استأنفت القمة العربية الثانية والعشرون المنعقدة في مدينة سرت الليبية أشغالها في جلسة مغلقة برئاسة العقيد، معمر القذافي، رئيس القمة وبحضور عدد من القادة العرب. وكانت القمة افتتحت، أول أمس السبت، بحضور13 زعيما عربيا إذ ركزت المداخلات الافتتاحية لأمير دولة قطر والعقيد الليبي والأمين العام لجامعة الدول العربية على ضرورة تطوير العمل العربي واستحالة استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي و هو ما يحتم اتخاذ مواقف وإجراءات عملية حيال التعنت الإسرائيلي وممارساته في الأراضي الفلسطينية خاصة في القدسالشرقية. وشارك في الجلسة الافتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جون بينغ. فيما تناولت كلمات ضيوف القمة مواقف داعمة للحقوق العربية لا سيما ما تعلق منها بالقضية الفلسطينية، من خلال تحقيق السلام والأمن في المنطقة وإدانة الممارسات الإسرائيلية في القدس خصوصا الاستيطان. وبخصوص أهم ما سيدور خلال جلسة، أمس الأحد، أكدت مصادر عربية رفيعة المستوى أن العقيد القذافي الرئيس الحالي للقمة سيطرح على الملوك والرؤساء العرب مبادرة تحت عنوان "الاتحاد العربي: خارطة الطريق نحو الوحدة" تركز على تعديلات في هيكل الجامعة العربية. وأشارت المصادر نفسها إلى أنه جرى دمج المبادرة اليمنية مع المبادرة الليبية وسيجري طرح المبادرتين على الملوك والرؤساء وبأنه "جرى الاتفاق بين الرئيسين اليمني والليبي على إعادة طرح المبادرة خلال اجتماع القمة الحالية تحت إطار المبادرة الليبية خصوصا أن هناك تقاربا كبيرا جدا بين المبادرتين". وفي هذا الصدد جرى التأكيد أن نجاح هذا المشروع وإقراره يعني "إقرار تدوير منصب الأمين العام للجامعة وزيادة صلاحيات رئيس القمة العربية". وهيمنت قضية القدس على الأعمال التحضيرية للقمة التي اقترح على تسميتها "قمة صمود القدس" في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، على التوسع الاستيطاني في القدسالشرقية حيث أقر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم التحضيري للقمة زيادة الدعم للفلسطينيين في القدس من مائة وخمسين مليون إلى خمسمائة مليون دولار، لمواجهة التحرك الاستيطاني الإسرائيلي في المدينة. ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدول العربية أن تعد نفسها لاحتمال فشل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ودراسة خطط بديلة، دون أن يحدد هذه البدائل. واقترح موسى أيضا إنشاء تجمع لدول الجوار العربي، يضم الدول غير العربية ذات القواسم المشتركة، وبينها إثيوبيا وتشاد وإيران وتركيا، مستبعدا إسرائيل من هذا التجمع. ودعا إلى إطلاق حوار إيراني عربي قائلا إن العرب مشتركون مع إيران في الجغرافيا والتاريخ. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، إن ما تقوم به إسرائيل من عمليات لتهويد مدينة القدس وتهجير الفلسطينيين يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وفي السياق نفسه عقد الأمين العام للأمم المتحدة سلسلة اجتماعات مغلقة مع عدد من القادة العرب لبحث الدور الذي تلعبه الأممالمتحدة في عدد من القضايا التي تخص بعض الدول العربية. وقال مصدر في الوفد الأممي إن بان أجرى محادثات مغلقة مكثفة مع أمير قطر ورؤساء اليمن وسوريا والصومال وجزر القمر.