررت عقد قمة عربية استثنائية قبل نهاية العام الجاري تخصص للنظر في موضوع تطوير عمل الجامعة العربية. وأشار موسى من ناحية ثانية إلى أن الكلمات التي من المقرر إلقاؤها في الجلسة الختامية سيتم توزيعها والقرارات الصادرة عن القمة في وقت لاحق على الوفود المشاركة. وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على أن تكون القمة المقبلة برئاسة العراق، على أن تعقد على أراضيه إذا سمحت الأوضاع، أو في دولة المقر أي مصر. جاء في البيان الختامي للقمة ، اعلان سرت ، تمسك قادة الدول العربية بالتضامن العربي وتكريس الحوار بين الدول العربية وانهاء اسباب الخلافات والفرقة وتطوير العلاقات مع دول الجوار الاقليمي بما يحقق المصالح العربية المشتركة. وتبنى اعلان سرت كذلك مبدأ مواصلة الجهود لتطوير جامعة الدول العربية وتحديث مؤسساتها ودعمها بوصفها الأداة الرئيسية للعمل العربي المشترك انطلاقا من الاقتراحات والأفكار التي تقدمت بها الدول الأعضاء الى جانب رؤية الزعيم الليبي معمر القذافي حول اقامة اتحاد عربي ومبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لتأسيس اتحاد الدول العربية. وقرر القادة في الاعلان وضع آلية محددة لمتابعة ملف تطوير الجامعة العربية عبر لجنة خماسية برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي مستضيف الدورة الثانية والعشرين للقمة العربية الى جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للاشراف على اعداد وثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك. وستعرض وثيقة التطوير على الدول الأعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل العرض على القمة الاستثنائية المقرر عقدها في موعد غايته اكتوبر 2010. وستقوم اللجنة المتابعة بالتشاور مع الملوك والأمراء والرؤساء العرب لبلورة مشروع الوثيقة المشار اليها. وسيقدم كذلك الأمين العام للجامعة كما أوضح الاعلان الختامي للقمة ورقة عمل حول المبادئ المقترحة لسياسة جوار عربية تضمن تطوير الروابط والتنسيق في اطار رابطة جوار عربية، على ان يتم عرضها على الدورة العادية المقبلة لمجلس الجامعة الوزاري في سبتمبر المقبل تمهيدا لعرضها على القمة الاستثنائية. وأدان القادة العرب في اعلان سرت الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني واستمرارها في سياستها الاستيطانية برغم الادانة الدولية لها. كما اعربوا عن دعمهم الكامل لمدينة القدس واعلنوا عن خطة عمل تتضمن اجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية على مقدساتها. وفي اطار الدفاع عن القدس تقرر عقد مؤتمر دولي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني المعنية خلال هذا العام للدفاع عن القدس وحمايتها على كافة الأصعدة. كما أكد العرب على اهمية المصالحة الفلسطينية ودعم جهود الجهود العربية وجهود مصر لتحقيق ذلك وطالبوا ايضا برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة ودعوة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار. وطالب العرب ايضا بالنسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي العربية لتحقيق السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط. وطالب بيان القمة الحكومة الايرانية مجددا بالانسحاب من الجزر العربية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، واعادتها الى السيادة الاماراتية. وفي موضوع آخر طالب القادة العرب في بيانهم الختامي المجتمع الدولي بالعمل الفوري على اخلاء العالم من الاسلحة النووية وتحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي. كما طالبوا مؤتمر 2010 لمراجعة المعاهدة وبناء خطوات عملية لاخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وحذر العرب من ان رفض اسرائيل الانضمام الى المعاهدة واخضاع منشآتها لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية يضر بأمن المنطقة ويفتح سباق تسلح وخيم العواقب. وأعرب القادة في البيان الختامي عن ادانتهم للاعمال الارهابية واعلنوا عن تمسكهم بثقافة الحوار والتحالف بين الحضارات والاديان وعبروا عن رفضهم الحازم للاساءة و المساس بالأديان اورموزها او قيمها الروحية. ورفضوا في هذا الصدد الإجراءات السويسرية التعسفية القاضية بحظر المآذن الامر الذي يتناقض مع حرية المعتقدات ومواثيق حقوق الانسان. وفي نقاط اخرى أكد»اعلان سرت»على تبني سياسات فعالة للتعامل مع قضايا التغير المناخي والحفاظ على البيئة. والاستمرار في تنسيق الجهود التنموية واتجاهاتها لتكون اكثر تركيزا على الانسان العربي وأشد انحيازا للفقراء والشباب. وفي ندوة صحافية عقب انتهاء أشغال القمة ، أقر أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، بالحاجة الملحة إلى اتخاذ قرار جماعي بشأن المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. وقال «يوجد اتفاق حول عقد اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية خلال الأسابيع القادمة لاتخاذ التوصيات اللازمة سواء بالاستمرار أو بتغيير المسار». وأشار موسى إلى نفاد الصبر المتزايد تجاه عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني وحذر من أنه إذا لم يحدث تقدم في القريب العاجل فسوف تركز جامعة الدول العربية على مقترحات بديلة لحل الصراع. وقال «لا يمكننا أن ندور في حلقة مفرغة تضاف إلى الحلقات السابقة لأننا بهذا الوضع لن نصل إلى حل. نحن طفح بنا الكيل ولا يمكن أن تجد سياسة أو دولة تقبل الاستمرار في هذا الوضع». من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، الطيب الفاسي الفهري ، أن القمة دعت إلى بلورة مخطط عمل عربي لحماية القدس الشريف والدفاع عنها ، وذلك بتنسيق محكم مع لجنة القدس التي يترأسها جلالة الملك . وذكر الفهري, في هذا السياق, بموقف جلالة الملك بخصوص قضية القدس, موضحا أن جلالته يعتبر أن المدينة المقدسة تشكل جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ1967 , ويلح على إقامة دولة فلسطينية مستقلة, قابلة للحياة وذات سيادة على كافة الأصعدة, وعاصمتها القدسالشرقية. ولبلوغ ذلك, يتابع الفهري, قررت القمة اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة, واحتمالا إلى محكمة العدل الدولية بشأن الخروقات المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني من قبل إسرائيل, وكذا تعبئة المجموعة الدولية داخل اليونيسكو من أجل حماية الأماكن المقدسة والتراث العربي الإسلامي في المدينة المقدسة. وبخصوص هذه النقطة بالذات ، يقول الوزير ، إن القرار المتعلق بالقدسالشرقية يكلف دول مصر, والأردن ، والمملكة العربية السعودية ، والمغرب ، بالعمل بتشاور مع الأمين العام لجامعة الدول العربية بهدف تفعيل مخطط العمل العربي للدفاع عن القدس.