تم أمس الثلاثاء تقديم المشروع المغربي الألماني حول الزراعة في المدار الحضري وشبه الحضري لمدينة الدارالبيضاء، وذلك في إطار فعاليات المنتدى الحضري العالمي الذي تحتضنه مدينة ريو دي جنيرو البرازيلية من 22 إلى 26 مارس الجاري. وقدم المشروع، الممول من طرف الوزارة الفيدرالية الألمانية للبحث العلمي، السيدان عبد العزيز عديدي، مدير المعهد الوطني لإعداد التراب والتعمير، وكريستوف كاسبير، المساعد لدى المنسق العلمي للفريق الألماني المعني بالمشروع. وأوضح السيد عديدي، الأستاذ بالمعهد المذكور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع يربط بين الجامعة التقنية ببرلين وجامعات ألمانية أخرى من جهة وبين المعهد الوطني لإعداد التراب والتعمير وجامعتي الحسن الثاني عين الشق وابن امسيك بالدارالبيضاء من جهة ثانية. وأشار إلى أن المشروع تم تقديمه لجامعيين وباحثين في مجال التخطيط والتنمية الحضرية، على هامش ورش حول "الرياضة والمدينة" وكذا ورش آخر نظم من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية حول موضوع "إعادة ابتكار الاستدامة الحضرية". وأضاف أن المشروع يشمل مرحلتين، الأولى بين سنتي 2005-2008 وتتمثل في صقل مفهوم الزراعة الحضرية وتشكيل الفرق المغربية والألمانية التي ستعمل على تنفيذ المشروع وتحديد الشركاء، والثانية بين سنتي 2008-2013 وتتمثل في تنفيذ المشروع الذي يشمل أيضا البحث حول بعض المفاهيم وجمع المعلومات وتشخيص ودراسة الحالة الراهنة بما يمكن من إنجاز أربعة مشاريع رائدة. وأوضح مدير المعهد الوطني لإعداد التراب والتعمير أن هذه المشاريع الأربعة الرائدة، التي يمكن تعميمها كنماذج، تتعلق بالسكن غير القانوني والزراعة الحضرية، والصناعة والزراعة الحضرية، والسياحة والزراعة الحضرية، والتغذية السليمة والزراعة الحضرية. كما أبرز أن المشروع المغربي الألماني يروم الحفاظ على الأراضي الزراعية داخل المدار الحضري وشبه الحضري لمدينة الدارالبيضاء، من منطلق أن التعمير يتم بشكل أفقي ويِؤدي إلى استهلاك مفرط للأراضي الزراعية. وأكد أن خصوصية المشروع تتمثل في كونه يجمع لأول مرة جامعيين ومسؤولين إداريين ومناضلين جمعويين، مضيفا أنه يضم أيضا جامعات ومعاهد إدارية بالمملكة، كالوكالة الحضرية للدار البيضاء والمفتشية الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية والمكتب الوطني للمطارات والمجتمع المدني. وذكر أن المشروع يروم لفت اهتمام أصحاب القرار في مجال التخطيط الحضري حول ضرورة أخد الحفاظ على الأراضي الزراعية الخصبة بعين الاعتبار خلال وضع تصاميم المدن، والتأكيد على أن الزراعة داخل المدن وبضواحيها يمكن أن تشكل مصدرا جيدا للدخل وعنصر إدماج اقتصادي يساعد على مكافحة الفقر، رغم الصعوبات الكثيرة التي تعترض هذا النوع من المشاريع.