تفتتح ظهر السبت في مدينة سرت الليبية على البحر المتوسط القمة العربية التي ستكون قضية القدس على رأس جدول اعمالها. تفتتح ظهر السبت في مدينة سرت الليبية على البحر المتوسط القمة العربية التي ستكون قضية القدس على رأس جدول اعمالها. ويشارك في القمة، اضافة الى العقيد القذافي الذي يستصيف لاول مرة لقاء عربيا على هذا المستوى، 13 من القادة العرب هم رؤساء الجزائر السودان وسوريا وتونس وموريتانيا واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر الى اميري قطر والكويت والعاهل الاردني ورئيس السلطة الفلسطينية. وكان آخر الواصلين الى سرت صباح السبت الرئيس السوري بشار الاسد ونظيره التونسي زين العابدين بن علي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي وصل وذراعه اليسرى موضوعة في جبيرة. كما وصل رئيس الوزراء المصري احمد نظيف ممثلا للرئيس حسني مبارك الذي اعتذر لاسباب صحية. ويغيب عن القمة خصوصا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي توترت العلاقات بينه وبين العقيد القذافي منذ عدة سنوات. وسيمثل السعودية في القمة وزير الخارجية سعود الفيصل. وامتنع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن الحضور بسبب قضية اختفاء الامام موسى الصدر عام 1978. ويحضر الجلسة الافتتاحية التي تعقد في "قاعة واغادوغو" بسرت الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. واحاطت ليبيا القمة باجواء احتفالية. ففي قاعة واغادوغو، كانت سيدة تؤدي رقصات شعبية امام مئات من اعضاء الوفود والصحافيين الذين وفرت لهم شركة فندقية تركية، استأجرها المنظمون، خدمة خمسة نجوم. اما التلفزيون الليبي، فظل يذيع منذ الصباح اغنية عبد الحليم حافظ "بركان الغضب" بعد ان بث على مدى اليومين الماضيين اغاني وطنية مصرية قديمة تمجد الوحدة العربية من بينها الاوبريت الشهيرة "وطني حبيبي" للموسيقار محمد عبد الوهاب. وهيمنت قضية القدس على الاعمال التحضيرية للقمة التي اقترحت مصر تسميتها "قمة صمود القدس" في ظل اصرار حكومة اليمين الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو على توسيع الاستيطان في القدس ورفضها ضمنا اي تفاوض بشأنها اذ انها تؤكد ان المدينة بشطريها ستبقى عاصمة لاسرائيل. واعلنت الحكومة الاسرائيلية في التاسع من آذار/مارس قرارها السماح ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة، وذلك في خضم زيارة كان يقوم بها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل، ما ادى الى ازمة في العلاقات الاميركية-الاسرائيلية. وكرر نتانياهو صباح الجمعة تمسكه بموقفه بشأن القدس. ورد وزراء الخارجية العرب في المساء اذ اعلنوا، عقب اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية في سرت، رفضهم بدء مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين ما لم توقف اسرائيل الاستيطان في القدسالشرقية وتلغي قرارها بناء 1600 وحدة سكنية فيها. واكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "بيانا سيصدر عن القمة" في ما يتعلق بالموقف من المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف ان "الموقف العربي واضح جدا، المفاوضات مرتبطة بوقف الاستيطان وخصوصا الغاء القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية". كما اكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للصحافيين انه "تم الاتفاق (..) على ان اي موافقة ببدء محادثات غير مباشرة مرتبطة بوقف النشاط الاستيطاني" الاسرائيلي و"يضاف الى ذلك الغاء قرار اسرائيل ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية". وكان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يترأس لجنة المتابعة، افتتح الاجتماع بكلمة وجه فيها انتقادا شديد اللهجة للمجتمع الدولي في حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، مؤكدا ان الدولة العبرية "تتعامل كأن لها حصانة اذ لا عقوبات دولية تتخذ بحقها". وقال هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية لوكالة فرانس برس "اننا نريد كذلك ضمانات بأن قرارات بتوسيع الاستيطان لن تتخذ مستقبلا". وكان وزراء الخارجية العرب اقروا الخميس مشروع قرار سيطرح على القمة لاقراره يتضمن خطة لدعم "صمود القدس". وفي هذا الاطار سيخصص دعم مالي قدره 500 مليون دولار لضمان بقاء المقدسيين على اراضيهم. واوضح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي للصحافيين انه تم الاتفاق على "انشاء مفوضية للقدس تتبع الامانة العامة للجامعة العربية، والتوجه لمحكمة العدل الدولية إما مباشرة او من خلال جلسة خاصة للجمعية العمومية للامم المتحدة" من اجل تأكيد عدم شرعية الاستيطان الاسرائيلي في القدس. وقال المالكي ان وزراء الخارجية العرب ناقشوا كذلك امكانية "عقد مؤتمر دولي خاص بالقدس". وستسعى ليبيا، التي ستترأس اعتبارا من السبت الجامعة العربية لمدة عام، الى زيادة صلاحيات رئاسة القمة العربية. وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس ان ليبيا ستعرض على القمة "منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة" وستقترح انشاء "مفوضية عربية" على غرار المفوضية الاوروبية وتلك الافريقية، مع تعيين وزير عربي "للشؤون الخارجية" واستحداث منصب مسؤول مكلف بالدفاع. وعشية القمة، التي ينتظر ان تكتفي بتكرار مطالبتها لاسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة، قتل ضابط وجندي اسرائيلي واصيب جنديان آخران بجروح في تبادل لاطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين في جنوب القطاع اسفر ايضا بحسب الجيش الاسرائيلي عن مقتل اربعة فلسطينيين.