تم، يوم أمس الجمعة، تقديم برنامج "مدن بدون صفيح" وذلك خلال ورش نظم في إطار الدورة الخامسة للمنتدى الحضري العالمي التي احتضنتها مدينة ريو دي جنيرو البرازيلية من 22 إلى 26 مارس الجاري. وأبرز الرئيس المدير العام لمجموعة العمران بمدينة أكادير والعمران الجنوب، السيد بنعلي مهاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التجربة قدمت في إطار ورش حول "المدن بدون صفيح"، مذكرا أن هذه المبادرة المغربية تقوم على مقاربة تشاركية من خلال اتفاقيات موقعة مع حوالي 80 مدينة، مكنت إلى حدود اليوم من القضاء على دور الصفيح في أربعين منها، في حين يوجد الباقي في مراحل مختلفة من مستوى الإنجاز. وأضاف أن إنجاح هذا المشروع تطلب اعتماد مفهوم "الاتفاقية" الذي انخرطت فيه السلطات المحلية ورؤساء الجماعات المحلية والدولة من خلال وزارة الإسكان، في حين تدخلت مجموعة العمران على المستوى التقني والمواكبة الاجتماعية للمشروع. وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تستند إلى شراكة تربط بين السكان ممثلين في المنتخبين والسلطات المحلية والفاعلين في القطاع، مبرزا نجاح هذه التجربة من خلال إيواء نحو ألف و600 أسرة بمدينة أكادير وألف و500 بالعيون وخمسة آلاف و500 بالداخلة و4 آلاف و 700 في بوجدور. وقال إن الهدف كان يتمثل في جعل الفضاء السكني قابلا للحياة من خلال محاربة السكن غير اللائق وتجهيز الأحياء الهامشية بالبنيات التحتية الأساسية (الماء والكهرباء والطرقات)"، مضيفا أنه تم بذلك إعلان أكادير مدينة بدون صفيح أواخر سنة 2008، "بعد إعادة إسكان وإيواء أكثر من 40 حيا صفيحيا تعود لأزيد من 30 سنة في حين يرجع تاريخ بعضها إلى الزلزال الذي ضرب المدينة سنة 1960. وأوضح أن الإكراهات التي طرحت بالنسبة للحالة الخاصة لمدينة أكادير ارتبطت بالجانب المالي، لأن الغلاف المالي الأولي كان مخصصا لإيواء حوالي 13 ألف أسرة، في حين "وجدنا أنفسنا أمامنا حوالي 3 آلاف أسرة إضافية، وهو ارتفاع يرجع بالأساس إلى توسع أحياء الصفيح بفعل زواج أبناء الأسر المقيمة في هذه الأحياء". وأضاف أن الإكراهات طرحت أيضا على مستوى اختيار مواقع الإيواء، التي غالبا ما تكون بعيدة عن أماكن العمل، مشيرا إلى أن المواكبة الاجتماعية تبقى عنصرا مهما من أجل حل هذا المشكل. وأبرز أن "المغرب متقدم في مجال القضاء على السكن الصفيحي ويتوفر على تجربة غنية في مجال تحسين ظروف عيش الساكنة والتجمعات السكنية، بفضل برنامجه "مدن بدون صفيح" وتأهيل الأحياء الهامشية".