أقر الاتحاد الصيني لكرة القدم عقوبات قاسية تعتبر الأشد في تاريخ اللعبة في الصين في حق ثلاثة أندية محلية، بعد تورطها في فضائح الرهانات الرياضية والتلاعب في نتائج المباريات، والتي اعتقل على خلفيتها على مدى الأسابيع الماضية أكثر من 22 شخصا ما بين مسؤولين ومسيري أندية وحكام. وقررت لجنة الانضباط بالاتحاد الصيني لكرة القدم المجتمعة الأحد الماضي في بكين فرض عقوبة الهبوط للقسم الأول على ناديي غوانغتشو وتشينغدو بليدز بعدما كانا في قسم الصفوة ، فيما قررت التشطيب على نادي تشينغداو عايليفان بشكل كامل من التسجيل في أي دوري صيني لكرة القدم وغرمته 200 ألف يوان (نحو 30 ألف دولار). وثبت للجنة تورط مسؤولي الأندية الثلاث في عمليات واسعة للترتيب القبلي لنتائج المباريات بالاتفاق مع أوساط الرهانات ، وهي الممارسات المنتشرة بكثرة في الدوري الصيني الذي طالما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه أصبح في يد شبكات القمار والربح غير الشرعي. وأخبر الاتحاد الأندية الثلاثة بقراره شفاهيا، ودعا ممثلين عنها لحضور جلسة عمومية للاستماع ستعقد في بكين لاحقا. وقال الاتحاد إن هذه العقوبات تبقى أولية ولن تسري قبل الموافقة عليها من قبل الإدارة العامة للرياضة في الصين ما يعني انتظار بعض الوقت قبل تأكيدها. وأفادت صحيفة "الشعب" اليوم الثلاثاء أنه من حق الأندية استئناف القرار لكن ليس لها تقريبا أية حظوظ في تغيير هاته الأحكام. وسيبدأ الدوري الصيني الممتاز لكرة القدم الذي يشارك فيه 16 ناديا فقط في 20 مارس المقبل، وقد يعرف بعض التأجيل على خلفية هذه الفضيحة. ولم يتم الإعلان بعد عن الناديين الجديدين الذين سيعوضان الناديين الذين صدرت في حقهما عقوبات . وبدأت في نونبر الماضي حملة غير مسبوقة في الصين لتطهير قطاع كرة القدم، واعتقل أكثر من 22 شخصا على رأسهم نان يونغ رئيس الاتحاد الصيني لكرة القدم ونائبه يانغ يمينغ ثم جهان تيانشيان رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الصيني للعبة. كما يوجد من بين المعتقلين رئيس فريق تشينغدو المملوك لنادي شيفيلد يونايتد الذي يلعب في القسم الثاني للبطولة الإنجليزية. أما التهمة الرئيسية فهي التلاعب وترتيب نتائج مباريات كرة القدم قبليا والتنسيق بشكل واسع مع شبكات القمار والرهانات على المباريات. وتستشري عمليات القمار والمراهنات التي تعد ثقافة آسيوية عادية بشكل كبير في الصين، لكن في الباطن فقط ، حيث تحظر الدولة بشكل قاطع إقامة الكازينوهات ونوادي القمار فوق برها الرئيسي، باستثناء هونغ كونغ وماكاو اللتين لديهما وضع إداري خاص. ووعد ليو بينغ وزير الرياضة الصيني في يناير الماضي ب"سحق شبكات القمار" التي تتلاعب بمباريات كرة القدم، وقال إنه يشعر بالحزن والذهول لهذه الفضائح و"لا يمكن أن يتهرب من المسؤولية". وأضاف إن "جذور هذه المشكلة تمتد بعيدا. إنها تحذير لنا مفاده أن أمامنا مسيرة طويلة من أجل القضاء على الفساد في صفوف المسؤولين الرياضيين". وعينت السلطات في نهاية يناير الماضي وي دي رئيسا جديدا للاتحاد الصيني لكرة القدم الذي وعد بإصلاح القطاع وتطهيره نهائيا من الفضائح التي يتخبط فيها. وقال بعد تعيينه إن قطاع كرة القدم الصيني "تراجع بشكل كبير الى مستوى غير مقبول. وخلف ذلك أسى عميقا لدى عشاق كرة القدم والشعب الصيني عموما". ورغم أن الصين تتفوق في عدة رياضات واحتلت الصف الأول من حيث الميداليات على المستوى العالمي خلال أولمبياد بكين عام 2008، إلا أن كرة القدم ما تزال رياضة ذات مستوى متدني، ذلك أن الفريق الوطني الصيني يحتل الرتبة ال 93 عالميا خلف دول من مثل إيسلاندا وهايتي. كما أنه لم يتمكن من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006 و2010.