قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري اليوم الخميس بالرباط إن الرؤية الملكية المتبصرة تعد المدخل السليم الذي يؤمن مصاحبة عربية جماعية مؤثرة ومنسجمة لأي حوارات أو شراكات جديدة وخاصة مع الفضاءات المتوسطية والإفريقية والآسيوية. وأبرز وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري في لقاء صحافي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن السيد الفاسي الفهري أكد في عرض أمام المجلس حول نتائج مؤتمر القمة العربي الثاني والعشرين، المنعقد بمدينة سرت الليبية يومي 27 و28 مارس الماضي، والذي مثل جلالة الملك محمد السادس فيه، صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، أن المغرب حريص على تنفيذ الإستراتجية التي حدد معالمها الأساسية جلالة الملك في خطابه السامي للقمة على أساس المصالحة البينية وتحقيق الاندماج التنموي. وأكد الوزير أن هذه القمة انعقدت في ظل ظرفية إقليمية ودولية خاصة أمام إصرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مخططها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي وقت واصلت فيه الإدارة الأمريكية محاولات استئناف التفاوض بطريقة غير مباشرة وبروز مواقف دولية لباقي الأطراف المكونة للجنة الرباعية الدولية رافضة للممارسات الإسرائيلية الاستفزازية وغير المشروعة. وفي هذا الصدد، ذكّر الوزير بأن جلالة الملك أكد بكل قوة في الخطاب السامي الموجه لهذه القمة رفضه القاطع لمخطط التهويد والاستيطان والعزل والضم والحصار العدواني في الضفة الغربية وقطاع غزة عامة والقدس بصفة خاصة، مجددا جلالته دعمه الكامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، متصلة وقابلة للاستمرار وعاصمتها القدس الشريف. كما ذكّر بالموقف المغربي الراسخ الذي عبر عنه جلالته، الداعم لخيار السلام والداعي إلى التحرك المتواصل والفعال وفق مبادرة السلام العربية باعتبارها حلا واقعيا ومسؤولا لإنهاء احتلال كافة الأراضي العربية. وبعد استعراض مجموع القرارات الصادرة عن هذه القمة التي انعقدت تحت شعار "قمة دعم صمود القدس" تناول بتفصيل خطة العمل المعتمدة من أجل القدس بجوانبها السياسية والقانونية والمالية والإعلامية مشيرا إلى أن هذه الخطة ارتكزت، في جوهرها، على التصور الشمولي الذي طرحه الوفد المغربي، القائم على ضرورة التعاون والتنسيق والتكامل بين المجموعتين العربية والإسلامية وخاصة مع لجنة القدس على المستويين السياسي والميداني. وهذا ما يعكس التقدير الخاص، يضيف الوزير، للجهود الحثيثة والمبادرات البناءة التي يقوم بها جلالة الملك منذ أزيد من عشر سنوات من أجل القدس. وبخصوص التعاون العربي ` الإفريقي، أعلن الوزير أن المغرب عازم على التوظيف الجيد لكل فرص التعاون في نطاق شراكة ملموسة تسهم في ترسيخ الروابط القوية المتعددة الأوجه مع قارتنا الإفريقية وبناء دعائم استقرار الدول العربية والإفريقية ووحدتها الترابية وتنميتها المشتركة.