ببيان ختامي مقتضب وبدون جلسة ختامية علنية ودون خطابات أنهى القادة العرب قمتهم الثانية والعشرين في مدينة سرت الليبية. وحسب البيان فإن قمة استثنائية ستعقد نهاية هذا العام لبحث مشاريع تطوير العمل العربي والعلاقة مع الجوار. أنهت القمة العربية الثانية والعشرون، التي انعقدت في مدينة سرت الليبية، أعمالها اليوم الأحد (28 آذار/ مارس 2010) ببيان مقتضب تلاه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. كما عقد موسى مؤتمرا صحافيا مشتركا مع وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، بعيد إنهاء أعمال القمة، لإعطاء المزيد من التفاصيل حول ما توصل إليه الزعماء العرب. وكشف موسى في بيانه أن القادة العرب اتفقوا، بعد يومين من المناقشات، على عقد "قمة استثنائية أواخر هذا العام" لبحث مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي وسبل تطوير الجامعة العربية. وأضاف الأمين العام بأن القادة العرب بحثوا ست موضوعات تتعلق بالقدس وتطوير العمل العربي المشترك ومكان انعقاد القمة المقبلة وزيادة موازنة الجامعة العربية. وقد أشاد الأمين العام للجامعة العربية بالأجواء التي سادت هذه القمة مشيرا إلى أن القمة كان يسودها التفاهم دون وجود خلافات في وجهات النظر مؤكدا أن المسؤولين العرب بحثوا النزاع العربي الإسرائيلي باستفاضة نافيا أن يكون هؤلاء قد سحبوا المبادرة العربية للسلام. واعتبر موسى، في مؤتمره الصحافي، بأن الدبلوماسية العربية حققت "نجاحات فيما يتعلق بهذا الملف" وأن "العالم كله يرى بأن الكرة الآن في المرمى الإسرائيلي" وذلك في إشارة إلى ملف الاستيطان الذي يلقى معارضة على المستوى الدولي. وأشار موسى إلى أن "الجميع قدم الشكر إلى ليبيا" على استضافتها وحسن التنظيم والنجاح الذي تحقق في هذه القمة. وفي رد غير مباشر على تساؤلات بعض الصحافيين حول إنهاء أعمال القمة دون جلسة ختامية علنية، قال موسى إن القادة العرب "تنازلوا عن كلماتهم التي كانوا سيقومون بإلقائها في الجلسة الختامية وذلك لإعطاء مزيد من الوقت للمشاورات بينهم في تجاه التطورات الموجودة على الساحة". كما أشاد بالاجتماعات المغلقة التي عقدها الزعماء العرب في يومي القمة مؤكدا أنها "شهدت زخما" لكن دون إضافة المزيد من التوضيحات. وأوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن القادة العرب طلبوا منه "تقديم تقرير" حول اقتراحه المتعلق بإنشاء "رابطة الجوار العربي"، الذي أثار ردود فعل متباينة من الدول العربية. وكانت أكثر من عاصمة عربية قد أبدت تحفظها على إشراك إيران في هذه الرابطة إلى جانب تركيا وعدد من الدول الإفريقية والآسيوية المجاورة للعالم العربي. وحسب المشروع، الذي قدمه موسى للقمة العربية، فإن الرابطة المذكورة "تتأسس على سياسة جوار عربية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن لمجمل دول الرابطة". وبالإضافة إلى مناقشة هذا المشروع فإن القمة العربية الاستثنائية المقبلة ستناقش أيضا مشروعا تقدمت به اليمن ولقي دعما من الدولة المضيفة ليبيا ويتعلق بإجراء إصلاحات في البنية التنظيمية للجامعة العربية. وينص المشروع اليمني على تطوير الجامعة العربية وتحويلها إلى ما وصفته صنعاء ب "اتحاد عربي"، أسوة بالاتحادين الأوروبي والإفريقي. وقد أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأن مناقشة الاقتراح اليمني انتهت إلى اتفاق على "تشكيل لجنة ثلاثية من قادة ليبيا وقطر واليمن لدراسة كل مشروعات تطوير الجامعة على أن يعرض ما تتوصل إليه هذه اللجنة على "القمة الاستثنائية" في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.