تم مساء أمس الجمعة بمدينة تورينو (شمال-غرب إيطاليا)، تسليط الأضواء على العمل الذي تضطلع به السيدة عائشة الشنا، مؤسسة ورئيسة جمعية التضامن النسوي، لفائدة الأمهات العازبات وأبنائهن، وذلك خلال حفل نظم بمناسبة توزيع الجائزة الدولية "امرأة سنة 2009". وبقلب مفعم بالأريحية، أعربت السيدة الشنا لوكالة المغرب العربي للأنباء عن فرحتها برؤية الأندونيسية سيتي موسداه موليا، التي توجتها لجنة التحكيم بهذه الجائزة، والتي وضعتها في المرتبة الثانية عقب نهاية تبارت خلالها ثلاث مرشحات، كانت من ضمنهن الأفغانية ماري أكرامي.
وأثارت "ماما عائشة"، كما يناديها الأطفال الذين تغرقهم بحنانها وحبها، إعجاب الحضور واحترامه وإجلاله للمرأة التي تم الاحتفال بها كما يجب، قبل أسابيع قليلة، بمنيابوليس (الولاياتالمتحدة)، حيث منحت جائزة "أوبيس 2009".
وقد قوطعت كلمة السيدة الشنا بتصفيقات حارة، مما يبرز المسار الجمعوي والعصامي الذي اختطته على مدى أكثر من 50 سنة.
كما أشاد منظمو هذه الجائزة، التي بلغت دورتها الثانية عشرة، بالسيدة الشنا المناضلة والمتفانية في نكران الذات وحب الآخرين، معربين لها عن إرادتهم للتعاون معها خدمة للقضايا النبيلة التي كرست لها حياتها.
وكانت السيدة الشنا قد استهلت نشاطها الجمعوي متطوعة داخل العصبة المغربية لحماية الطفولة، من خلال إعطائها دروسا حول الصحة والطفل.
ومنذ ذلك الحين، ارتفعت وتيرة اهتمامها بالأطفال المتخلى عنهم، ما دفعها إلى الانخراط في الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة التي تعرفت من خلالها عن كثب على وضعية الأمهات العازبات.
وفي سنة 1985 أنشأت السيدة الشنا جمعية التضامن النسوي لمواصلة مسيرتها النضالية من خلال تأطير وتعليم الأمهات العازبات بغية مساعدتهن في مواجهة واقعهن المعاش والاندماج في المجتمع.
وتعد جائزة "أوبيس" التي حازت عليها مؤخرا تتويجا للأعمال الإنسانية الأكثر تميزا في العالم.
وتمنح الجائزة والبالغ قيمتها مليون دولار كل سنة من قبل مؤسسة "أوبيس" التي يوجد مقرها بمينيابوليس للشخصيات التي ساهمت من خلال أعمالها وقناعاتها في حل المشاكل الاجتماعية الأكثر إلحاحا.
وفي ما يخص الجائزة الدولية "امرأة سنة 2009" ، والبالغ قيمتها 50 ألف أورو فإنها تنظم من قبل المجلس الجهوي لفالي داوست (شمال غرب إيطاليا) بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية.
ويترأس لجنة تحكيم هذه الجائزة البروفيسور أمبيرتو فيرونيزي طبيب اختصاصي في أمراض السرطان وسيناتور عن الحزب الديموقراطي، وتتشكل من رئيس المجلس الجهوي لفالي داوست ألبيرتو تشيريز وشخصيات تمثل عالم الاقتصاد والسياسة والاتصال والعلوم إضافة إلى وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية.